المشهد المستجد على صعيد حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت جعل كل المراقبين والمعنيين بمتابعة موضوع وصول طائرات المساعدات والاغاثة إلى لبنان يواكبون لحظة بلحظة ما يشهده المطار حالياً على هذا الصعيد، مؤكدين على أهمية دعم هذا البلد من قبل اصدقائه واشقائه في المحنة التي عصفت به من جرّاء التفجير الذي حصل في المرفأ والذي أدى إلى ما أدى إليه من كوارث نسبة إلى سقوط عدد كبير من الشهداء الأبرياء والجرحى والمصابين والمفقودين حتى الآن، إضافة إلى الخسائر المادية والمعنوية الجسيمة التي تركت آثارها السلبية على معظم اللبنانيين وعلى سكان بيروت وضواحيها والمناطق المجاورة لها بشكل خاص في ارزاقهم وممتلكاتهم.
وكانت الأجواء اللبنانية ومدارج مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بدت أمس الجمعة كخلية نحل وبقيت على مدى ساعات النهار والليل بشكل متواصل في حركة تكاد لا تهدأ ولا تستكين ولا تكاد طائرة تابعة لاحدى الدول العربية أو الأوروبية أو الأجنبية تحط على أرض المطار حاملة على متنها مساعدات طبية أو غذائية وانسانية حتى تتبعها طائرة أخرى بعد دقائق مما جعل المتابعين لوصول تلك المساعدات يتواجدون في المطار ممثلين سفارات بلادهم كما عدد من المسؤولين اللبنانيين ومن الجيش اللبناني ايضا المولجين بتسلم هذه المساعدات لكي يتم توزيعها فيما بعد.
وانطلاقاً من الدعم العربي والدولي للبنان في هذه المحنة واسوة بسائر البلدان الداعمة لهذا البلد لم تبخل المملكة العربية السعودية كعادتها على لبنان وشعبه بتقديم الدعم والمساعدة له وذلك بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حيث عمد مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية إلى تسيير جسر جوي حملت خلاله عدّة طائرات سعودية المعدات الطبية والمواد الغذائية والايوائية على ان يتوالى ذلك على مدى اليومين القادمين ايضا في سياق التأكيد على أواصر العلاقة التي تربط المملكة باللبنانيين وبلبنان.
هذا ومن المنتظر ان تصل إلى لبنان خلال الساعات القليلة القادمة شخصيات عربية وأجنبية للوقوف إلى جانب لبنان في محنته، ومن أبرز هذه الشخصيات أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.