على طاولة الفورمايكا، والى جانب الطريق عرضت تلةً من الذرة لتصريف زراعة أبيها ومساندته في البيع.وكتبت "لمى مزهر"الفتاة الجامعية على صفحتها فايسبوك:
"بظل الازمة الي عم نعيشها تأزمت الاوضاع المعيشية كتير،وبابا بيشتغل بلاط كل شي وقف و لان كل شي وقف لجأ للزراعة و بلش يشتغل و يعطي من كل قلبه و يمرق ايام يرجع اخر الليل لحتى ما نحتاج شي و نعيش مستورين مثل ما بينقال ... بعد ما زرع هيدا الموسم درة صار وقت ان يبيعهم وبما ان ما نضمنت الارض و كذا شغلة قرر بابا ان يحط الدرة على جنب الطريق و يبعيهم و طبعا مش حيكون قادر يحوش ويبيع بنفس الوقت . فطلب مني ان وقف و ساعدو بالبيع لان نحن اصلن بنات و ما عنا خي شب و طبعا اجيت و قعدت و اليوم عم اكتب هل بوست و انا قاعدة على البسطة و كتير فخورة بالشي الي عم اعملوا لان اذا ما في شب مش يعني نكسرنا هيدا التمييز الي ما حيتغير بمجتمعنا كتير بشع ... كتير بشع ان مجتمعك ينصدم من ان بنت عم تساعد بيها ...المعيب ان مجتمعنا ينصدم من هيك شي ، و المعيب اكتر هو ان اترك بيي يعمل كل شي و ما وقف حده... المعيب هو ان ضل عم فكر انا بنت ما فيي اعمل شي".
لمى مزهر ووالدها
وبعد كتابتها هذا البوست ، انهالت التفاعلات الايجابية والمشجعة لها، وقالت لمى مزهر لـ"اللواء" ليس خطأً ان تكون الفتاة قوية وان تساعد اهلها حتى في الزراعة وفي حراثة الارض، فالمجتمع يرفض هذا الامر ويستغربه رغم ان السيدات تستطعن القيام بكل تلك الاعمال،وتابعت: عندما "بسّطت" الذرة على قارعة الطريق رأيت استغرابًا كبيرًا من المارة وذلك لانني فتاة جالسة على "بسطة"،كما لاحظت تشجيعًا من البعض الآخر ، باعتبارها ظاهرة جديدة في المجتمع. كما توجهت لمى للذين يميزون بين المرأة والرجل قائلةً ينقصنا الوعي لكي نتعامل مع الانسان كانسان وليس بحسب جنسه، فلنتمثل بالسيدات المقاومات في لبنان مثل سهى بشارة والشهيدة لولا عبود وغيرهنّ.وعلى الرغم من الصعوبات التي تعترض المرأة، يجب ان تذللها وتصمم دائمًا لتصل الى القمة فيمكنها القيام بكل الاعمال الخفيفة والثقيلة.
كما دعت ابناء جيلها للنضال من اجل الوصول للوطن الحلم ومحاربة المنظومة الفاسدة ويدًا وبيد بعيدًا عن الطائفية والمذهبية نصنع وطنًا مثاليًا.