بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الأول 2020 12:00ص شح في موسم الزيتون في الجنوب وتنكة الزيت بـ 550 الف ل ل

عاملة تنقي حبات الزيتون عاملة تنقي حبات الزيتون
حجم الخط
كانت العائلات الجنوبية تنتظر موسم قطاف الزيتون بفارغ الصبر، لكن حل عليهم هذا العام بخيبة أمل كبيرة، بسبب تأخّر هطول المطر هذا العام لترتوي الأرض..

وكأنّ المُواطنين لا يكفيهم ما يُعانونه من أوضاع اقتصادية صعبة، وانتشار فيروس «كورونا»، والآن موسم الخير الذي كان يُشكّل مصدر عيشهم آتٍ حاملاً معه الهموم الإضافية: شُحُّ في الرزق، وغلاء في أسعار السماد وحتى في كلفة اليد العاملة وكلفة العصر.

موسم قطاف الزيتون بدأ في البلدات والقرى الجنوبية التي تنتشر فيها كروم الزيتون، التي تُعطي نحو ثلث إنتاج الجنوب من الزيت.

في بلدة كفريا - شرقي صيدا، وقف «أبو إلياس» وهو يضع «الكمّامة» ويعتمر قبّعة القش على رأسه، على سلم خشبي يقطف حبّات الزيتون، والابتسامة لا تُفارق ثغره، بمُساعدة عدد من العمّال الذين فرشوا أكياس النايلون الزرقاء الكبيرة تحت الأشجار، وقال: «رغم حرارة الشمس والتعب إلا أنّني أضع الكمّامة خوفاً من أنْ أُصاب بفيروس «كورونا»، وكأنّه لا يكفي ما نُعاني منه في لبنان، في السابق كنّا نعتمد على موسم الزيتون كي ندّخر للعام كله، لكن هذا العام حل علينا شحيحاً عن العام الماضي، فموسم هذا العام شحيح، لكنّنا لم نشك من أي أمراض تُصيب عادة الزيتون، ما زلنا في بداية الموسم وننتظر شتوية كي يزداد إنتاج الزيت»، موضحاً أنّ «بعض العائلات استعانت بأفرادها في القطاف بدلاً من استئجار عمّال وفرّاط».

خلال عصر حبات الزيتون

وأضاف: «خلال القطاف نقوم بفرز الزيتون، بين حبّات للعصر وأخرى للرص والأكل وحبّات الصغيرة المنزل - أي أكياس الرص - وبعد فصلها، تُغسل الحبّات التي تُعدُّ للأكل في الماء، ثم يبدأ رصّها، فتُضرب حبّة الزيتون بمطرقة خشبية حتى تتفسّخ قليلاً، ثم توضع في «مرطبانات» من الزجاج مع الحامض والماء والملح والحرّ، أو مع زيت الزيتون، وجزء كبير من حبات الزيتون المرصوص يُنقع بالملح فقط، ويُترك معرّضاً للهواء لأيام عدّة ليصبح صالحاً للأكل، فيما الزيتون المكبوس في «المرطبانات» يحتاج إلى أسابيع».

وفي الحقل المُقابل، قال «أبو إيلي»، وهو يتفقّد أشجار الزيتون ومعه العمّال: «هذا العام استعنتُ ببعض العمّال حتى يكونوا بالقرب من بعض بسبب فيروس «كورونا»، وسبب الشُح هي موجة الحر التي ضربت لبنان في شهر نيسان الماضي على مدى أيام، حيث قضت على ثمار الزيتون في مرحلة عقده الأول، فتساقطت على الأرض ميتة، إضافة الى الحرائق التي اندلعت أخيراً في عدد من حقول الزيتون، وإلى ارتفاع أسعار السماد 7 أضعاف ارتباطاً بالدولار الأميركي، ناهيك عن أجرة العمّال وكلفة «التشحيل» والعصر، وكلّها عوامل لم تُبقِ للمزارعين أو الضمّانين وأصحاب الأراضي أي مدخول».


عمّال يقطفون الزيتون مُراعين مسافة التباعد جرّاء جائحة «كورونا»

وختم: «إنّ شح الموسم أدّى إلى ارتفاع سعر «تنكة» الزيت التي كانت تُباع العام الماضي ما بين 200 و225 ألفاً، وأصبحت تُباع اليوم ما بين 450 و550 ألف ليرة لبنانية أي الضعف، وكلغ الزيتون كان يُباع بنحو 6 آلاف، وبات اليوم بأكثر من 12 ألفاً، حتى «غالونات» التعبئة البلاستيكية أصبحت تُباع بـ16 ألفاً بعدما كان سعرها يتراوح ما بين 4 – 8 آلاف ليرة، في وقت انهارت فيه قيمة الليرة اللبنانية وارتفعت أسعار كل البضائع، وبقيت رواتب العمّال والموظّفين على حالها».