بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الثاني 2020 09:19ص لعنة السوشيل ميديا في إنتفاضة ١٧ تشرين.. انتبهوا منها!

حجم الخط
تغريدة واحدة كافية للنزول الى الساحات، ستاتوس على الفايسبوك كفيل بمشادات كلامية عنيفة. فيديو متناقل عبر الواتساب ممكن ان يقلب الرأي العام رأسًا على عقب. فالخفي أصبح ظاهرًا.والمستور أصبح مباحًا.بازار كلامي ومبارزة بين ذلك او تلك.الحرية مطلقة.. تهافت مسموم وحروب كلامية لا تتوقف، وتصعيد يؤدي الى انقسام، وتفتيت المقسّم، وصولاً إلى التطرف والعداء، تراشق وشتائم، تخوينٌ وتكفير، وليس انتهاءً بالاحداث في بيروت التي عمقت الاضطرابات، وزادت من حدّة النزعة الطائفية. والخلاصة كيلٌ من الاتهامات المتبادلة. فالسوشيل ميديا يثبت يومًا بعد يومًا انه جزء لا يتجزّأ من الانتفاضة لكن الخوف من تعميق الفجوة بدل ردمها وترميمها.. مرحبًا بكم في عالم السوشيل ميديا الذي شرّع أبوابه على مصراعيها، لكن إحذروا لعنته. "اللواء" وفي اتصال بالخبير في مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق الالكتروني الاستاذ جوزف يعقوب أجاب على أسئلتنا:

الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي جوزف يعقوب

١- هل انّ السوشيل ميديا نعمة او نقمة على المواطنين اللبنانيين بعد انتفاضة ١٧ تشرين؟

أصبحت السوشيل ميديا من الوسائل الأكثر انتشارا وتفاعلا، فهي أحيانًا تنافس الوسائل الإعلامية التقليدية من التلفزيون والراديو والصحف، ومن البديهي ان تكون لعبت دورا مهما في السياسة اذ شكلت منصة واسعة وغير محدودة للمناقشات السياسية وخصوصًا بعد انتفاضة ١٧ تشرين. لكننا لا يكمن اعتبارها نقمة او حتى نعمة، فهذا بحسب منظار كل طرف ، فالبعض اعتبرها الوسيلة الأكثر مصداقية من حيث نقل الصورة والصوت وخصوصًا في بعض المواقف التي غابت فيها الوسائل الاعلامية لسبب او لآخر، والبعض اعتبرها من الوسائل الاسهل لانتشار الاشاعات والاخبار الكاذبة والملفقة. وبرأيي اذا اعتُبرت نقمة فهذا يدل على انّ المجتمع بحاجة اكثر واكثر للتوعية حول كيفية استخدام هذه الوسائل بالطرق المفيدة والمسؤولة، فيحولها من نقمة الى نعمة وعندها تساهم ببناء جيل مثقف ومنفتح على الآراء كافة.

٢- اذا اردنا التحدث عن الفايسبوك، الواتساب،التويتر او الانستاغرام ،أيُّ وسيلة من السالفة الذكر هي الاخطر والاسرع؟

لا بد من الإشارة الى ان كل هذه الوسائل، ميزتها الأساسية هي سرعة الانتشار اما بالنسبة لخطورتها فهي تتفاوت بحسب الميزات التفاعلية الخاصة بكل وسيلة دون ان ننسى غياب طرق التأكد من المعلومات من الوسيلة نفسها ما يساهم في انتشار معلومات خاطئة وملفقة وخصوصًا في عالم السياسة.

من بين تلك الوسائل:

أ- الواتساب: يعتبر الواتساب من أكثر الوسائل انتشارا بين الفئات العمرية كافة لذلك يمكن اعتباره الأخطر ليس فقط لانتشاره بل لمحدودية مراقبته وضعف احتمال التأكد من المعلومات اذ ان المتلقي لا يرى مع الخبر أي تعليقات تنفيه او تؤكده.

