من المألوف في كثير من البلدان وضع شجرة عيد الميلاد في المنازل والأماكن العامة وتزيينها،خصوصا وأن هذه الأشجار تعمل على إضفاء أجواء إحتفالية.
وبالرغم من أن هناك روايات عديدة تتحدث عن هذه الشجرة إلا أن الأصل الدقيق لها غير معروف تماماً.
لكن في الكثير من الثقافات كان ثمة معنى خاص للأشجار الخضراء، كونها بحسب تلك الروايات، كانت تقي الناس من الأرواح الشريرة ومن قوى الطبيعة عند الانتقال من سنة إلى سنة جديدة.
وثمة معنى آخر يكمن في الإعتقاد بأن الشموع المشتعلة تضيء الدرب للأموات وترشدهم إلى الطريق لكي يعودوا إلى عائلاتهم، في حين أن الكنيسة ترى في الشموع المشتعلة رمزا لوصول المسيح.
{ فما قصة هذه الشجرة؟
الرمز الرئيسي للعيد
- شجرة عيد الميلاد Christmas tree هي إحدى أكثر تقاليد عيد الميلاد انتشاراً والرمز الرئيسي له.
وعادة ما تكون الشجرة خضراء مثل شجرة الصنوبر أو شجرة السرو أو شجرة اصطناعية من مظهر مماثل، ويرتبط مع الإحتفال بعيد الميلاد عادة وضع الشجرة داخل البيت مع تزيينها.
وقد تم تزيين الشجرة تقليديا مع المأكولات مثل «الشوكولا» والتفاح والمكسرات، أو غيرها من الأطعمة.
وفي القرن الـ18 بدأت تضاء بالشموع إلى أن حلت محلها أضواء عيد الميلاد بعد مجيء الكهرباء.
أما في العصر الحالي، فيتم تزيينها بمجموعة واسعة من الحلي التقليدية مثل الأكاليل والحلي والحلوى.
سابقة للمسيحية
{ لكن يبقى السؤال: كيف بدأت هذه العادة؟
- من المعروف أن عادة تزيين شجرة عيد الميلاد سابقة للمسيحية، وهي مرتبطة بالعبادات الوثنية في إكرام وعبادة الشجرة،وكانت منتشرة على وجه الخصوص في ألمانيا،لذلك لم تحبذ الكنيسة في القرون الوسطى الباكرة عادة تزيين الشجرة، وأول ذكر لها في المسيحية يعود لعهد البابا القديس بونيفاس (634 - 709) الذي أرسل بعثة تبشيرية لألمانيا.
ومع اعتناق سكان المنطقة للمسيحية، لم تلغ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد، بل حولت رموزها إلى رموز مسيحية، وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة بيت لحم التي هدت المجوس الثلاثة. غير أن انتشارها ظلّ في ألمانيا، ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة، إلا مع القرن الخامس عشر، حيث انتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور،من هنا تمت إضاءتها بالشموع.
في المقابل،هناك من ينسب إضاءة الشجرة إلى مارتن لوثر في القرن السادس عشر، غير أنه وبجميع الأحوال لم تصبح الشجرة حدثًا شائعًا، إلا مع إدخال الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث تزيين الشجرة إلى إنكلترا ومنها انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وتحولت معها إلى صبغة مميزة لعيد الميلاد منتشرة في جميع أنحاء العالم.
تجدر الإشارة،أنه في السابق، كانت الأشجار التي توضع في المنازل وتزين لمناسبة العيد أشجارًا طبيعية، غير أنه حاليًا تنتشر الأشجار الصناعية مكانها بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة وأسعار خيالية، غير أن عددًا من المحتفلين لا يزال يستعمل الأشجار الطبيعية.
وقد نشأت لهذه الغاية شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الإبرية الخاصة بالميلاد لتسويقها قبيل العيد.
أما حاليا،فتزيّن الشجرة بالكرات مختلفة الأحجام، وإلى جانب الكرات التي تتنوع ألوانها بين الذهبي والفضي والأحمر، وجود بعض الأشجار المزينة بغير الطريقة المألوفة لألوان العيد الثلاثة كالأزرق مثلاً،حيث توضع أضوية ملونة أو ذهبية على الشجرة كما توضع في أعلاها نجمة تشير إلى نجمة بيت لحم التي دلت المجوس في الطريق، وتزين الشجرة أيضًا بالسلاسل أو بالملائكة أو بالأجراس وغيرها... مما يتوافر في المحلات.
كما يوضع تحت الشجرة أو بقربها مغارة الميلاد أو مجموعة صناديق مغلفة بشكل مُزين تحوي على الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية العيد.
ماذا عن تبادل الهدايا؟
يعد تبادل الهدايا من الجوانب الرئيسية للإحتفال بعيد الميلاد حديثًا، وهو ما يجعل موسم عيد الميلاد أكثر مواسم السنة ربحًا بالنسبة للمتاجر والشركات حول العالم.
وكان تبادل الهدايا شائعًا في بعض مناطق الإمبراطورية الرومانية أواخر كانون الأول كجزء من الطقوس الدينية،ولذلك فقد حظرت الكنيسة الكاثوليكية تبادل الهدايا في القرون الأولى والقرون الوسطى بسبب أصولها الوثنية، ثم عادت وانتشرت العادة بين المسيحيين بداعي الإرتباط بالقديس «نيكولا». أما سبب ارتباطها به فيعود لكونه كان يوزع على العائلات الفقيرة في إقليم «مبرا» في آسيا الصغرى الهدايا والطعام واللباس تزامنًا مع العيد دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل،لكن الصورة الحديثة له أي الرجل ذو الثياب الحمراء واللحية الطويلة القادم على عربات تجرها غزلان والداخل للمنازل عن طريق المدفأة فتعود لعام 1823 حين كتب الشاعر الأميركي «كلارك موريس» قصيدة «الليلة التي قبل عيد الميلاد» حيث يصف بها هذه الشخصية التي تعتمد أبعاد تجارية بحتة.
وفي هذه المناسبة،غالبًا ما يقوم الأطفال بكتابة رسائل إلى «بابا نويل» ويضعونها في جراب الميلاد أو بقرب الشجرة قبل العيد، ويستيقظون صباح العيد لفتحها ورؤية الهدايا.
ومن العادات المنتشرة أيضًا أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتبادل الهدايا بين بعضهم البعض وإن كانت رمزيّة.