بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الأول 2022 08:07ص الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس للجمهورية بلا رئيس وجولة الخميس رهن «دعوة بري»

مواقف الكتل على حالها: التمسك بمعوَّض مقابل شرط التوافق وانقسام حول الحوار

المجلس مجتمعاً بغياب الحكومة المجلس مجتمعاً بغياب الحكومة
حجم الخط
لم تحمل الجلسة الرابعة لإنتخاب رئيس للجمهورية، مع بدء العد العكسي لإنتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون في 31 تشرين الاول الحالي، اي تغيير في المشهد السياسي، اكان لجهة المضمون او الشكل بإستثناء بعض الانقلابات والتراجعات والمتغيرات داخل الكتل حيث سُجل تصدع في صف نواب التغيير وتراجع في اصوات المرشح النائب ميشال معوض من 42 الى 39، ومع تطيير النصاب المنظم في الدورة الثانية، انتهت الجولة الرابعة من دون رئيس، ولا يبدو ان الجولة الجديدة ستحمل تغييرا في المشهد، بل تحول النقاش في أروقة المجلس الى موضوع الحوار، الذي يعول على رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة اليه، بعد 31، وبعد إستطلاع رأي الكتل النيابية، لمعرفة جدوى الدعوة من عدمها، لان محورها التوافق المسبق على رئيس جامع، لم تتظّهر معالمه حتى الساعة، وقد يعتقد البعض انه مع اكثر من 45 جلسة عقدت قبل انتخاب الرئيس عون – ان الوقت لا يزال مبكرا – ولكن في المقابل فإن ما وصلت اليه البلاد لم يشهد له مثيل حتى خلال ايام الحرب المشؤومة، وهو ما تضعه المصادر في خانة الحالة الطارئة، التي لا تحتمل المماطلة، بغض النظر عمّا يلوّح به بعدم القبول بحكومة تصريف الاعمال لإستلام صلاحيات الرئاسة، وهو ما سيجعل المواجهة اكثر خطورة.
وكان فرز الاصوات بعد عملية الاقتراع أفضى الى: 50 ورقة بيضاء (لنواب امل وحزب الله والتيار وآخرين)، ميشال معوض 39 صوتا (مع تصويت نواب القوات والكتائب والإشتراكي وتجدد بالإضافة الى النائب وضاح الصادق الذي غرد خارج سرب التغييرين) ، و 10 أصوات لعصام خليفة (من قبل التغييرين واسامة سعد وشربل مسعد)، و13 «لبنان الجديد»(من قبل نواب الاعتدال الوطني وسنة بيروت وبعض التغييرين)، وورقتان ملغاتان (واحدة للنائب عبد الكريم كبارة بعنوان «لأجل لبنان» اعتبرت ملغاة، واخرى للنائب جميل السيد «العوض بسلامتكم».
 وبعد، تطيير النصاب، أعلن بري  عن موعد مبدئي لجلسة خامسة جديدة يوم الخميس وبعد ان غمز اليه نائب الرئيس الياس بو صعب، عن تزامن هذا الموعد مع مجيء الوسيط الاميركي في عملية الترسيم آموس هوكشتاين لمواكبة توقيع رسالة الاتفاق في الناقورة، عاد واشار الى «ان تحديد الموعد النهائي لهذه الجلسة سيتم من خلال دعوة رسمية. وقد تتم الدعوة الجمعة او اوائل الاسبوع المقبل.

وقائع الجلسة 
افتتح الرئيس بري جلسة الإنتخاب في غياب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للمرة الثانية( علما ان حضوره والحكومة ليس إلزاميا الا لمن كان من الوزراء نائبا)، وهي الرابعة ، في حضور 114 نائباً. وتليت في البدء اسماء النواب المتغيبين بعذر وهم: حسن مراد، حسين الحاج حسن، جهاد الصمد، نديم الجميل، زياد حواط، الياس خوري، طوني فرنجية.
كما غاب بدون عذر النواب: جورج عقيص وبولا يعقوبيان وعلي عسيران، وكان النصاب 114 عند بدء الجلسة.
