بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تموز 2020 12:54م لو دريان غاب عن صالونات «14 آذار».. كيف يقرأ «المعارضون الجدد» هذه الخطوة؟

حجم الخط
«ساعدوا أنفسكم لنساعدكم»، «لا سيادة من دون حياد»، موقفان يختصران زيارة وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الى لبنان، التي جال خلالها على رؤساء الثلاثة ونظيره اللبناني ناصيف حتي، خاتمًا رسالته من بكركي إثر لقاء جمعه بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

غاب عن جدول أعمال لو دريان أي زيارة للزعامات السياسية، وخصوصًا الوجوه المعارضة المستجدة والقديمة، لتختلف بعدها القراءات لهذا الموقف، فالبعض يرى أن بذلك رسالة لأقطاب 14 آذار بأن دورهم انتهى، وآخرون يعتبرون أن سبب ذلك يعود إلى تجنب عقد أي لقاء مع حزب الله إضافة الى تجنّب الانحياز مع طرف ضد الآخر.

اللواء وقفت على آراء «معارضي العهد»، الذين أكدوا بدورهم ألا رسالة فرنسية موجهة للمعارضة الحالية، وأن الرسالة فقط وُجّهت نحو المسؤولين الحاليين عن القرار.

المستقبل: «فرنسا صديقة لكل لبنان»
النائب في كتلة المستقبل محمد الحجار، اعتبر في حديث مع «اللواء»، أن الوقت ليس لتقييم علاقة فرنسا السياسية مع الأطراف اللبنانية ومكونات 14 آذار، فعلاقة فرنسا بلبنان تاريخية وسياستها المعلنة هي اهتمامها بلبنان ككل، وهذه الصداقة ترسخت في أيام حكم الرئيس الراحل جاك شيراك والرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن اليوم كانت الرسالة الفرنسية موجهة للسلطة الحالية لتحميلها مسؤولية عدم الإصلاح، وتاليًا تكرار الموقف الذي يدعو لبنان لمساعدة نفسه كي يساعده الآخرون.

ولفت الحجار الى أن تحميل السلطة المسؤولية للآخرين لم يعد منتجًا، و«الكذب اللبناني» على المجتمع الدولي في ما يخص الاصلاحات لم يعد يمر، فمؤتمر باريس 1 أتى بمساعدات مرتبطة باصلاحات، عرقلها حينها الفريق الحاكم اليوم، فبالتالي، لن نرى أي مساعدة اليوم بدون إصلاح فعلي.

ورأى تعليقًا على موقف لودريان من بكركي الذي ربط سيادة لبنان بحياده، أن نتائج زيارة لو دريان ستبقى رهن موقف حزب الله، الذي نقض مرارًا الاتفاقات التي تحيّد لبنان عن صراعات المنطقة، منها قرار النأي بالنفس، والالتزام بإعلان بعبدا الذي وقّع عليه، مشيرًا الى أنه وللأسف دائمًا ما يكون موقف الحزب يصب في صالح ايران وليس لبنان.

القوات: «لسنا معنيين بالرسالة الفرنسية»
وفي الإطار عينه، رأى عضو كتلة «الجمهورية القوية» وهبي قاطيشا، في حديث مع اللواء، أن لو دريان أراد اعلان الموقف الفرنسي من مقرات السلطات الرسمية والوقوف على موقفهم هم، وتاليًا لا ضرورة لزيارة القوات أو الأطراف الأخرى.

واعتبر أن الوزير الفرنسي جاء للقاء المتحكمين بمفاصل الدولة للقول لهم أنهم فاشلون و«بهدلهن» وبالتالي، لماذا سيشمل القوات معهم وهي ليست المسؤولة عما يحصل.

واستبعد قاطيشا طرح أن لو دريان لم يزر الأقطاب السياسية لتجنب لقاء حزب الله، حبث قال: "زيارة لودريان للراعي كفيلة باظهار موقفه".

الكتائب: «عدم زيارة الأقطاب السياسية قرار حكيم»
يصف النائب في كتلة الكتائب الياس حنكش، في حديث مع اللواء، غياب لو دريان عن صالونات الأقطاب السياسية وخصوصًا قيادات 14 آذار والمعارضة الحالية، بالموقف الذي يظهر حكمة من الجانب الفرنسي بالتعاطي، بحيث أظهر الوفد الفرنسي بأنه متواجد في بيروت بمهمة ورسالة فرنسية للبنان الرسمي، بعيدًا عن الإنحياز لأي طرف، وهذا ما يعزّز نجاح المهمة، وما يوصل الرسالة بشكل أوضح.

وعن الموقف الفرنسي من طرح فكرة «حياد لبنان» التي أطلقها البطريرك الراعي، لفت حنكش الى أن زيارة لو دريان الى بكركي وحدها تعبّر عن الدعم لطرح البطريرك الراعي، وهو ما ترجمه لو دريان بتصريحه بعد اللقاء بالتشديد على وجوب أن ينأى لبنان بنفسه عن صراعات المنطقة، وأنه يملك كل مقومات النهوض من جديد.

ورأى حنكش أن لا خلاص للبنان سوى بتحييده عن تلك الصراعات، والقيام بالإصلاحات المطلوبة، مؤكدًا أن نتائج الزيارة تبقى رهن ارادة السلطة «العاجزة» بالتغيير، ولكن اذا لم تلمس الدول جدية بالاصلاح، فلن تكون جدية بالمساعدة.

واعتبر أن لهجة لو دريان ودعوته للمسؤولين بمساعدة أنفسهم كي نساعدهم، هو موقف متوقع، مشبّهًا كلام لو دريان بالمثل الذي يقول: "قلبي عولدي وقلب ولدي عالحجر".

وأشار الى أن المشهد السياسي الحالي يقدّم أسوأ صورة للخارج، فمن غير المقبول أن نرى الدول «عم يترجونا» لنقوم بالإصلاح، ونحن نتلهى بأمور غير مجدية، واصفًا السلطة بالعاجزة، ومخطوفة القرار، ولا تستطيع أن تبدّل الواقع الى الأفضل.

التقدمي الإشتراكي: «فاقد الشيء لا يعطيه»
ركّز النائب في كتلة «اللقاء الديمقراطي» بلال عبد الله على كلام لو دريان من المواقع الرسمية، حيث اعتبر أن الزائر الفرنسي جاء يطلب مساعدتنا، لكي تستطيع فرنسا مد يد العون لنا وأنقاذنا، هو يعلم، أن فاقد الشيء لا يعطيه، وأن هذه السلطة ،بكل مكوناتها، عاجزة عن إجراء أي إصلاح حقيقي، لأنها تتلهى بالكيدية،والحسابات الضيقة.

ويعتقد عبد الله،أن لو دريان سيقول في سره وهو يغادر المطار، "اللهم اني بلّغت".

إعداد «اللواء»