بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 كانون الأول 2022 12:11ص في الذكرى الـ75 لتأسيس لجنة حقوق المرأة اللبنانية:طاولة مستديرة تناقش وضعها بين عنف الدولة وقيود الأعراف والموروثات

نصر الله وعناني نصر الله وعناني
حجم الخط
منذ العام 1947 تأسست لجنة حقوق المرأة اللبنانية, لنشر التوعية في قطاعات مختلفة من المجتمع اللبناني, والتركيز على صغار السن من الذكور والإناث, لتحقيق أهداف متعددة, أهمها القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في القانون - الممارسة والتطبيق, وتعديل القوانين المجحفة بحقها, بالإضافة إلى إقرار قانون مدني موحد للأحوال الشخصية.
كذلك, ضرورة تعديل قانون الجنسية بما يتفق مع المادة 9, البند 2, من المعاهدة الدولية «اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)», بحيث يمكن للمرأة أن تعطي الجنسية لأبنائها.
كما شددت على مناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة: الزوجية, السياسية والاقتصادية...والعمل على ترسيخ الديمقراطية وحماية الحريات العامة, وبناء دولة ديمقراطية علمانية, وغيرها من الأهداف التي ما زالت تسعى إلى تحقيقها....
وها هي, في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات, ولمناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس لجنة حقوق المرأة اللبنانية, تعقد طاولة مستديرة تحت عنوان : «المرأة اللبنانية بين عنف الدولة وقيود الأعراف والموروثات», وذلك في فندق غولدن توليب سيرينادا ـ الحمرا, لتؤكد مرة أخرى حرصها على المضي قدما بهذه المسيرة النضالية.

نصر الله
بداية, تحدثت رئيسة لجنة حقوق المرأة عائدة نصر الله, فتساءلت: «إلى متى سوف تبقى المرأة اللبنانية أسيرة الأعراف والموروثات وقوانين أحوال شخصية طائفية متباينة تختلف من طائفة إلى أخرى ومن مذهب إلى أخر ولكنها تتفق على إبقاء المرأة في موقع دوني تتلقى كل أشكال العنف المعنوي واللفظي والقانوني والسياسي والجسدي وتتعرض للضرب والموت قتلاً? 
إلى متى ستظل المرأة متعايشة مع ظلم الدولة وعنفها المتمثل بالإستخفاف وبإدارة الظهر من قبل الدولة الرافضة لأي تغييرات أو تعديلات جذرية في القوانين اللبنانية لتنقذ النساء والفتيات من التمييز والتزويج المبكر والتعنيف والقتل».
نصر الله أشارت إلى «أن تسليط المنظمات النسائية الضوء على معالجة النتائج المتأتية عن فعل العنف الممارس على النساء وتوسل نهج الحماية بشكل أولوي وتطوير وسائل هذه الحماية على ضرورتها الحتمية, هو أمر غير كاف ويمكن أن يسهم في تكريس بقاء المرأة ضحية بحاجة دائمة إلى الحماية ويغفل دور الدولة وواجبها في تغيير المنظومة القانونية التمييزية التي تكرس دونية المرأة لا سيما في قوانين الأحوال الشخصية, ما يستدعي إقرار قانون مدني موحد ملزم للأحوال الشخصية في لبنان تكون مفاعيله ملزمة وتبقي الحرية لعقد زواج ديني لمن يريد ويرغب في ذلك من المواطنين والمواطنات».
 عناني
بدورها, مديرة منظمة أبعاد غيدا عناني عرضت في مداخلتها» لواقع العنف ضد النساء والفتيات والتقدم المحرز في السياقين المحلي والدولي مشددة على أهمية التخطيط الحالي والمستقبلي بأهداف واقعية قابلة للتحقيق نظراً للأزمة المركبة التي تعصف بلبنان وتضاعف من هشاشة النساء والفتيات.»
د.مرقص
رئيس مؤسسة JUSTICIA الحقوقية المحامي الدكتور بول مرقص تقدم بعناوين أولية للنقاش خلال الطاولة المستديرة, لافتاً إلى «أن الأطر القانونية والإجرائية الوطنية التي تعتمدها الدولة اللبنانية والتي تراعي الأعراف والتقاليد والموروثات, لهي غير كافية لحماية النساء والفتيات من جميع أشكال العنف في مجالات عديدة منها : الأحوال الشخصية والعنف المنزلي والعنف الجندري والعنف السياسي المتمثل بضعف تمثيل المرأة في السياسة, ثم التمييز في الجنسية وتزويج الأطفال والتزويج القسري وتشويه الأعضاء التناسيلية والتمييز الجنسي, وتجريم الإجهاض...
 ثم طرح د. مرقص جملة من التوصيات الإصلاحية التشريعية والإجراءات التنفيذية الضرورية والهامة.»
د. دياب
كذلك, تحدث الحقوقي الدكتور سمير دياب, فلفت إلى أن ما أشار إليه عنوان الطاولة من «أن المرأة اللبنانية لا تزال عالقة بين قيود الأعراف والتقاليد وبين عنف الدولة الرافضة لاستحداث قوانين وتشريعات تخفف من هذا العنف», لهو أمر قديم ومعروف, ولكن جديد العنوان كون العنف ينمو ويتزايد إثر أوضاع اقتصادية ومالية ومعيشية خطيرة مع انهيار مؤسسات الدولة وانتشار الفقر والبطالة والهجرة والتفلت لثقافة التمييز دون رادع !!.
وإن المساواة بين نصفي المجتمع هي قضية حقوقية وطنية تمثل جزءاً لا يتجزأ من المسألة الديمقراطية العامة, ولا يمكن تصور نظام ديمقراطي لا تكون فيه المساواة التامة بين المواطنين بشكل عام وبين الجنسين بشكل خاص, أساساً من أسس بناء المواطنة». 
د. دياب خلص إلى «أن شرط تحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين يقتضي بالضرورة النضال لتحقيق تغيرات جذرية في بنية النظام السياسي الطائفي ودفعه قدماً إلى الامام ومنها قانون انتخابي عصري – وإلغاء القوانين الطائفية للأحوال الشخصية. فالمرأة اللبنانية التي ناضلت منذ ما قبل الاستقلال, وقاومت المحتل الصهيوني واستشهدت واعتقلت وصمدت, وانتفضت في تشرين الأول 2019 هي شريكة فاعلة في النضال والانتاج والبناء والتقدم والحياة. 
وهنا تكمن أهمية العمل, كحركة نسوية, على دور التوعية على حقوق المرأة لتشكيل قوة ضغط لإحقاق حقوق المرأة المساوية لحقوق الرجل على الصعد كافة».
هذا, وقد اختتم اللقاء بمناقشة عامة انتهت إلى توصيات تؤكد على ضرورة متابعة المسيرة لإحداث تغييرات إيجابية فعلية في واقع المرأة اللبنانية.