بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2022 12:00ص اليوم العالمي للسكري 500 مليون مريض سكري حول العالم في 2030

مرض السكري يصيب أجناس البشر كافة مرض السكري يصيب أجناس البشر كافة
حجم الخط
يحتفل في الرابع عشر من تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي للسكري، وذلك بهدف نشر التوعية حول مواضيع لها صلة بهذا المرض، بالإضافة إلى إحياء ذكرى عيد ميلاد فردريك بانتنغ الذي شارك تشارلز بيست في اكتشاف مادة «الأنسولين» عام 1922.
وضمن هذا الإطار، تشير الدراسات إلى أن عدد مرضى السكري يتزايد ويقدر أن يصل الى أكثر من 500 مليون مصاب في العالم في العام 2030، والمؤسف أن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى ليسوا على علم بمرضهم.
أما في منطقتنا العربية،  فإن النسب الاعلى لحصول السكري في العالم، قد تصل في بعض مناطق الخليج مثلا الى أكثر من 20 في المئة.باختصار، مرض السكري من الأمراض الشائعة، وينتشر في أنحاء العالم جميعها كما يصيب أجناس البشر كافة، فهو لا يميز بين غني وفقير أو كبير وصغير.
وفي الماضي، كان يعتبر من الأمراض التي تقتصر على الأغنياء الذين يعيشون حياة الرفاهية والبذخ، وقلما يمارسون الرياضة. بينما الآن تغيرت الصورة، حتى أن السكري بدأ ينتشر بين الفقراء لعدد من الأسباب، التي من أهمها الضغوطات المعيشية التي تؤدي إلى تحفيز عامل الوراثة، بالإضافة إلى طبيعة الطعام الذي يعتمد على السكريات.
وتشير الدراسات أن النسبة تتراوح بين (15%-25%) في الفئة العمرية 25 سنة وأكثر، وقد تصل إلى أعلى من ذلك بكثير مع تقدم السن.


مرض السكري
{ ويبقى السؤال: ما هو مرض السكري؟
- ينتج مرض السكري عن ارتفاع مزمن لمستوى السكر (الجلوكوز) في الدم. ويعتبر السكر من المواد الرئيسة التي تحتاجها خلايا الجسم لتغذيتها، وإنتاج الطاقة اللازمة لكي يستطيع الجسم القيام بوظائفه الحيوية المختلفة.
والسكر هو مادة يعتمد عليها جسم الإنسان، ويستخلصها من الغذاء، فبعد هضم الطعام تتحول النشويات إلى السكر البسيط (الجلوكوز) الذي يدخل إلى خلايا الجسم لتغذيتها بوجود «الأنسولين» وهو هرمون تنتجه غدة البنكرياس التي تقع في تجويف البطن خلف المعدة، وتعتبر المنظم الرئيسي لمستوى «الجلوكوز» في الدم.
يصاب الإنسان بالسكري نتيجة عجز البنكرياس عن إفراز هرمون «الأنسولين»، أو إفرازه بكميات غير كافية، أو غير فعالة مما يؤدي إلى عدم دخول «الجلوكوز» إلى خلايا الجسم، وبقائه في الدم بكميات أعلى من المستوى الطبيعي، وبذلك تحدث حالة ارتفاع السكر في الدم.يمكن قياس نسبة السكر في الدم بسهولة، وتتراوح نسبة سكر الدم الطبيعي في الصباح قبل تناول الطعام بين (80-115 ملغم/ديسيليتر) وعندما تصل هذه النسبة إلى (180 ملغم/ديسيليتر) أو أكثر يطرح «الجلوكوز» في البول وتحدث البيلة السكرية.وضمن هذا الإطار، اتفقت منظمة الصحة العالمية، ممثلة بلجنة من الخبراء، والجمعية الأميركية للسكري على تخصيص الأرقام الطبيعية لتركيز السكر، فاعتبرت تركيز السكر قبل الإفطار أقل من (110 ملغم/ديسيليتر)، واعتبرت (110- 125 ملغم/ديسيليتر) اختلالا ينذر بمرض السكري، إذا كان تركيز الجلوكوز صباحا بعد الإفطار، والتركيز يعادل (126 ملغم/ديسيليتر) أو أكثر فهذا تشخيص لمرض السكري، وبذلك يكون ذلك الشخص يعاني من السكري، وإن اعتلال الأوعية الدموية الرفيعة التي تسبب اعتلال الشبكية والكلى والقلب وغيرها تبدأ عند هذا الرقم، وهو أقل بكثير من التركيز الذي تبدأ به الأعراض التقليدية وهو (150 ملغم/ديسيليتر) أو أكثر.
