بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الثاني 2020 12:51م "لقمة العيش" على المحك.. موظفون خارج عملهم وآخرون بنصف راتب

حجم الخط

يعيش الشعب اللبناني حالة من الخوف والحذر مقرونة بالترقب الشديد فماذا بعد؟؟؟

طرابلس - فالمواطن الذي كان يشكو من البطالة قبل اندلاع ثورة 17 تشرين الأول، باتت البطالة همه الوحيد، والخوف من "الجوع" أضحى القضية الوحيدة التي تشغله في الوقت الراهن، فمن يعمل ويمارس عمله ويتقاضى راتبه كاملاً هم فقط موظفو الدوائر الرسمية والقطاع العام أما من يعمل لدى المؤسسات الخاصة والمؤسسات التجارية فباتت وظيفته على شفير الهاوية ان لم نقل انهارت بالكامل، ومن يتقاضى اليوم نصف راتبه فغداً سيغدو بلا راتب فكيف السبيل الى تأمين لقمة العيش؟؟؟؟.

عمال يستنجدون

معاناة حقيقية تجتاح الغالبية العظمى من أبناء مدينة طرابلس، وان كانت المساعدات تتم بشكل ملحوظ الا انها لن تتمكن من اشباع كل "الأفواه" والتي باتت تشكو الجوع، ومن هؤلاء قضية العمال المياومين في بلدية الميناء والذين يبلغ عددهم 38 عاملاً باتوا بلا راتب منذ ثلاثة أشهر بسبب المشاكل التي اندلعت بين أعضاء المجلس البلدي والرئيس عبد القادر علم الدين وهؤلاء يعانون الأمرين والخوف على مستقبلهم المجهول بات قضية تستوجب ايجاد الحلول ومن هؤلاء العمال محمد الشامي والذي يقبع في مستشفى البيسار منذ أيام بسبب حالته المرضية ولجريدتنا قال:" قبل الخلافات البلدية كنا نعمل بشكل طبيعي، لكن الصراعات التي اندلعت بين الأعضاء ورئيس البلدية كنا نحن وقودها، وكنا كبش المحرقة بين الطرفين وفي النهاية تم فرط المجلس وطار الرئيس ونحن بتنا بلا عمل وبلا معاشات منذ شهرين ذلك أن آخر معاش تقاضيناه كان بتاريخ 15/11/2019 حيث تم توقيفنا بتاريخ 22/12/2019 وأعضاء المجلس لم يقبلوا بامضاء طلباتنا لنستمر في العمل".

وعن وضعه يقول:" أجار بيتي 500 الف ليرة ومكسور على ثلاثة أشهر فماذا أفعل؟؟؟ هناك تهديدات من صاحب البيت باخراجي منه وفي الوقت الراهن أنا مديون عند السمان والخضرجي واللحام وبالطبع في الوقت الراهن لا يمكنني البحث عن عمل خاصة وانني أعمل في البناء وفي هذه الظروف صعب ايجاد فرصة عمل".

وأضاف:" أنا في المستشفى وزوجتي أيضاً وجل همنا في الوقت الراهن تأمين مساعدة مالية لدفع ما يتوجب علينا في المستشفى بغية اتمام علاجاتنا في مستشفى البيسار".


وختم:" نتمنى من القيمين على البلد انهاء مشكلة الشعب الفقير والله لا يسامح كل من ظلمنا، أنا أب لولدين يعيشون اليوم عند جدتهم وابنتي مريضة ومع هذا لا يمكنني أن أفعل لها شيئاً، هل هناك أكثر من هذا الوضع مأساوي؟؟، أحمل مسؤولية ما يجري معنا كعمال مياومين للأعضاء الذين لم يوافقوا على بقائنا في عملنا ".

من جهته محمد مختار عامل مياوم في بلدية الميناء قال:" الحمدلله وضعي أفضل من زملاء لي كونني أقوم بعمل خاص، بيد اننا حتى الساعة وبعد استقالة الأعضاء لا نعرف شيئاً عن مستقبلنا وهل سنكمل في البلدية أم نبقى في الشارع؟!! نحن بانتظار ما يمكن أن تؤول اليه الأوضاع بمجرد أن يستلم محافظ الشمال البلدية حينها يمكن تقرير مصيرنا، وجع زملائي كبير جداً وبالكاد يمكنهم تأمين لقمة عيشهم وعليه فاننا ننشط في سبيل تأمين المساعدات لهم، لذا نناشد كل من لديه القدرة على تقديم المساعدة الوقوف الى جانب العمال المياومين الذين باتوا بلا عمل".

