بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تموز 2020 02:42م القوات تسارع لاحتواء «قنبلة» باسيل.. «لن نتورط» بعلاقة مع حزب الله

حجم الخط
لم يستسغ فريق «القوات اللبنانية» فكرة شملهم مع «جميع الأقطاب» الذين يتواصلون مع حزب الله وايران في لبنان، بحسب ما أفاد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في اطلالته التلفزيونية الأخيرة، وركّزت مصادر معراب، بدءًا من رئيس الحزب سمير جعجع وصولًا الى نواب «الجمهورية القوية» والدائرة الإعلامية، على نفي صحة «مزاعم باسيل» بشكل قاطع.

أول رد لجعجع على كلام باسيل، أتى بالسياسة، عبر وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، حيث وصف الحكومة الحالية بـ«حكومة حزب الله» التي لا تملك القرار السيادي في الجنوب. معتبرًا أن "التحالف بين حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون أوصل لبنان إلى ما وصل إليه اليوم"، ومؤكدا أن هذا التحالف سيواصل السياسة نفسها في الأشهر المقبلة.

أما الدائرة الإعلامية للقوات فردّت على كلام باسيل أولًا، وثم على ما ورد في احدى الصحف المحلية عن «سعي القوات لعلاقة مع الحزب أرادها الأخير محدودة» ثانيًا.

حيث اعتبرت أن ما قاله باسيل بشأن التواصل مع الحزب وايران من تحت الطاولة «كذب بكذب»، فالخلاف الاستراتيجي مع حزب الله حول دور لبنان والدولة لا ينفع معه أي حوار فوق الطاولة، أما حوارات تحت الطاولة، فنتركها لباسيل صاحب الخبرات على هذا المستوى، بحسب تعبير الدائرة الإعلامية.

مقال بعنوان «حزب الله والقوات: للعلاقة حدود»، استفز الدائرة مجددًا، حيث أشار في مقاطعه الى سعي القوات في مرات عديدة لأن يكون هناك حوار مع حارة حريك، والحزب فضّل أن تكون للعلاقة حدود، بالإضافة الى جهد عمره سنوات لعقد لجنة حوار ثنائية مع الحزب. وتعليقًا على ذلك، رد إعلام القوات مؤكدًا على أن «حدود أي علاقة بالنسبة إلى القوات هي نهائية لبنان الـ10452 ومرجعية الدولة وحدها بقرار الحرب وبسط سيادتها على كامل التراب اللبناني».

وشددت الدائرة مجددًا، ردًا على الحملة المبرمجة التي يقودها الوطني الحر وحزب الله، على «ألا علاقة نهائيًّا بين القوات والحزب خارج إطار المؤسسات التي يتم التقاطع تحت سقفها حصرًا وعلى القطعة، فيما العلاقة خارج هذه المؤسسات لا جدوى منها إطلاقا في ظلّ الخلاف حول ثلاثية كيانية وسيادية وميثاقية، تبدأ من فلسفة الدور اللبناني، ولا تنتهي بسلاح الحزب ودوره».

التعاون ليس حوارًا
فكرة الفصل بين الحوار داخل المؤسسات وخارجها، سألت عنها «اللواء»، نائب القوات وهبي قاطيشا، الذي أكد أن ما يدور بين الحزب والقوات من تواصل داخل مجلس النواب أو الحكومة لا يسمى حوارًا، ولا يعتبر اعترافًا منا بشرعية الحزب بشكل عام، فالموجودون في المجلس النيابي هم أشخاص تم انتخابهم من الشعب ولو كنا ضد أعمالهم.

واعتبر قاطيشا أن مواقف القوات المعلنة هي خير رد على كلام باسيل، ولا شيئ يحصل «لا تحت الطاولة ولا فوقها»، فموقف القوات الاستراتيجي وحتى الداخلي يتناقد تمامًا مع موقف الحزب.

لافتًا الى أن باسيل أراد بكلامه أن يورّط القوات بما هو متورط به، ويريد القول بأنه ليس وحده من يتكلم مع الحزب، واصفًا كلامه بـ«الهراء». وفي ما يخص الترويج لفكرة أن الوزير السابق ملحم رياشي سعى لعقد حلقات حوار ثنائية، نفى قاطيشا ذلك مؤكدًا على ألا أساس لهذه الإتهامات.

وعن توافق الحزبين في بعض الملفات، منها قانون «آلية التعيينات» وموضوع رفع السرية المصرفية، أشار قاطيشا الى أن هذه الأمور لا تعني أن هناك تواصل بل تقاطع أفكار بما يخص بعض الأمور الداخلية، وقال: «باسيل اعتبر أن الحزب هو من عرقل خطة الكهرباء أيضًا وليس القوات»، وختم ساخرًا: «مين ما عرقله للوزير باسيل؟ الكل عرقله لا ما يجيب الكهرباء».

هذه التصريحات، على الرغم من أنها تدحض كلام باسيل من وجهة نظر القوات، إلا أنها تؤكد على أن الفريقين متفقان أيضًا على حصر العلاقة بالتعاون التشريعي والتنسيق في ما يتعلق بالأمور الحياتية والمؤسساتية، وأن الترويج لعلاقة «حيوية» بينهما لا يخدم الطرفين، أقله في الفترة الراهنة.