الصورة الصباحية القاتمة على الأتوستراد الساحلي من البترون وصولاً الى جل الديب،والتي تمثّلت باستمرار قطع الطرقات وزحمة السير الخانقة على المسلك البحري باتجاه بيروت، هذه الصورة اختلفت عن اجواء بعد الظهر،حيث أعاد الجيش فتح الأتوستراد،وأعاد المتظاهرون من جهتهم ترميم نفق نهر الكلب بعد ازالة العوائق الاسمنتية. وغسل المتظاهرون جدران النفق بالمياه وتمّ طلائه وتزيين مداخله بالورود.
وعمل الثوار طيلة النهار على ازالة الجدار الاسمنتي من داخل نفق نهر الكلب. واعتبروا أنهم ضد بناء جدار مع اخوتهم في الوطن، وكان هدفهم فقط توجيه رسالة الى المعنيين. وعانقت صورة الشهيد علاء أبو فخر تمثال الشهيد بيار الجميّل حيث تمّ وضع صورة وسط الورود في فاصل نفق نهر الكلب واعتبروها رسالة محبة وتضامن وطني.
هذا وشهد أوتوستراد كسروان زحمة سير صباحية خانقة على الطريق البحرية من غريز باتجاه بيروت. في حين عاد المتظاهرون الى التجمّع على جانب أوتوستراد زوق مصبح بعد فتح الجيش للأوتوستراد.
وفي جل الديب بقي الاوتوستراد مقفلا بالاتجاهين طيلة الليل. وبات المعتصمون ليلتهم في الخيم وداخل السيارات. وشهدت الطريق البحرية حركة سير صباحية ناشطة. واستعادت الشوارع الداخلية حركتها الطبيعية خلال النهار وسط انتشار القوى الأمنية في المكان. وحاول الجيش اللبناني فتح الأتوستراد في جل الديب بالقوة خلال النهار. وتمّ بتوقيف الناشط شربل قاعي على خلفية انتقاده فخامة الرئيس ومطالبته باعادة الاموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين. وأطلق سراحه في وقت لاحق.
وعلى أوتوستراد البترون شكا الذي بقي مقطوعاً طيلة الليل بعامود كهرباء،حاول مجموعة من الشبّان فتح أحد مسلكي الأوتوستراد بالقوّة رغم وجود عدد من العسكريّين. وحصل إشكال انتهى بالإبقاء على مسلك الأوتوستراد مقطوعاً حتى تدخّل الجيش اللبناني وفتح الطريق.
نشير انّ المحتجين باتوا ليلتهم في الخيم المنصوبة على مسلكي أوتوستراد شكا البترون في ظل انتشار لعناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والقوى الامنية.
واستطاع الجيش فتح مسلكي الاوتوستراد خلال النهار،الا أن المحتجين لم يغادروا موقع التحرك ولا يزالون متجمعين حتى الساعة رغم إزالة العوائق والسيارات والعمود الحديدي.
ونظم طلاب المدرسة الوطنية للرهبان اللبنانيين في شكا مسيرة صلاة بالشموع عن روح علاء أبو فخر،شارك فيها طلاب مدارس شكا وعدد من الأهالي. وانطلقت المسيرة من باحة المدرسة عبر الطريق العام وصولاً الى نقطة التجمع على المسلك الشرقي للأوتوستراد.
وأضاء الطلاب الشموع ورفعوا الصلوات أمام صورة عملاقة لأبو فخر رفعت على الجدار المحاذي للمسلك الشرقي،وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني عملت على تنظيم حركة المرور بعد إزالة العوائق.
وفي جبيل ومنذ ساعات الظهيرة بدأت جرفات الجيش اللبناني تعمل على فتح الأوتوستراد بالاتجاهين وإزالة الاتربة والخيم في ظل إنتشار عناصر القوى الامنية دون تسجيل أي إحتكاك مع المتظاهرين.