تخطى مجلس الوزراء الوقت المحدد له فطار اجتماع اللجنة الوزارية لتطبيق قانون الانتخابات وطار معه ايضا اجتماع اللجنة الوزارية الاقتصادية، ومع الاعلان ان اجتماع اللجنة الاولى ارجئ الى اليوم، فإن موعد اجتماع اللجنة الثاني لم يتم تحديد موعد له، ولكن اللافت عن الاستعاضة عن عقد الاجتماعين استبقاء رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لعدد من الوزراء على الغداء، وذلك بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، وابرز الحاضرين كان نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني والوزراء: نهاد المشنوق، جبران باسيل، علي حسن خليل وبيار بو عاصي.
وفي هذا الاطار، رفضت مصادر وزارية شاركت فيه ان يكون الغداء هو بمثابة مصالحة بين الوزيرين المشنوق وباسيل، وكشفت لـ«اللواء» ان الرئيس الحريري تمنى على الوزراء تناول الغداء معه، فبقي من بقي، ووصفت المصادر الاجواء بين المشنوق وباسيل خلال الغداء بأنها كانت عادية جدا، فيما رأى باسيل ان لا توتر في العلاقة مع المشنوق.
وبالعودة الى جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت ظهر امس برئاسة الرئيس الحريري، فهو استهلها بكلام مقتضب عن زيارته الى المملكة العربية السعودية شارحا نتائجها، ونقل حرص المملكة على استقرار لبنان ووقوفها الى جانبه، مؤكدا ان اجواء اللقاءات التي اجراها ايجابية، آملا بانعكاسها قريبا على لبنان، لا سيما على الصعيد الاقتصادي.
ثم طلب الرئيس الحريري البدء بدراسة جدول الاعمال، وعند الوصول الى البند الثالث المتعلق بطلب وزارة الخارجية والمغتربين اجراء تعديل على نقل وتعيين سفيرين اثنين، بأن يحل السفير انطونيو عنداري في الفاتيكان ويحل ناجي إبراهيم مكانه في الارجنتين، طلب وزير الاعلام ملحم رياشي الكلام معترضا باسم وزراء «القوات اللبنانية» على تقديم سفير لبنان المعيّن في سوريا سعد زخيا اوراق اعتماده في المرحلة الراهنة الى القيادة السورية الحالية، وذلك اسوة بعدد من السفراء العرب، ولكن كان الجواب ان هناك علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا. واشار وزير الخارجية الى ضرورة استمرار هذه العلاقة, لان هناك رفضا بالتعاطي كما كان يحصل في السابق مع المجلس الاعلى اللبناني - السوري، وقد أيده بذلك عدد من الوزراء، كما لم يتضامن احد من اعضاء الحكومة مع طلب «القوات».
ولدى الوصول الى البند العاشر المتعلق بعرض وزيري الطاقة والمياه والمالية موضوع انتاج الكهرباء من طاقة الرياح أقر البند، وابدى الوزراء ارتياحهم للموضوع خصوصا انه للمرة الاولى وبحسب وزير الطاقة سيزار ابي خليل يكون هناك تشريع صحيح لانتاج الطاقة من قبل القطاع الخاص من خلال اعطائه الرخصة، مشيرا الى ان المناقصة كان اطلقها الوزير باسيل في العام 2012، لافتا الى اهمية هذا الامر خصوصا انه سيكون هناك طاقة متجددة ومستدامة وتم اعطاء 3 رخص لشركات خاصة لانتاج الكهرباء وذلك باستخدام اراض في عكار، بعد ان كانت الدراسات التي اجريت في العام 2010 لقياس سرعة الهواء في كل المناطق قد اكدت ان افضل منطقة بالنسبة لارتفاع سرعة الرياح هي في منطقة عكار.
واشار ابي خليل لـ«اللواء» إلى انه سيتم انتاج 200 ميغاوات تتوزع على المناطق، وهناك شركة ستنتج 80 ميغاوات، اما الاثنين ستنتج كل واحدة 60 ميغاوات، ولفت الى انه تم وضع خريطة طريق لبدء العمل، وخلال ثلاثة اشهر سيتم توقيع عقد شراء الطاقة مع الشركات التي لديها سنة ونصف للقيام بامور عدة. مبشرا بأنه وفي كل جلسة سيكون هناك بند يتعلق بوزارة الطاقة.