وبعدها تليت مواد الدستور المتعلقة بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية. ثم بوشر بتوزيع الاوراق، وبدأ الاقتراع وتم فرز الاوراق لينال النائب ميشال معوض 39 صوتا، 10 للدكتور عصام خليفة، 13 للبنان الجديد ووجدت ورقتان ملغاتان، واحدة كتب عليها «لاجل لبنان» والثانية «العوض بسلامتكم».
وعند الدخول الى الدورة الثانية، سأل النواب عن النصاب فتبين انه 69، فطلب احد النواب من الرئيس بري بإغلاق الابواب وحجز النواب في الداخل، فتوجه اليه بالقول «اعطوني هالحرية وانا حاضر لاكثر من ذلك».
بعدها فقد النصاب القانوني داخل القاعة، وحدد رئيس مجلس النواب الجلسة المقبلة يوم الخميس في 27 الحالي، لكنه ، عاد واشار الى ان دوائر المجلس النيابي ستوزع الدعوة رسمياً على النواب.
مواقف الكتل بعد الجلسة 
وعكست المواقف النيابية بعد الجلسة، حقيقة الإصطفافات، فقال النائب ميشال معوض: «المشهد تكرر، ونحن نؤكد الثبات بالترشيح وبخطة الانقاذ وبخريطة طريق واضحة. اليوم حصلت تقريبا على نفس عدد الاصوات الذي حصلت عليه في الجلسة السابقة»، معتبرا ان «هناك سلطة مهيمنة تعمل للحفاظ على محاصصاتها عبر تعطيل الجلسات في الدورة الثانية».
وأكد أن «الحل البديل هو بجمع المعارضة وتوحيدها للحصول على الاكثرية. اما المرشح التوافقي الذي يسعى اليه بعض الافرقاء السياسيين فيجب ان يقدم اوراق اعتماده الى حزب الله».
وأشار معوض إلى «حفلات تخوين تُقام بين جلسات انتخاب الرئيس»، متوجها إلى «حزب الله»، بالقول هذا المنطق «ما بيمشي»، وهذا المنطق يخاض ضد أي مرشح ضد الحزب، ولن نخضع. ولفت إلى أن «حزب الله يريد رئيسا رماديا خاضعا له، ويستمر بعزل لبنان»، مشددا على» أنني لن أقدم أوراق اعتماد للحزب والتيار الوطني الحر من اجل أن «يرضوا عليي». وكشف عن أن «هناك سلطة مهيمنة تعمل على ابتزاز النواب واللبنانيين للحفاظ على محاصصاتها عبر تعطيل الجلسات في الدورة الثانية».
من جهته، قال النائب الان عون:«اول خلاصة للجلسة يجب ان يعتبر منها من راهن، انه في موضوع الارقام يستطيع ان ينتخب رئيسا للجمهورية، اليوم بدل ان تزداد الارقام، انخفضت ما يعني انها رسالة للجميع ان انتخاب رئيس الجمهورية لا يحصل بتعداد الارقام. انتخاب رئيس الجمهورية هو بتأمين حد ادنى من التوافق. لن ينتخب رئيس للجمهورية من فريق واحد. ينتخب رئيس  للجمهورية عندما يحصل خرق بين الفريقين. عندما يتوفر خرق على اي شخصية يصبح هناك انتخاب، وهذا يتطلب حوارا وهذا دليل على ان ما يجري غير كاف. والذي يعتقد انه بفريق واحد يأتي برئيس ويعد كل مرة بان يزيد العدد، اليوم كانت نكسة لانه تراجع. تعالوا بين جلسة وجلسة واجروا حوارا جديا لنستطيع ان نعمل خرقا على تفاهم».
وأشار النائب جورج عدوان بعد انتهاء الجلسة الى ان  «نقطة الاختلاف مع «حزب الله» قائمة على الدستور والقانون والسلاح خارج الدولة»، معلنا ان «كل المستحيل يصبح ممكنا إذا سلم «حزب الله» بمبدأ الدولة والدستور والقانون وأن لا سلاح خارج الدولة».