ب- الفايسبوك وتويتر: اما في المرتبة الثانية وبفروقات بسيطة نصل الى الفيسبوك وتويتر، هاتان الوسيلتان تساعدان على انتشار الخبر بشكل سريع بسبب ميزة التفاعل الخاصة على سبيل المثال "المشاركة" و "التعليقات" غير المحدودة. وفي مقارنة بسيطة بين الوسيلتين، يتفرد تويتر كونه منصة للتعبير عن الرأي السياسي أكثر من الفيسبوك وذلك لعدة عوامل أبرزها تواجد الشخصيات ذات الطابع الساسي وأيضا الإعلامي بشكل فعال على تويتر أكثر من فيسبوك فباتت حتى الوسائلالإعلامية التقليدية تعتمد على تويتر لمعرفة اخبار السياسيين من جهة وأيضا معرفة آراء الناس من خلال الكلمات والهاشتاغ الأكثر تداولا.

ج- الانستاغرام : اما في المرتبة الأخيرة يعتبر انستغرام من الأقل السرعة والخطورة والسبب محدودية خاصية المشاركة السريعة واعتماد هذه الوسيلة اكثرعلى الصور والفيديوهات واغلبها خاصة او تدوم لمدة ٢٤ ساعة من خلال ميزة الستوري إضافة الى ان خاصية البحث عبر الانسنغرام غير متطورة وتعتمد فقط على "الهاشتاغ".



٣- كيفية الحد من انتشار الشائعات على وسائل التواصل؟

للأسف هذا يعتبر من الأمور الأصعب وبالتالي يشكل الخطورة الأكبر في هذه الوسائل.
حاليا وعلى الرغم من عمل الشركات المالكة لهذه الوسائل على تطوير نظام الكتروني وبشري لمكافحة الشائعات والاخبار الكاذبة الا ان هذا الامر لم ينفذ بشكل كامل لليوم وهو بحاجة للكثير من الوقت والطاقات البشرية من ناحية كشف الاخبار الكاذبة الواردة في كل اللغات والطرق ان كان ذلك بالكتابة اوالصوت اوالصورة والفيديو.
من هنا ، من الواجب على القراء ان يكونوا على قدر من الوعي والمسؤولية وعدم المساهمة بنقل كل الاخبار قبل التأكد من صحتها عبر الرجوع الى مصداقية مصدر الخبر والتأكد من البراهين التي تدعمه. هنا تكمن مسؤولية كل شخص ان لا ينجر الى مشاركة الشائعات عن طريق share او forward بشكل سريع ومن دون انتظار حقائق معينة عند المشاركة في نشرالشائعات التي قد تؤدي الى نزاعات دموية وتعزز روح الانتقام والثأر بالدم بين الافراد والشعوب

٤- كيف تساهم وسائل التواصل في بث الذعر والقلق خلال هذه المرحلة؟

الانتشار الكبير والسريع للأخبار سواء كانت كاذبة ام لا ، تساهم ببث الذعر عند الناس وهذا ما تبيّن تحديدا في الاخبار المتعلقة بالاقتصاد والأمور الحياتية اليومية كغياب بعض السلع او احتمال اختفائها من الأسواق والمجاعة وغيرها.

اذًا ، لا بد لنا ان نسلط الضوء على ازدياد القلق والكآبة عند اللبنانيين بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد يوميا وخصوصًا انها تتناقل الاخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحزنة والمخيفة في الآونة الأخيرة أكثر من الاخبار التي تفرح الناس او تلهيهم عن هموم الحياة اليومية. للأسف فان الاخبار السيئة تنتشر بسرعة أكبر عبر هذه الوسائل أكثر من الاخبار الجيدة او المفيدة. لا انصح الناس بالحد من استخدام هذه المواقع لكن انصحهم بالاستخدام الصحيح لهذه المواقع ووضع قيود من حيث الوقت مثلًا الذي نمضيه عبر هذه الوسائل لتجنب ازدياد شعور القلق، وحتى الكآبة.