بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 كانون الثاني 2019 12:13ص مياه كسروان وجبيل بين مطرقة التدخّل السياسي وسندان استنسابية وصولها إلى المنازل

حجم الخط
واقع مياه الشرب في قرى قضاءي جبيل وكسروان لم يعد يحتمل الانتظار والتأجيل، فأهالي قضاء جبيل الغني بالينابيع والمياه الجوفية يعانون غالبية أيام السنة من انقطاع مياه الشرب عن المنازل، حتى في فصل الشتاء ما اضطر العديد من السكان إلى إلغاء عيار المياه في منازلهم.
أما بالنسبة إلى مياه ري المزروعات، فحدّث ولا حرج، إذ غالباً ما يكون ري المزروعات في جرود ووسط القضاء على حساب قطع المياه عن المنازل لتأمين ري المزروعات. ولأن اللبناني اعتاد أن يجد الحلول بمفرده، نلاحظ ابتكارا جديدا على صعيد هذه المشكلة، حيث إنّ بعض المتمولين يقومون بحفر آبار ارتوازية وبيع مياه الشرب عبر قساطل مياه الى البيوت والمساكن المجاورة.

الأهالي الذين يعانون شح المياه في بيوتهم يتساءلون عن اليوم الذي ستستفيد فيه جبيل وكسروان من ينابيعها، والمشاريع التي يتم إطلاقها، ومن عدم التدخل السياسي، واستنسابية وصول المياه الى المنازل.
مصلحة المياه وعدت من جهتها بالعمل على تخفيف تقنين المياه، وعدم قطعها على المتخلّفين عن الدفع ووضع حلول تؤمن حقوق الدولة.
وأشار رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران إلى أنّ ما تقوم به فِرق المؤسّسة لناحية توحيد كميات المياه التي سيتم توزيعها على المواطنين في جبيل وكسروان هو إنجاز مهم بحيث سيحصل كل مشترك على ذات كمية المياه، وبالنسبة للمواطنين الذين تخلّفوا عن الدفع ستعمد المؤسسة إلى وضع حلول تؤمن حقوق الدولة في الدرجة الأولى، ولا تحول دون حاجة المواطنين للمياه.
أما في جرود جبيل فحذرت المؤسسة المتعهدين من عشوائية التنفيذ، مؤكدة أنّ لا تنفيعات في التوظيف، وعلى شمول إمدادات المياه والصرف الصحي في طريقة تنفيذها من كوع المشنقة في قرطبا، الى طريق اللقلوق العاقورة وطريق إهمج اللقلوق، حيث تنتشر مشاريع في طور التنفيذ، بالتعاون بين اتحاد بلديات جبيل ومجلس الإنماء والإعمار.
الأهالي ناشدوا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الإيعاز بتنظيم التنسيق بين مجلس الإنماء والإعمار ووزارات الأشغال والطاقة والاتصالات والإدارات الرسمية ليكون كل مشروع في طور التنفيذ متناسقا مع المشاريع الأخرى المرتبطة به فلا يتم إنجاز طريق، ثم يصار إلى حفرها بعد أسبوع، مشددين على أنّ المشاريع الإنمائية لا تخص جهة واحدة أو حزبا واحدا، إنما هي للجميع، والحاجة ماسة إلى التنسيق للوصول إلى إنماء متوازن وصحيح بعيدا عن الهدر.
مشاريع عدّة في كسروان ينتظرها الأهالي من المؤسّسة والجهات المعنية ليحصلوا على أبسط حقوقهم في مياه الشرب وربما تأمين مياه مزروعاتهم في بلد المياه والينابيع لبنان. بالنسبة إلى بلدة حراجل الكسروانية والتي تضم عدة ينابيع سيتم فيها تشييد خزان لتغذية المنطقة بالمياه.
وفي نهر ابراهيم تمّت إعادة انطلاق المضخة التي كانت متوقّفة عن العمل، ما سيؤمن المياه لمنطقتي حالات ونهر ابراهيم. وفي فتري ستعمل المؤسسة على وتشييد خزان مياه إضافة إلى تكرير مياه البئر الذي تستخدمه البلدة.
وفي أمهز، ستوفّر المؤسّسة حاجة الأهالي من المياه الذين يعمدون إلى التقدم بطلبات للإشتراك في مؤسسة المياه فيعطوا المؤسّسة حقها وهي تبادلهم في المقابل بحقهم.
ووضعت المؤسّسة بلدة المجدل في جرود جبيل على جدول الإصلاحات المائية لجهة ينابيع البلدة ونهرها وشبكة المياه فيها التي تحتاج إلى تجديد، حيث ستبدأ المؤسّسة بتجديد أقنية شبكة المياه، كما ستسعى إلى تقوية المصادر المائية لشبكة المجدل من دون منة من أحد، باعتبار أنّه من حق إبن المجدل وأي مواطن في لبنان أن تصل المياه إليه.
وبالنسبة إلى سد جنة فهو مشروع إنمائي حيوي أساسي سيبصر النور في المنطقة أيضاً. ومن المنتظر بعد انتهاء الأعمال فيه أن يروي بيروت وضواحيها وبلاد جبيل، وسيكون أساسياً في المنظومة المائية التي ستستكمل بجر المياه من الجنوب إلى بيروت بواسطة سد بسري ما سيؤدي إلى تعويض أي نقص في الحاجة إلى المياه، ويأخذ كل مواطن حقه.
وبانتظار اسكتمال المنظومة المائية، التي بدأت في العام 2000، وانطلقت في العام 2012، وتنتهي في العام 2022 يأمل اللبنانيون بتحسين المصادر المائية وحصر ما يذهب هدراً إلى البحر واستكمال إنشاء السدود لتخزين مياه الشتاء والمحافظة على كل نقطة مياه تذهب هدرًا إلى البحر لتكون هذه المياه في خدمة المواطن. 
نشير إلى أنّه بسبب العاصفة التي مرّت وغزارة الأمطار وارتفاع نسب العكار في الينابيع التي تستثمرها المصلحة، اضطرت المؤسسة الى قطع المياه عن العديد من مناطق التوزيع ضمن نطاقها، وأكدت انها ستعاود اعمال التكرير والتوزيع فور انحسار العاصفة وانخفاض نسب العكار، راجية تفهم المشتركين. 
ولا يسعنا في الختام الا ان نتمنى تحقيق ما اعلنه مدير عام المؤسسة بأنّه ليس هناك من موظف تابع لفلان أو لفلان، لا أحد، سواء أكان سياسيا أم لا، يحمي أحدا في المؤسسة. وإن الموظفين هم موظفون في المؤسسة. والموظف الفاسد سيرحل والموظف الجيد سيتقدم. وهل سيصدق جبران في تأكيده للسياسيين في المنطقة أنه لا يمكنه «تلبية طلباتهم في إدخال موظفين جدد إلى المؤسسة، تنفيذا لوعود قطعوها لهم، إبان حملاتهم الإنتخابية، وأن هذا الأمر قد انتهى، ولا مكان للتنفيعات، فالموظف المناسب في المكان المناسب.