 فحص بسيط
وعمّا إذا كان من الضروري على الأفراد أن يبادروا إلى اجراء فحص بسيط للسكر في الدم وذلك على سبيل الكشف الروتيني للمرض، تفيد المصادر الطبية أنه يجب إجراء الفحص إذا كانوا من ضمن الفئات التالية:
- إذا كان يبلغ من العمر 25 سنة أو أكثر.
- إذا وجد أحد من أفراد عائلته مصابا بالسكري.
- إذا كان وزنه أكثر من المعدل الطبيعي.
- إذا أصيب أي من والديه او اخوته أو اقاربه القريبين بجلطة أو احتشاء قلبي قبل سن الخمسين.
    الأعراض والمضاعفات
{ لكن ما أبرز أعراض مرض السكري؟
- تبدأ أعراض مرض السكري بالظهور نتيجة لارتفاع نسبة السكر في الدم، نتيجة عجز خلايا الجسم عن الاستفادة من السكر بسبب نقص «الأنسولين» مما يؤدي إلى تسرب السكر مع البول، وظهور عدد من الأعراض التالية:
- كثرة التبول Polyuria والاستيقاظ أثناء النوم للتبول كذلك.
- العطش الشديد وكثرة شرب الماء Polydypsia.
- نقص في الوزن Weight Loss.
- تشويش في النظر Blurred Vision.
- نقص وتخلف النمو عند الأطفال Stunted Growth. 
- زيادة قابلية الإصابة بالإلتهابات الميكروبية.
- الشعور بالتعب والإرهاق والدوخة (دوار) والضعف الجنسي.
أما في ما يخص الأعراض الناتجة عن مضاعفات السكري، فتبدأ حالا مع أي ارتفاع في نسبة السكر، أما ظهور مضاعفات المرض وبخاصة تأثيره على أعضاء الجسم المختلفة فإنها تحتاج من 3-5 سنوات بعد ارتفاع نسبة السكر.
وهنا لا بد من أن نلفت، أنه في أغلب الحالات لا يشعر المريض بأنه مصاب بالسكري إلا إذا قام بعمل فحص للدم حيث يتم ملاحظة ارتفاع نسبة السكر في الدم وعادة ما يكون هؤلاء المرضى من المصابين بالسكري غير المعتمد على «الأنسولين».
أبرز الأسباب
وعن أبرز الأسباب التي قد تؤدي للإصابة، تجدر الإشارة أن مرض السكري من الأمراض غير المعروفة السبب، لكن هناك عددا من العوامل التي قد تساعد في حصول الإصابة، وهي:
- الوراثة: تاريخ العائلة المرضي ومنها اصابة أحد أفراد العائلة بالسكري غير المعتمد على «الأنسولين» فإن هنالك قابلية للإصابة به لدى بقية أفراد العائلة.
- السمنة: زيادة الوزن تؤدي لإجهاد جسمي ونفساني، وتقلل من فعالية «الأنسولين»، ولذلك تتضاعف احتمالات الإصابة بالسكري غير المعتمد على «الأنسولين» عند الأشخاص البدينين.
- قلة النشاط الحركي: قلة النشاط الحركي تؤدي للسكري عند من لديهم استعدادا لذلك.
- الأمراض والأزمات: الأمراض والعمليات الجراحية، وكذلك الأزمات النفسية كالقلق والتوتر تلقي أعباء زائدة على «البنكرياس» وتؤدي إلى ظهور أعراض السكري عند من لديهم قابلية لذلك.