اما البند الذي استحوذ على معظم وقت الجلسة فكان البند 11 المتعلق بعرض وزارة الطاقة والمياه موضوع تزويد مؤسسة كهرباء لبنان بحاجاتها من مادتي الفيول والغاز اويل لزوم معامل انتاج الطاقة، وكانت نقاشات عميقة ومطولة من قبل الوزراء حول هذا البند دامت لأكثر من ساعة ونصف الساعة خصوصا ان عقود النفط تجدد دون دراسة مسبقة او استدراج للعروض حسب مصادر وزارية، خصوصا ان التجديد يحصل بناءً على قرار لمجلس الوزراء منذ العام 2011، وهذا الامر لم يعد مقبولا عند وزير الطاقة الذي يشدد على ضرورة ان يكون هناك استدراج عروض، خصوصا ان هناك مصلحة للدولة التي تدفع اكثر من ملياري دولار على عقود استيراد المحروقات لزوم كهرباء لبنان، مع العلم ان وزارة الطاقة تفاوض سنويا في هذا الموضوع، وتم تخفيض حوالى 100 مليون دولار حسب اسعار النفط، كما اعلن وزير الطاقة الذي وضع خلال الجلسة خيارات عدة ومن بين الخيارات اجراء مناقصة، ووفق المناقصة يتم اما السير بها او الاستمرار بتجديد العقود الموجودة حاليا، وتم التوافق على هذا الامر بعد نقاش طويل.
وخلال الجلسة ايضا اثار الوزير باسيل الموضوع المتعلق بالتراخيص الممنوحة للبلديات بشأن اعطاء تراخيص بناء 150 مترا بعد المذكرة التي اصدرها وزير الداخلية في هذا المجال، واعتبر باسيل ان الامر مخالف للقانون باعتبار أن هناك مرسوما ولا يمكن الغاء مرسوم الا بمرسوم، واصدار مذكرة ليس بقانوني، وقد سانده بموقفه وزير العدل سليم جريصاتي، الا ان هذه الاعتراض لم ينعكس سلباً على أجواء الجلسة والعلاقات بين الاثنين.
المعلومات الرسمية
وبعد انتهاء الجلسة عند الثالثة والنصف، ادلى على اثرها وزير الاعلام ملحم رياشي بالمعلومات الرسمية الاتية: عقد مجلس الوزراء جلسة عادية في السراي الحكومي برئاسة الرئيس الحريري وحضور الوزراء واقر جدول الاعمال.
قبل الجلسة تحدث دولة الرئيس عن زيارته الى المملكة العربية السعودية وقال: ان السعودية حريصة جدا على الاستقرار في لبنان، وكل ما يذكر في الاعلام غير ذلك مجاف للحقيقة.
ثم اقر المجلس جدول الاعمال وابرز ما فيه بند انتاج الطاقة الكهربائية عبر الرياح في منطقة عكار.
سئل: هل حصل نقاش حاد بين الوزيرين المشنوق وباسيل؟
اجاب: لم يحصل اي نقاش حاد، حصلت مناقشة حول بعض البنود المتعلقة بالتراخيص الممنوحة للبلديات بشأن اعطاء تراخيص بناء 150 مترا.
سئل: هل صحيح انك اعترضت ان يلتحق السفير اللبناني في دمشق في مكان عمله وتقديم اوراق اعتماده؟
اجاب: انا اتكلم الان باسم الحكومة، وسأعطيك الجواب عن السؤال في وقت لاحق، النقاش كان حول تقديم اوراق اعتماد السفير او عدم تقديمها، هناك بعض الوزراء من بينهم وزراء «القوات اللبنانية» اعترضوا على تقديم السفير اللبناني اوراق اعتماده في هذا الظرف، وطالبوا بترك الامر الى ما بعد حل المشكلة ما بين الدولة السورية والجامعة العربية، لان هناك الكثير من السفراء معينين في سوريا ولم يقدموا اوراق اعتمادهم في الوقت الحاضر.
سئل: هل حصل تبديل لأسماء السفراء بين الارجنتين والفاتيكان؟
اجاب: لم يتم حسم هذه المسألة وهي باتجاه الحسم.
سئل: بالنسبة للتعيينات في تلفزيون لبنان؟
اجاب: الموضوع لم يكن مدرجا على جدول الاعمال.
وعن تأجيل اجتماع لجنة قانون الانتخابات قال: «التأجيل كان لاسباب تقنية، وستعقد اللجنة اجتماعا لها يوم غد (اليوم)».