بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تموز 2021 07:39م لك " الله " يا طرابلس

حجم الخط
ليس غريباً أن لا يولي المواطن الطرابلسي أي اهتمام باللقاء الموسع الذي عقد في مسجد الوفاء في منطقة الضم والفرز بدعوة من دار الفتوى وبمشاركة السياسيين ورجال الدين المسيحيين ونقباء المهن الحرة وجمعيات وفعاليات اقتصادية، فابن طرابلس يا سادة مشغول كما كل مواطن لبناني بهمومه اليومية سيما منها مشكلة الكهرباء وارتفاع ثمن الاشتراك بشكل جنوني مما دفع العديد من الأهالي الى الاستغناء عنه واختيار "العتمة" في زمن الحر نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يتخبطون بها خاصة في الأحياء الشعبية والأسواق الداخلية ليأتي بعد ذلك من يسأل " لماذا يخرج أهالي التبانة الى الشارع؟؟؟!!!"، سؤال مستغرب بيد ان هذا الاستغراب سرعان ما يتلاشى أمام البيان الذي صدر عن هذا اللقاء وطالب بتشكيل لجان مهمتها دراسة المشاكل التي تتخبط بها مدينة طرابلس!!!!، وكأن المسؤول لا يدرك حقيقة أوضاع المواطنين وهو الذي ساهم الى حد كبير في ايصالهم اليها جراء الحرمان والاهمال على مدى سنوات طويلة، وان كانت ألسن المواطنين لم تكف يوما عن الحديث عن معاناتهم فان وسائل الاعلام التي لبت بالأمس دعوة دار الفتوى كانت تأمل بأن تخرج بخبر مفرح تزفه للمواطنين، والملفت أن التحليلات فيما بينهم انطلقت قبل بدء اللقاء ،البعض قال بأن هناك من سيلجأ لشراء المازوت وتأمينه للمولدات بهدف الحد من الأزمة وربما "تتم مسامحة الأهالي من دفع الاشتراكات ويدفع عنهم السياسيين كرد جميل لصبرهم على حرمانهم أقله في هذه الفترة العصيبة"، وهناك من رأى بأن قرار توزيع المساعدات على الأهالي سيتم وبشكل سريع عله يمكن تدارك الكارثة جراء الارتفاع الجنوني في الأسعار وبالتالي عدم قدرة الناس على تأمين لقمة العيش، وهناك من رأى بأننا على أبواب عيد الأضحى المبارك وربما يتم الاتفاق على تأمين الأضاحي بكميات كبيرة فتمتلئ بيوت الفقراء " باللحوم" التي حرموا منها منذ فترة طويلة.

تحليلات كثيرة عبرت عن مدى احتياجات الناس التي باتت معروفة من الجميع، لكن حسبما يبدو ليست من ضمن حسابات المعنيين في المدينة الذين تداعوا للقاء والحديث وتبادل الأفكار والنظريات والقاء اللوم على غيرهم بدلاً من تحميل أنفسهم ولو جزءاً من المسؤولية، لكن ما جرى أن الاجتماع أتى كما غيره من الاجتماعات السابقة والتي عقدت من أجل طرابلس في

ظروف مختلفة، لكن ما يثير الغضب اليوم أن الظروف مختلفة والحالة أكثر من طارئة وتستوجب وضع حلول وليس تشكيل لجان ووضع دراسات كما جاء في البيان الختامي للقاء مما أثار حفيظة الاعلاميين لكن ليس من شارك كونهم على دراية تامة بأن اجتماعهم لن يقدم أو يؤخر، وجل ما كان يهمهم القول "بأن لطرابلس مرجعية" لكن هي بالاسم وليس بالفعل كما درجت العادة كون المصالح الشخصية لكل مسؤول تسبق أي تركيز على قضايا المدينة والتي لولاها لانتفى سبب وجوده.

ما تتعرض له طرابلس من ضغوطات كبيرة جداً لامست بالفعل حد الانفجار ، والكل أجمع على أن ما شهدته شوارعها منذ أسبوع لم يكن الا بروفا لما ستشهده المدينة وربما مناطق أخرى من فوضى عارمة قد لا تحمد عقباها بعدما تتخطى كل الخطوط الحمر وحينها لا ينفع الندم فهل لدى المعنيين من حلول تتخطى الاجتماعات الطنانة والرنانة؟؟؟ وهل لديهم خطة لانتشال طرابلس وأهلها من القاع الذي وصلت اليه وهي التي كانت تعاني أصلاً من مطبات اقتصادية جمة قبل بدء الأزمة فكيف الحال اليوم؟؟؟!!