بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الثاني 2023 12:36ص كانون الثاني: شهر التوعية حول سرطان عنق الرحم

عوارضه... أسبابه... وسبل العلاج؟

سرطان عنق الرحم أكثر أنواع السرطانات شيوعاً سرطان عنق الرحم أكثر أنواع السرطانات شيوعاً
حجم الخط
يُخصص شهر كانون الثاني من كل عام عالمياً للتوعية بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم والتذكير بضرورة رفع الوعي المجتمعي وتسهيل وصول السيدات للاستقصاءات التشخيصية عن أي تغيرات يمكن أن تتطور إلى آفة سرطانية.
فسرطان عنق الرحم هو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عند النساء، ولكن عند تشخيصه في الوقت المناسب، فهو يعد أحد أكثر أنواع السرطانات نجاحًا في العلاج.

    د. القاق
لتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع التقت «اللواء» الأخصائي في الجراحة النسائية والتوليد والصحة الجنسية الدكتور فيصل القاق، فكان الحوار الآتي:
 شهر التوعية
{ شهر كانون الثاني هو شهر التوعية حول سرطان عنق الرحم،متى بدأت الفكرة؟
- ليس هناك من مناسبة أو توقيت معين حول بدء الفكرة، الإنطباع هو أن شهر كانون الثاني هو الشهر الأول في السنة، وبالتالي من البديهي أن الموضوع الذي سيطرح خلاله سوف  يعطى أهمية كبيرة. 
وبما أن سرطان عنق الرحم هو من الأمراض التي يتأتى عليها أعباء صحية ونفسية كثيرة، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية شهر كانون الثاني شهر التوعية لسرطان عنق الرحم، وذلك كي تمنع إلحاق الضرر بالمرأة،ولنشر التوعية كي نحد من انتشار هذا المرض».
أكثر الأمراض انتشاراً
{ كيف تعرف لنا سرطان عنق الرحم؟
- سرطان عنق الرحم هو هذه القناة الصغيرة ما بين المهبل والرحم في الجهاز التناسلي عند المرأة ووظائفه هامة جدا منها وأهمها القدرة على حماية الأعضاء التناسلية الداخلية من الإلتهابات،بالإضافة إلى  القدرة على الحفاظ على تماسك الرحم حتى إتمام الحمل بعد 9 أشهر .
أيضا، عنق الرحم هومن المناطق حيث دائما  تتجدد الخلايا،وبالتالي لدينا القدرة من خلال مسح عنق الرحم، هذا المسح للخلايا المتجددة أن يعطينا فكرة إن كانت هذه الخلايا تتغير بطريقة سرطانية أم لا؟ وبالتالي فإن سرطان عنق الرحم هوحالة من إلتهاب الخلايا في عنق الرحم، وهذا الإلتهاب يؤدي إلى تغيرات سرطانية حيث يكون سبب الإلتهاب الإصابة بفيروس الورم الحليمي أو ما يسمى ال HPV المسؤول عن 99 بالمئة من سرطان عنق الرحم .
هذا الفيروس يصيب هذه الخلايا المتواجدة والتي تتغير دائما في عنق الرحم (الخلايا السطحية) ويحولها إلى خلايا ما قبل السرطانية وثم خلايا سرطانية .
هو واحد من أكثر الأمراض إنتشارا في العالم، وهو يشكل أحيانا الأول أو الثاني، وفي أماكن أخرى يعتبر من أول 5 سرطانات تصيب النساء». 
العوارض
{ هل من عوارض محددة؟
«من عوارضه النزف خارج أيام الحيض (الطمث)، نزيف بعد إنقطاع الدورة الشهرية،نزيف دم بعد المجامعة،إفرازات نسائية شديدة لها طابع غير طبيعي من حيث اللون أو الشكل .
أيضا هناك عوارض مثل الوجع في الحوض وفي الأعضاء التناسلية التي ليس لها علاقة بوجع المجامعة أو أي مسألة أخرى.
 كذلك، يمكن أن يكون هناك إلتهابات لها علاقة بالبول في بعض الأحيان،كما من الممكن أن يكون الوجع الذي يحصل أثناء المجامعة أحيانا أن تكون أحد أسبابه سرطان عنق الرحم.»
الأسباب
{  ما أبرز الأسباب؟
- في حال الإصابة بفيروس الورم الحليمي واستمر وجودها في عنق الرحم، فمن المحتم الإصابة بسرطان عنق الرحم بعد فترة زمنية معينة .
لكن الخبر الجيد أن مجمل الإصابات بفيروس الورم الحليمي تذهب لوحدها،لكن تبقى نسبة ضئيلة متواجدة،هذه النسبة  هي التي تتحول بنسبة 99 بالمئة إلى سرطان عنق الرحم.
