بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 أيار 2020 12:20ص غلاء فاحش يخنق المواطنين في صيدا بشهر رمضان

غلاء الأسعار هتك الجيوب غلاء الأسعار هتك الجيوب
حجم الخط
شهر رمضان الكريم حلَّ على «عاصمة الجنوب» صيدا حزيناً، حاملاً معه هموم أبناء المدينة أولاً بسبب فيروس «كورونا»، وثانياً نتيجة للأوضاع الاقتصادية المريرة بعدما لامس ارتفاع الدولار الـ 4100.

فمدينة صيدا لُقِّبَتْ «مدينة رمضانية بامتياز»، لكنها فقدت هذا العام طقوسها وعاداتها وتقاليدها، مع غياب الزينة عن شوارعها الرئيسية والأحياء الشعبية وداخل حارات صيدا القديمة وأزقّتها، وأيضاً غابت الزينة عن المساجد، التي أقفلت المساجد أبوابها بوجه المُصلّين خوفاً من تفشّي فيروس «كورونا»، وعلّقت أيضاً الصلوات والتراويح وقيام الليل، وهذه ظاهرة غير مألوفة من قبل، في المدينة.


يا لحم مين يشتريك؟!... العين بصيرة واليد قصيرة

شهر رمضان هذا العام يأتي في ظلّ ظروف حزينة وخانقة، والسبب ليس فقط الخوف من تفشّي الفيروس، وإنّما الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي باتت تُحاصر الناس وتخنقهم في لقمة عيشهم دون سواها. في الأعوام السابقة، كان «أبناء البلد» يتحضّرون لاستقبال شهر رمضان منذ منتصف شعبان، فيشترون الحلوى ويزورون الأهل ويقصدون المحال لشراء الأدوات الكهربائية وتركيب الزينة الرمضانية، هذا العام استنكفوا عن ذلك، فالأوضاع المالية خانقة و«قلّة المصاري» جعلتهم يبحثون عن كيفية تأمين الطعام والشراب في ظلّ إلتزام الحجر المنزلي والغلاء وارتفاع الأسعار.


الفليفلة سعرها على إسمها.. بشلفط

داخل المدينة القديمة، يبدو الفرق واضحاً في استقبال الشهر الفضيل، وأبرز معالمه غياب الزينة، إقفال المقاهي الشعبية التي كانت تكتظ بروّاد الإفطار كل يوم، بعدما فرض فيروس «كورونا» والفقر المدقع نمطاً جديداً على أبنائها، لم يعتادوا عليه من قبل، فنغّصا عليهم فرحتهم.


حمرة وحلوة يا بندورة... بس سعرك نار وكَوَى

{ مازن يزن (مالك محلّ في ساحة باب السراي) قال: «الأوضاع مأساوية والمدينة حزينة، الحمد للّه نجونا من فيروس «كورونا»، لكنّنا وقعنا تحت عبء «كورونا» الاقتصاد والضائقة المعيشية والفقر و«التعتير». الناس في حالة غضب عارم جرّاء ارتفاع الدولار والأسعار والغلاء، لم يعد للفقير مكان للعيش في هذا الوطن المُستباح من جشع التجار في مختلف وجوه الحياة».

{ وحده المسحّراتي عباس قطيش، الذي ارتبط اسمه وحضوره بشهر رمضان، بعد رحيل عميد المسحراتية محمد فناس، خرق المشهد وخرج في جولة تسحير تدريبية بين الحارات والأحياء، ليصدح بصوته القوي، داعياً الناس الى الاستعداد للصيام نهاراً، والقيام ليلاً، لكن هذه المرّة في البيوت.

جرعة حياة

{ خارج أسوار المدينة لم يكن الحال أفضل، فقد عكست النداءات المتتالية لفاعليات المدينة وجمعياتها الخيرية للتبرّع وبسخاء في شهر الرحمة، مدى استفحال الأزمة الاقتصادية، فالجمعيات التي اعتادت أنْ تساعد الفقراء والعائلات المتعفّفة في هذه المناسبة، سواء بإقامة إفطارات يومية، أو وجبات يومية ساخنة، أو توزيع حصص تموينية وغذائية، تقف عاجزة عن فعل الكثير، وسط حرصها على استمرار التكافل الاجتماعي والتكاتف لتمرير المرحلة بأقل الخسائر الممكنة.