موظفون بنصف راتب


زينة عبد الرزاق العثمان تعمل في احدى الشركات وأصبحت تتقاضى نصف معاشها فماذا تقول:" طبعاً ما تعرضت له في العمل حصل لكل المواطنين، فمنذ بدء الثورة والكل متضرر، البعض خسر وظيفته والبعض يتقاضى نصف معاش وهو على باب الصرف من الوظيفة ، مع بداية الثورة بدأت الأعطال بسبب الطرقات المقطوعة والأجواء المشحونة وبدأ صاحب العمل يحسم الأعطال من معاشنا الى أن وصلنا لما نحن عليه اليوم هذا وتم توقيفنا لشهر كامل عن العمل لكن عدنا بنصف معاش، طبعاً الأسعار في ارتفاع مستمر وما نتقاضاه لا يمكنه تأمين كل ما يلزمنا خاصة وان لدي قرض للبنك، الوضع مأساوي جداً وبالطبع نخشى أن نبقى بلا عمل، اليوم نحرم أنفسنا من أشياء كثيرة ومع ذلك نقول الحمدلله وقد يكون وضعنا أفضل من غيرنا بكثير، بتنا على يقين تام بأنه ما من مستقبل لدينا لكن الى أين نهاجر؟؟؟، الله يحمي لبنان من كل الفاسدين وتنتهي الغيمة السوداء التي تمر بسماء الوطن، نحن نرفض الهجرة ونرفض ترك وطننا هو ملكنا وهم سيرحلون".

أصحاب مهن حرة بلا مصير

المواطن محمد عبد القادر من عكار وأب لثلاثة أطفال قال:" كنت أعمل في التلييس والبلاط وبسبب الوضع الراهن لا أعمل، الجيران يقفون الى جانبي فيؤمنون لي الحليب والحفاضات لأولادي، ومهما حاولت البحث عن عمل فانني حتماً لن أجد، الوضع الحالي يجب أن يتغير والا فاننا جميعاً نسير نحو الهاوية مع العلم بأننا في الهاوية".

وتابع:" نناشد من لديه القدرة على مساعدتنا الالتفات الينا كون عكار تشكو أوضاعاً اقتصادية مأساوية كما كل المناطق بيد ان حالات الفقر فيها أشد بكثير من غيرها".


وسيم دنون من منطقة البداوي صاحب محلات حدادة وبويا في المنطقة قال: "كنت أعيش حياة هانئة كوني أعمل على صعيد لبنان ككل، ومهنتي جيدة جداً، لكن منذ حوالي السنتين والأوضاع الاقتصادية تسوء ولطالما أشرنا الى هذا الواقع لكن عبثاً حاولنا، رفعنا الصوت وطالبنا باصلاح الوضع الى أن وصلنا لما نحن عليه اليوم منذ اندلاع الثورة والتي ليست سبباً بما وصلنا اليه، فالناس خرجت للشارع بسبب الوضع المتأزم، اليوم قم بتسليم محلات الأجار وأبقيت فقط على محل ملك لي والحمدلله، كما وأبقيت على موظف واحد كونه انضم الي طفلاً وهو اليوم متزوج ولديه ولد فكيف أطرده من العمل؟؟؟ بالنسبة لحياتي أعيش على مبلغ 300 دولار والتي يسمح لي المصرف بأخذها، ولدي طبعاً ابنة في الجامعة وأخرى في المدرسة وصبي آخر فما هو المطلوب؟؟؟ طبعاً نعيش حياة تقشف بيد اننا سنصل الى عهد السرقات والقتل لاطعام أولادنا كونه يمكننا التخلي عن المدرسة والملبس لكن لن أسمح بأن يجوع ابني!!!".

وتابع:" أحمل هاتفاً ذات خط ثابت، أملكه منذ سنوات طويلة وصلتني رسالة لدفع مستحقات والا سيتم حرق خطي ولا يمكنني الدفع وان احترق الخط كيف سأعمم خط جديد على الزبائن؟؟؟ الوضع مأساوي وما يحصل معنا اليوم لم نكن لنتوقعه".