بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 أيار 2021 11:12ص «أكبر شحنات الكبتاغون حول العالم».. صناعة سورية بلمسات لبنانية (تقرير)

حجم الخط
لبنان نحو العالمية من جديد، ولكن من باب تجارة «الكبتاغون» هذه المرة، إذ أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية، أنه «من خلال التحقيق مع الموقوف حسن محمد دقّو (سوري-لبناني)تبيّن أنه متورّط في تهريب أكبر شحنة مخدّرات في العالم والتي تقدّر بحوالى 94 مليون حبّة كبتاغون والتي ضبطت في ماليزيا وكانت متوجهة الى المملكة العربية السعودية».

حسن دقو الإسم الذي يتصدر اهتمام الصحافة اليوم، بعدما كان يعمل لسنوات في تجارة الممنوعات بالخفاء، حكم قبضته على مساحة واسعة من بلدته الطفيل بالقوة وصنع امبراطوريته، إلى أن وقع في قبضة شعبة المعلومات التي اوقفته في منزله في الرملة البيضاء في 6 نيسان المنصرم، تاركًا خلفه أسرارًا وروايات تصلح لاستكمال سلسلة «ناركوس» الشهيرة عبر «نتفليكس» من خلال انتاج جزء خاص بلبنان.

كل من غطّاه يومًا من السياسيين، يتبرأ منه اليوم، مع محاولة البعض لزج خصوم آخرين بـ«الشبهة»، وخصوصًا بعد قرار السعودية بمنع تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية الى المملكة على خلفية مصادرة شحنة «الرمان المخدّر» التي تم توضيبها في سوريا ونقلها براً إلى لبنان لتُهرَّب عبر البحر إلى السعودية بعد تزوير شهادة المنشأ الخاصة بها على أساس أنها لبنانية المنشأ وإرسالها إلى مرفأ الدمام باسم شركة وهمية.

وارتبط اسم دقو بشحنة الرمان ايضًا، والتي تضمنت 5.3 مليون حبة كبتاغون. الى أن أعلنت وزارة الداخلية أن دقو اعترف بتورطه في تهريب «أكبر شحنة مخدّرات في العالم»، فما تفاصيل هذه الشحنة؟ وما هي أكبر الشحنات التي تم اكتشافها في مختلف الدول؟

في آذار الماضي، ضبطت ماليزيا، بتعاون من السعودية، أكبر عصابة دولية لتهريب المخدرات من خلال ضبط 16 طناً من حبوب «الكبتاغون» وتقدّر قيمتها بنحو 5.2 مليار رينغيت (1.2 مليار دولار أميركي) في ميناء «كلانغ» بولاية سيلانغور.

وقال المدير العام للجمارك الماليزية إنه «بعد تلقي معلومات استخبارية من المديرية العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية السعودية، استولى فريق من موظفي الجمارك من فرع المخدرات على ثلاث حاويات 40 قدماً في ميناء كلانغ. وتم العثور على نحو 94.8 مليون حبة كبتاغون بوزن إجمالي يقدر بـ16 طناً، خبأتها العصابة في إطارات (عجلات الترولي) لخداع السلطات»، وفقاً لصحيفة «بيريتا هاريان» الماليزية.

وتوصلت التحقيقات الأولية إلى أن الحاوية وصلت من بلد في غرب آسيا، تبيّن لاحقًا أنّها انطلقت من مرفأ اللاذقية في سوريا، وأنّ أحد المسؤولين الرئيسيين عنها هو دقّو، الذي عُثِرَ في هاتفه على صورة لبوليصة الشحنة المضبوطة في ماليزيا.

شحنة ايطاليا
قبل شحنة «ماليزيا»، التي تعتبر اليوم الشحنة الأكبر في العالم، كانت أضخم كمية تمت مصادرتها تبلغ 14 طنا بشكل 84 مليون حبة كبتاغون، وتم توقيفها في مرفأ ساليرنو جنوب مدينة نابولي في ايطاليا، في أواخر حزيران عام 2020.

وبحسب التحقيق الذي أشرفت عليه نيابة نابولي، كانت المخدرات موجودة في ثلاث حاويات مشبوهة تتضمن لفائف أوراق معدة للاستخدام الصناعي وعجلات حديدية. وكتبت صحيفة "لا ريبوبليكا" أن الشحنة كانت سترسل إلى شركة سويسرية مقرها لوغانو يملكها إيطاليون.

تم تصنيع الشحنة في سوريا وارتبطت بتنظيم «داعش» في تقارير ايطالية واميركية مختلفة. إلا أن تحقيقات أخرى ربطت الشحنة بالنظام السوري مباشرة. ولم يظهر ارتباط دقو بهذه الشحنة حتى اللحظة.

شحنة اليونان
كما تربعت شحنة ماليزيا، وقبلها شحنة ايطاليا، على عرش الشحنات الأكبر في العالم، كانت شحنة الكبتاغون التي تم ضبطها في اليونان في تموز عام 2019 تعد الأكبر عالميًا.

إذ كشفت حينها وحدة الجرائم المالية في اليونان (SDOE) في بيان لها يوم العملية إن خفر السواحل وقوات مكافحة المخدرات ضبطا ثلاث حاويات قادمة من سوريا مملوءة بالحبوب المنشطة بلغ عددها 33 مليون قرص يقدّر سعرها بـ 660 مليون دولار. وارتبط اسم حسن دقو بهذه الشحنة أيضًا، إلا أن التحقيقات لم تعلن عن ضلوعه فيها بشكل رسمي بعد.

ويظهر من خلال استعراض تفاصيل شحنات الكبتاغون الأكبر في العالم في آخر سنتين، أن كل منها انطلق من سوريا تحديدًا، مما يجعلها أكبر مصنّع للمخدرات في العالم.

وبحكم الجغرافيا، ينخرط لبنان بهكذا عمليات كون حدوده مشرّعة للتهريب على أنواعه، كان آخرها في عالم المخدرات، «شحنة الرمان» التي ضبطت في السعودية. مما يجعلنا نستنتج أن السوق الأكثر ازدهارًا بين لبنان وسوريا اليوم، هو سوق «السم الأبيض»، بتغطية أمنية وقضائية وسياسية كبيرة قد نكتشف عنها الكثير في الأيام المقبلة.