وفي اليوم الرابع عشر من تاريخ الثورة اللبنانية يستمر المحتجون في اعتصامهم في الساحات ومنها "عروس الثورة" ساحة النور والتي كانت قد شهدت ليل أمس حشودا كبيرة توافدت للساحة من كل المناطق والأحياء والأقضية الشمالية، أتت لتؤكد على أن استقالة حكومة الرئيس الحريري ليست سوى خطوة أولى ستليها الكثير الاحتجاجات بهدف تحقيق كل المطالب التي نادوا بها طبلة ثلاثة عشرة يوما ولا يزالون.
وصباحا وكما درجت العادة لجأت مجموعة من الشباب الى اقفال الطرقات المؤدية الى طرابلس كالبحصاص والمئتين كما وإقفال اوتوستراد طرابلس بيروت في الاتجاهين وطريق المنية والضنية البداوي ودير عمار وعكار فضلا عّم طريق الكورة كفرحزير الا ان القرار كان فد اتخذ من قبل قيادة الجيش والتي أصدرت بيانا طالبت فيه بفتح الطرقات إيذانا ببدء عودة الحياة الى طبيعتها، على أن تعطى الحكومة المستقيلة فرصة 48 ساعة من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة ليبنى على الشيء مقتضاه.
وصباحا نفذت مجموعة من الشباب والصبايا احتجاجا أمام مصلحة مياه طرابلس ومنعت الموظفين من الدخول اليها كتعبير عن استيائهم من منعهم قطع الطرقات مما أدخل الإحباط الى نفوسهم والإحساس بأن هناك من يسعى الى بث الشعور بأن الثورة قد انتهت عند هذا الحد من التحركات، وهذا ما دفع مجموعة من الشباب للتوجه نحو الاوتوستراد الدولي والذي يربط طرابلس ببيروت وعمدوا الى قطعه، لكن آليات الجيش حالت دون اقفاله بالكامل وتركت مسلكا مفتوحا امام السيارات، وبعد فترة وجيزة قام عناصر الجيش بإبعاد الشباب عن الطريق بالقوة وعملت على فتحه كما وفتحت طريق البداوي والذي يربط طرابلس بعكار لكن من دون أي مواجهة مع المواطنين وعملت بلدية البداوي على رفع الأتربة والحجارة والسواتر الباطونية.
أهل البداوي أكدوا بأن استقالة الحريري لا تعني المساس بالطائفة السنية كما يشاع بل ان إسقاط الحكومة يعني إسقاط كل رموز السلطة المشاركة بها سيما التيار العوني وحزب الله، والكل بانتظار تشكيل الحكومة والتي ان لم تأت كما يريد الشعب فاننا حتما سنعود للشارع وبقوة.
تجدر الإشارة الى أنه سيكون للمنظمين في ساحة النور اجتماعا عند الساعة الثالثة من ظهر اليوم ضمن غرفة التجارة والصناعة والزراعة لبحث كيفية متابعة التحرك في الساحة والخطوات اللاحقة.