من الأسباب الأخرى تعدد الشركاء الجنسيين، بالإضافة إلى العلاقات الجنسية الغير محمية، التدخين وأحيانا العلاجات لبعض الأدوية المتعلقة بوقف الحمل.»
الفئة العمرية
{ هل من فئة عمرية محددة عرضة للإصابة؟
- الفئة العمرية بأكملها معرضة،لكن أكثر ما تظهر في عمر الـ30 والـ40 لكن قمة الإصابة تظهر في عمر الـ50.
في المقابل، يمكن أن نجد إصابات في عمر أصغر من ذلك، لكن عموم الإصابات تظهر في الأربعين أو الخمسين من عمر المرأة».
الـخامس لدى النساء
{ ما مدى انتشار المرض في لبنان؟
- لبنان هو جزء من منطقة شرق حوض المتوسط، وبحسب منظمة الصحة العالمية يشكل سرطان عنق الرحم في هذه المنطقة خامس سرطان لدى النساء، وفي لبنان يصنف من أول 5 أيضا.
هناك حوالى 90 ألف إصابة في الإقليم  شرق المتوسط، وبالتالي في لبنان يعتبر أنه منتشر بشكل ملحوظ نظرا لغياب التقصي والكشف المبكر عن هذا المرض».
العلاج
{ ماذا عن العلاج؟
- العلاج يكون أحيانا سطحيا من خلال تقشير عنق الرحم،أو إستئصال الرحم مع أمور جراحية أخرى بحسب إنتشار السرطان داخل الحوض أو داخل المرأة.
طبعا، هناك أعباء صحية ممكن أن تؤثر على الخصوبة ولا سيما إذا كانت المرأة لم تنجب بعد،وفي حال كانت في مرحلة معينة واضطرت إلى إزالة المبيضين مع استئصال الرحم مما يوقف مرحلة الطمث في مرحلة مبكرة، بالإضافة لبعض العوارض الجانبية. 
هذا عدا عن الأعباء النفسية التي تتأتى على شعور المرأة والأسرة وما يتبع ذلك من علاج بالأشعة أو غير ذلك...
لكن ما نود التأكيد عليه اليوم أن هذا المرض قابل للإستئصال بشكل كامل، أولا لأن الكشف المبكر فعال وينقذ الحياة، وذلك من خلال فحص الزجاجة أو الفحص المهبلي وأيضا عن طريق فحص الفيروس نفسه.
 وقد أصبح هناك بروتوكولات جديدة حيث يتم الكشف المبكر عن طريق هذين الفحصين مع بعضهما أو كل فحص على حدى تبعا للوضع المادي ورأي مقدم الرعاية الصحية، ولكن المؤكد أن الكشف المبكر بشكل دائم ومنتظم لا يمكن أن يؤدي إلى تأخر كشف الإصابة كما لا يمكن أن يؤدي إلى حدوث هذه الإصابة.»
أهمية اللقاح
{ ما أهمية اللقاح؟
- لقد أثبت اللقاح فعالية عالية جدا في منع سرطان عنق الرحم،وفي هذا الإطار يشير مركز ضبط الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية  أنه في حال تم تلقيح 70 أو 80بالمئة من السيدات بهذا اللقاح، لن يعد هناك مرض إسمه سرطان عنق الرحم.
فاللقاح آمن وفعال لا يؤثر على الخصوبة ولا يؤدي إلى أية عوارض جانبية، وهو متوافر ويحتوي على مضاد لـ9 أنواع من الـHPV.
وهنا لا بد من الإشارة، إلى أن   فيروس الـHPV يمثل أنواع متعددة قد تصل إلى فوق الـ100 ولكن أكثر أمر يؤثر وهو السبب في سرطان عنق الرحم هو 7 أو 8 أنواع من هذا الفيروس، واللقاح يتكفل بأغلبيتهم وقادر على منع حدوث ليس فقط السرطان لا بل التغيرات لما قبل السرطانية التي تحدث لدى المرأة جراء هذا الفيروس .
إذن اللقاح آمن وفعال وممكن أن يعطى للفتيات بدءا من عمر ال11 سنة وأحيانا في عمر الـ 9 سنوات،يعطى بمعدل جرعتين بين كل جرعة 4 إلى 6 أشهر وقبل عمر الـ15 سنة .
أما بعد عمر الـ15 ولغاية الـ26  فهو يعطى 3 جرعات على فترة 6 أشهر 6ـ2ـ0 وبعد عمر الـ26 ولغاية ال ـ45 ممكن أن يعطى لكن بعد التشاور مع مقدم الرعاية الصحية والوضع الإجتماعي والشخصي للمرأة .
تجدر الإشارة إلى أن الرجل أيضا بإمكانه أخذ اللقاح ولا سيما أن هناك سرطان العضو الذكري».
 غير مقبول
{ كلمة أخيرة؟
- يجب أن لا تموت أي إمرأة بسرطان عنق الرحم،ليس على أي إمرأة أن تخسر حياتها بسرطان عنق الرحم لا بل أن ذلك غير مقبول ومخجل علينا جميعا كمقدمي للرعاية الصحية وكمجتمع أن تخسر المرأة حياتها بوجود هذه الأدوات وهذه التقنيات لكشف هذا المرض باكرا وحدوث هذا السرطان».