بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2020 12:10ص «أسبوع على التفجير الأعمى»... دماء الشهداء لن ترحكمكم!

الحشود المشاركة في ذكرى أسبوع التفجير الحشود المشاركة في ذكرى أسبوع التفجير
حجم الخط
هو أسبوع من الزمن انقضى على التفجير الأعمى.. الذي دوى في العنبر 12 بمرفأ بيروت.. مُستبدلاً وجه بيروت التي كانت تناضل من أجل ابتسامتها.. إلى بقايا وأشلاء حُلُمٍ هشّم حقيقته عصف الألم.. فاختطف خيرة شبابه وجرح الآلاف منهم.. فيما المفقودون وحده الله يتولاهم.. لأنّ الإهمال لا يزال سيد الموقف في البحث عنهم.. ليتبخر أمل العثور عليهم أحياءً.. في حين أصبح الدمار سمّة «ست الدنيا»..
بالأمس، شموع باكية سارت على درب الجلجلة البيروتية.. لتبكي ضحايا العرس المسروق من الجميزة حتى مار مخايل.. فلا الشمع الباكي نطق ولا الصوت المخطوف تكّلم.. لأنّ الحروف والكلمات أبداً لم ولن تتمكّن من التعبير عن هول المُصيبة.. فالحجر والجديد قد تكون هناك إمكانية لتعويضه.. لكن أغلب الظن ألا إمكانية في زمن «حزب الدولار والمصارف» ضد «الشعب الذي كان عظيماً».. وحتى الجراح ولو تركت مع مرور الزمن تداعيات وآثاراً ونُدوباً.. أو حتى عاهات مُستديمة.. لكن قد تجد ما يبلسمها..
أما الأرواح فإذا أخذها خالقها مَنْ له القدرة على استعادتها.. ومَنْ قد يبلسم جرح أُمٍّ فقدت وليداً، أو زوجة ترمّلت، وبنت تيتّمت، وأبٍ مكلومٍ، وما أطوال قافلة الوجع.
ففي ذكرى الأسبوع على التفجير تجمّع الأهالي مقابل موقع النكبة، على باب المرفأ، مردّدين هتافات تطالب بمحاسبة الجُناة، فيما كانت وقفة تضامنية مع الشهداء عند تمثال المغترب، على إيقاع عزف نشيد الموت من الفرق الكشفية، وتكبير المساجد وقرع أجراس الكنائس: مردّدين: «الله أكبر من المجرمين الذي قتلوا أحبابنا».. «حكومة بتروح حكومة بتجي».. مكملين حتى إسقاط رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب».. موجّهين تحية إكبار إلى رجال الإطفاء والدفاع المدني والصليب الاحمر وكل الهيئات الاسعافية والاطقم الطبية والتمريضية. وتليت أسماء كل الشهداء الذين وقعوا في الانفجار.
ومتى غنّت الماجدة «قومي من تحت الردم».. كانت الشموع تنير عتمة ساحة شهداء بيروت التائهة في بحر الألم.. ورغم أنّ «اللي راح راح».. ورغم أنّ أي تحرّك وأي صراخ وأي مناشدات.. لا تُجدي ولا تنفع إلا مع التغيير الحقيقي في البلد.. وعلى أمل الوصول إلى هذا اليوم.. نرفع الصوت ونقول: دماء الشهداء لن ترحمكم.. مهمن كنتم!