- الأدوية: مدرات البول ومركبات الكورتيزون هرمون الغدة الدرقية Thyroid Hormone وحمض النيكوتينيك Nicotinic Acid وحبوب منع الحمل عند استعمالها طويلاً تؤدي إلى ظهور أعراض السكري لدى الأفراد الأكثر استعدادا.
- الالتهابات.
- الكحول.
- الحمل: يمكن أن يؤدي إلى ظهور سكري الحمل عند من لديهن استعداد لحدوثه.
- فشل تحمل «الجلوكوز» 
- أمراض الغدد الصماء 
السكري نوعان
{ وهل لمرض السكري من أنواع؟
- تفيد المصادر الطبية أن السكري نوعان يختلفان عن بعضهما اختلافاً كبيراً في الأسباب وطرق العلاج.
- النوع الأول: السكري المعتمد على الأنسولين.
ويصيب هذا النوع الاطفال والاشخاص ما دون الثلاثين من العمر لذا يمكن اعتباره سكري الشباب، وتصل نسبة الإصابة به حوالى 10% من حالات الإصابة بالسكري، وفي أغلب الأحيان تبدأ الأعراض فجأة.
 يتميز بأنه يعتمد على «الانسولين» في طريقة العلاج لأن المرضى يصابون بعجز شديد في عمل خلايا البنكرياس، مما ينتج عنه نقص مطلق في إفراز «الأنسولين»، حيث لا تنفع الحمية الغذائية أو ممارسة التمارين الرياضية في تخفيض نسبة السكر في الدم لأن المريض يكون بحاجة إلى «الانسولين» في علاجه، ولا ينصح بإعطائه الادوية الخافضة للسكر التي تؤخذ عن طريق الفم لأنها لا تجدي نفعا ويمكن اتباع الحمية الغذائية ضمن برنامج مدروس مع «الأنسولين».
{ النوع الثاني: السكري غير المعتمد على «الأنسولين».
ويطلق عليه سكري الكبار حيث تشكل نسبة الإصابة به حوالي 90% من حالات الإصابة بالسكري، ويتميز إما بنقص جزئي في إفراز «الأنسولين»، بحيث لا تكفي كميته لتخفيض السكر في الدم، أو بعدم قدرة خلايا الجسم على استعمال «الأنسولين» بشكل صحيح مما يؤدي إلى تجمع كمية كبيرة من السكر في الدم.
{ ماذا عن إمكانية الشفاء؟
- مرض السكري من الأمراض المزمنة حيث لا يمكن أن يشفى المريض منه نهائيا حيث يلازم المصاب طوال حياته، لكن يمكن التحكم به والسيطرة عليه ومنع الكثير من مضاعفاته من خلال مجموعة عناصر تهدف الى علاج للسكري وهذه العناصر تشمل: التعليم والتثقيف الصحي المستمر، النظام الغذائي.، التمارين الرياضية والنشاط الحركي.، الأدوية الخافضة للسكر، بالإضافة إلى المراقبة الذاتية والفحوصات المخبرية.
أبرز النصائح
يجب على مريض السكري الاهتمام بصحة القدمين، والاهتمام بصحة عينيه من خلال إجراء فحوصات دورية لها. 
كما عليه تناول أدويته بانتظام وأن لا يقوم بتغيير علاجه بدون مشورة طبية وأن لا يقوم باعتماد الوصفات الجاهزة من الأعشاب الطبية كبديل دائم للعلاج الموصوف له من طبيبه المعالج.
أيضا، عليه الاهتمام بالمحافظة على الوزن المثالي وتجنب السمنة والبدانة.
واستشارة الطبيب عند حدوث أي طارئ كارتفاع درجة حرارة الجسم، الشعور بالغثيان والقيء أو عند حدوث حرقة في البول أو في حالة بطء التئام الجروح.
وفي الختام، لا يسعنا سوى أن نؤكد أن ابرز الاسس لعلاج المرض يتمثل في نمط الحياة، إذ لا يمكن الاعتماد على العلاجات بالادوية فقط، دون الاهتمام بنوعية الغذاء الصحي ونمط الحياة السليم، خصوصا في المراحل الاولى للمرض.