بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تشرين الأول 2019 04:04م الفساد يعم "البلد" والدولة تتلهى بـ "كم الأفواه" والشباب يموتون بالسكتة القلبية أو "بالانتحار"

حجم الخط
ما الذي تنتظره الدولة من الشعب اللبناني لتدرك حقيقة الوضع المأساوي الذي يتخبط به جراء الضغوطات الاقتصادية والتي لم يشهد البلد لها مثيلاً من قبل؟؟؟

أو لم تسمع السلطة الحاكمة و "العهد القوي" بحالات الوفاة التي تسجل يومياً في صفوف الشباب جراء اصابتهم بالذبحة القلبية، وجميعها نتيجة حتمية للضغط النفسي الذي يعانون منه؟؟؟.

أليس لدى السياسيين محطات تلفزيونية أو مشاركات عبر شبكات التواصل الاجتماعي ليطلعون على ارتفاع نسبة الانتحار سيما في صفوف الشباب، هذه النسب التي باتت تتخطى المعقول في السنوات الأخيرة؟؟؟.

علامات استفهام كثيرة تطرح في الوقت الذي تسعى فيه السلطة الى اتباع سياسة "كم الأفواه" المنتقدة للعهد والانهيار الاقتصادي الحاصل، بل هي تبحث عن طريقة تفرض من خلالها الغرامات المالية على من يتناقل الشائعات كما وصفتها، باختصار في عز "الأزمة"، نجد السلطة تتلهى بالبحث عن "جنس الملائكة"، فيما هناك شباب يضعون حداً لحياتهم هرباً من الوضع الاقتصادي المنهار.

لم يكن زهير الحاج حسين ابن 18 سنة يدرك أن مصاعب الحياة قد تحمله على وضع حد لحياته بعدما "أرهقته المسؤوليات" الملقاة على عاتقه حيث أقدم ليل أمس على اطلاق النار على نفسه داخل محل للاطارات يعمل به في بلدة كفرشلان في الضنية.

أهالي المنطقة أكدوا "أن الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه يقف وراء اقدامه على الانتحار اذا ثبت ذلك، كون الأدلة الجنائية لا زالت تحقق في الموضوع وهناك كاميرات داخل وخارج المحل، فربما يكون هناك قصة ما، لكن وفي كل الأحوال زهير توفي والأسباب مجهولة، لكن في حال الانتحار فان السبب يكمن في الوضع الاقتصادي السيء".

ولفتوا الى ان زهير :" ومنذ وفاة والده بات مسؤولاً عن عائلته والتي تتألف من أربع شقيقات ووالدة تعاني أمراضاً تستوجب شراء الأدوية بشكل مستمر، ولطالما لجأ زهير للاستدانة من أهالي المنطقة بغية تأمين الدواء وأجار البيت الذي يقطنون فيه، بالطبع هذه الحالة قد تدفعه للانتحار سيما وانه ما من حلول في المدى المنظور".

احدى قريبات زهير أشارت في معرض حديثها لموقع "اللواء":" السبب الذي دفع زهير للانتحار يعود 90% لضغط الأوضاع التي يعيشون فيها كعائلة رحل عنها معيلها، الموت قدر محتوم وجميعنا على هذا الطريق وعلينا الرضى بالأمر الواقع، الا انها فاجعة كبيرة كونه المعيل الوحيد لأهله".

وتابعت:" قد لا يكون زهير انتحر انما توفي جراء خطأ ما، وهنا لا نوجه الاتهام لأياً كان، هذا هو قدره وعمره ونحن نقبل بذلك، الا اننا بالفعل نحمل المسؤولية كاملة لمن يدير شؤون البلاد والعباد، وأوصلنا الى هذه المرحلة برأي زهير ضحية ، وفي النهاية نحن بانتظار انتهاء التحقيق".

من جهته مختار بلدة كفرشلان ابراهيم الشامي قال:" زهير معيل لأهله وهو المسؤول عن شقيقاته الأربعة، بيد اننا لم نلمس منه شيئاً خارج عن المألوف بل هو صاحب ابتسامة دائمة ونفسية مرحة لا تنذر بالحالة التي وصل اليها، حتى قبل اقدامه على هذا العمل كان يجلس بصحبة رفاقه في القهوة يتبادلون الأحاديث ويشربون الأركيلة أي اننا لم نتوقع ما جرى".

وتابع:" بالأمس افتقدته شقيقاته نظراً لوجود والدته مع شقيقها في المستشفى، وبعد بحث طويل وتحديداً عند الساعة الواحدة من ليل أمس تم الدخول الى محل الاطارات حيث يعمل زهير ليجده ابن خالته مضرجاً بدمائه، طبعاً حضرت القوى الأمنية وفتحت تحقيقاً بالقضية وتم اقفال المحل بالشمع الأحمر لحين جلاء الحقيقة والتي وبحسب المعلومات الأولية تفيد بأن زهير انتحر بسبب الضائقة الاقتصادية التي يعيشها وعائلته".

• زهير ليس الوحيد الذي اختار "الانتحار" هرباً من الأزمات الاقتصادية والرأي العام لم ينس "جورج زريق" والذي حرق نفسه على أبواب مدرسة أولاده، فالمسبحة تكر والحوادث تتتابع، أوليست جميعها تستوجب الوقوف عندها من قبل السلطة الحاكمة؟؟؟؟