وفت الى ان «هناك ضعضعة عند أكثرية الكتل النيابية وخيارنا واضح وهو ميشال معوض»، وقال:«اليوم نحن في عملية ديموقراطية لا تحتاج حوارا، نحن اتخذنا خيارنا وعلى الجميع اتخاذ خيارهم».
واعلن النائب جميل السيد انه صوت لعبارة «العوض بسلامتكم»، مشيرا الى «ان موضوع انتخاب رئيس الجمهورية خارجي، والسؤال ما هي الهوية الاستراتيجية للرئيس المقبل».
وكان النائب حسن فضل الله قال قبيل بدء الجلسة: «نحن سنصوت للورقة البيضاء ونأمل ان يستفيد الجميع من هذه التجربة. الورقة البيضاء حق ولم ندخل بأسماء محددة. نجدد الدعوة للتفاهمات وندعو للتوافق على اسم، نريد انتخاب رئيس للجمهورية ومنفتحون على الحوار والموضوع ليس تجميع ارقام».
وشدد النائب إيهاب مطر على ان «مرشحنا لرئاسة الجمهورية هو النائب ميشال معوّض، وحتى هذه اللحظة لا أحد يملك الحظوظ غيره، خصوصاً أن الورقة البيضاء وبعض الشعارات لا توصلنا الى رئيس جمهورية. وفي حال كان يوجد مرشح آخر فليقوموا بطرح إسمه ومن يملك أصوات أكثر يكون الرابح».
وختم مطر: «لا نرى معوّض مرشحَ تحد، وهو يملك الكفاءة المطلوبة لهذه المرحلة. ونحن متمسكون به للآخر».
واكد النائب أسامة سعد «بدأ من حركة الوعي الطالبية والأفكار التقدمية إلى مظاهرة المتحف ضد الحرب الأهلية ومع السلم الأهلي والوحدة الوطنية وضد بيروت المقسمة شرقية وغربية ومع بيروت العاصمة الواحدة الموحدة، إلى رابطة أساتذة الجامعة اللبنانية والنضال النقابي والدفاع عن الجامعة الوطنية عن استقلالها وتطورها، إلى الحركة الثقافية في انطلياس، والحوارات الوطنية والسياسية والفكرية والاجتماعية الراقية،  والباحثة عن معالجات علمية لقضايا الوطن».
وقال:«الثائر مع الشباب والمثقفين والكادحين في 17 تشرين، طلبا للمحاسبة والحقوق والدولة الوطنية العصرية العادلة. الصوت المدوي ضد اتفاق العار الوطني إتفاق الترسيم.
لكل هذا استحضر عصام خليفة إلى البرلمان مرشحا لرئاسة الجمهورية».
وختم:«النافذون الطائفيون، من كل المحاور، لا يريدونه وهذا شرف له ولنا.
عصام خليفة ليتك تكون رئيسا للجمهورية اللبنانية».
من جانبه، اعلن النائب وضاح الصادق اثر الجلسة انه صوت لميشال معوض. وقال: «انا نائب تغييري ولكن خارج تكتل التغييريين». 
بدوره، اعلن النائب ميشال الدويهي انه صوّت لعصام خليفة. 
الى ذلك، اشار النائب محمد سليمان الى «اننا صوّتنا ككتلة الاعتدال لـ«لبنان الجديد» لأنّنا مؤمنون به ونريد «أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور» والأمور لم تنضج بعد». 
وأكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي أن مقاربة «القوات اللبنانية» لإستحقاق رئاسة الجمهورية هي مقاربة مبدئية تتخطى الارقام والسيناريوهات، موضحاً عقب جلسة انتخاب الرئيس في ساحة النجمة: «مقاربتنا مبدئية إذ إننا نحتكم الى اللعبة الديمقراطية عبر حضورنا الى مجلس النواب وتأميننا النصاب وطرحنا لإسم مرشح. فيما المشكلة تكمن بعدم الاحتكام لروح ومبدأ الديمقراطية من قبل أحزاب المنظومة التي تعطّل النصاب في الدورة الثانية إذ لا تمتلك مرشحاً وتلجأ الى التصويت بورقة بيضاء».