بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2022 10:13ص وثائقي عن طرابلس يجسد معاناتها ويضيء على ظاهرة «مراكب الموت»

حجم الخط

"طرابلس 06" فيلم وثائقي نجح بمدة زمنية محددة لا تتجاوز النصف ساعة من نقل معاناة الطبقة الفقيرة في مدينة طرابلس والتي تشكو بسبب الضائقة الاقتصادية من مشاكل كبيرة تبدأ بتأمين قوتها اليومي لتصل حدود المجازفة بأبنائها من خلال مراكب الموت والتي باتت تحصد العشرات بل المئات من الضحايا الذين آثروا الهجرة غير الشرعية المحفوفة بالمخاطر على البقاء في قعر جهنم حيث لا مياه ولا كهرباء ولا طبابة ولا استشفاء ولا حتى كسرة خبز.

الفيلم جسد واقع حقيقي مرير ونقل الصورة كما هي بطريقة تترك غصة في القلب وحرقة على عائلة هي واحدة من آلاف العائلات التي إختارت الشارع لأولادها بدلا من المدرسة بهدف إعالتها بعدما عجز الأب " بائع الكعك" عن تأمين " اللبن" لأولاده كي يتسنى لهم تذوقه مع لقمة " الأرز" التي يأكلونها، فإذا بظاهرة الهجرة غير الشرعية تدخل على هذا المجتمع البائس لتحصد من أبنائه ضحايا فاق عددهم كل التوقعات وساهمت في تشريد العديد من الأطفال الذين فقدوا أهلهم في البحر ليتم إنقاذهم ورميهم من جديد أمام حياة لا يعرفون شيئا عن مضمونها فكيف السبيل الى بر الأمان؟؟؟!!!

No description available.

في العرض الذي تم على مسرح الرابطة الثقافية كان ملفتا حضور النائب أشرف ريفي والذي يعيش مأساة هذا الملف بكل تفاصيله، فهو الذي جاهد في سبيل إحضار غواصة للبحث عن جثث أبناء طرابلس الذين دفنوا في أعماق البحر ، وهو الذي يتابع مع الأهالي قضية أبنائهم الذين إحتجزوا في تركيا او اليونان او في أي مكان بعدما هاجروا في البحر، كما وحضر العرض رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري والمخرج وسيم عرابي والمنتج نبيل رفاعي والممثلين وحشد من المهتمين الذين عبروا عن إعجابهم وتأثرهم بهذا العمل الرائع.

يذكر بأنه سيكون ل " طرابلس 06" مشاركة في مهرجانات دولية ومن المتوقع أن يحصد الكثير من الجوائز .

ريفي

وفي حديث خاص لموقع "اللواء" قال النائب أشرف ريفي قال: "بداية أتوجه بالتهنئة لكل من شارك في هذا العمل المهم من ممثلين أو إخراج أو إعداد، هو يجسد واقع مدينة طرابلس بكل تفاصيله، واقع مؤثر يحمل كل مسؤول في لبنان وبالأخص في طرابلس على تحمل مسؤولياته وبذل الجهود لإنتشال المدينة من هذا الواقع المربى والذي تم نقله بدقة وأمانة، ومن يعيش مع أبناء الطبقة الشعبية يعلم جيدا بأن ما شاهدناه ليس خيالا، والسلطة المركزية وكل قادر ومسؤول معنيون اليوم وهم أمام تحدي كبير لتغيير حياة أبناء طرابلس قبل فوات الأوان".


رفاعي

المنتج التنفيذي لفيلم "طرابلس 06" نبيل رفاعي قال: "كنا نتمنى لو إننا أضأنا على جوانب أكثر ايجابية في طرابلس، بيد إن الظرف الراهن يستوجب منا الإشارة الى ظاهرة خطيرة متفشية في المجتمع بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التي نعيشها مما يدفع بالكثير من الشباب الى "ركوب البحر" بحثا عن فرصة للعيش بكرامة".

وتابع: "كانت الفكرة مع المخرج وسيم عرابي الإضاءة على قضية باتت سببا في إزهاق أرواح الكثير من المواطنين ، والفيلم قصة مقتبسة من قصص حزينة عاشتها مدينة طرابلس ، قصيرة لكنها تمكنت من ايصال عدة رسائل عن المدينة " الواقع الصعب الذي تعيشه الطبقة الكادحة والتي لا يمكنها تأمين قوتها اليومي ومنها بائع الكعك الذي إختار الهجرة ودفع ثمنا باهظا هو وعائلته التي غرقت في البحر ليتشرد طفلين من أبنائه، اضافة الى تعاضد أبناء المدينة حيث قام صاحب المطعم بإختضان احد أبنائه والتكفل بتعليمه، هناك عدة رسائل عن طرابلس نأمل أن نكون نجحنا في ايصالها ونحن على يقين تام بأنه سيكون لطرابلس نهضة في المستقبل ويعود لها أمجادها كعاصمة ثانية".