بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تشرين الأول 2021 11:50ص المدارس الرسمية تستعد لاستقبال الطلاب.. أي استعدادات لمواجهة المصاعب؟

حجم الخط
تظهر العودة إلى المدارس بعد غياب سنتين عن الحضور بسبب جائحة كورونا، يضاف إليها اليوم الأوضاع الاقتصادية المنهارة لكل من الأهالي والأساتذة معا، بمظاهر تتقاذفها الكثير من المشاكل التي لا تضعها في خانة المستحيلة وانما المعقدة التي تصطدم بالكثير من العراقيل التي لا يبدو بأن الدولة منشغلة في تذليلها من خلال وضع الحلول لها، وحسبما يبدو فان كل ادارة معنية بشؤونها تسعى بكل ما ملكت من قوة وارادة للحد من الهموم التي تعترضها مع بدء العام الدراسي.

بالأمس القريب، كانت المدرسة الرسمية تصطدم سنويا بالأعداد الكبيرة للائحة التسرب من المدارس الخاصة بسبب ارتفاع أقساطها، ولطالما كانت الصرخة تعلو من قبل ادارات المدارس بعدم القدرة على استيعاب هذا الكم الهائل وتبدأ رحلة الأهالي في تأمين المقعد الدراسي لأبنائهم، اليوم لا تبدو هذه المشكلة هي الأهم بل اختيار المدرسة الأقرب الى منزل الأهل هي الأبرز هربا من كارثة المواصلات والتي باتت مستحيلة بسبب الكلفة المرتفعة مع ارتفاع أسعار مادتي البنزين والمازوت، وإذا كان "الدير القريب لا يشفي" في الماضي فان المدارس التي كان يهرب منها الأهالي بالرغم من وجودها في نفس الشارع الا انها لا تؤمن المستوى المطلوب لأولادهم، باتت اليوم هي الأهم بالنسبة لهم بعدما لم تعد النظرة تتركز على نوعية التعليم وانما تأمين الأوفر في ظل الانهيار الحاصل فما الذي يجري داخل المدارس الرسمية؟؟؟ وكيف تبدو الإنطلاقة غدا الاثنين حيث اليوم الأول لعودة الطلاب؟؟؟ وهل التسجيل بدأ بالفعل؟؟ وهل أجريت امتحانات الدخول في ظل اضراب الأساتذة المتعاقدين الذين رفضوا العودة قبل تصحيح أجورهم بشكل يتلاءم والغلاء الفاحش على كافة الصعد؟؟؟ علامات استفهام كثيرة تطرحها مسألة العودة لكن داخل المنطقة التربوية ما من امكانية على الإجابة وحدها الادارة المركزية في بيروت معنية، لتبقى التساؤلات رهن المعلومات التي حصلنا عليها من قبل مصدر تربوي أشار الى أن امتحانات الدخول والاكمال لم تتم حتى الساعة بسبب الاضراب، ومع العودة لا يمكن اجراء الامتحانات الا وفقا لتوفر الكهرباء في كل مدرسة حيث ان الأمر يتطلب من كل ادارة تصوير أوراق المسابقات وتأمينها للطلاب، لكن هناك عدد من المدارس حددت يوم الاثنين موعدا لاجراء الامتحانات.
وأضاف المصدر طبعا هناك اقبال كبير على المدرسة الرسمية، لكن في نفس الوقت هناك سحب للطلاب من عدد كبير من هذه المدارس بسبب بعدها عن منازل الطلاب خاصة في المناطق الشعبية، وأشار المصدر الى أن الغالببة العظمى من أبناء منطقة التبانة تم سحبهم من المدارس البعيدة للتخفيف من كلفة المواصلات وهذه قضية جديدة تضاف الى مشاكل المدرسة الرسمية هذه السنة اذ لم تعد جودة التعليم هي الأساس انما المكان القريب بسبب الضائقة الاقتصادية.

وعن التسرب من المدارس الخاصة أشار المصدر الى إن الاقبال من المدارس الخاصة هذه السنة أخف بكثير من السنوات الماضية ربما بسبب الخوف من وضع المدرسة الرسمية والاضرابات التي ستترافق مع هذه السنة للمطالبة بحقوق الأساتذة ، حتى ان الاقبال على المدارس الخاصة الشبه مجانبة والتي لا تتعدى أقساطها المليون ليرة كبير جدا بالرغم من أن مستواها التعليمي متدني نوعا ما.
وعن اهتمام المنطقة التربوية يقول المصدر طبعا الحمل كبير ان لجهة الطلاب وان لجهة المناقلات الكثيرة بسبب بعد المدارس وعدم رغبة الأستاذ بتحمل الأكلاف الباهظة، لكن في كل الأحوال المنطقة تبذل جهدها في سبيل تأمين العودة السليمة، لكن السؤال المطروح ماذا بعد افتتاح المدارس وما هي المشاكل التي ستطالعنا مع هذه الفوضى العارمة في عملية نقل الطلاب وتسجيل طلاب جدد؟؟!! طبعا هناك مشاكل كبيرة ستعترضنا لاحقاً ونحن غير مجهزين لاستدراكها وايجاد الحلول لها في الوضع الراهن.

اذا، مع الانهيار الاقتصادي والغلاء الفاحش وعدم بحث موضوع زيادة الأجور إضافة الى جائحة الكورونا والتي لم تنته فصولها بعد مما يعني فرض الاجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي ضمن مدارس رسمية تضج بالمشاكل منذ سنوات طويلة، فان هذه العودة اليوم لن تكون آمنة أو سليمة والمخاوف أكبر في الأيام المقبلة من عدم الالتزام بارسال الطلاب ووصول الأساتذة في حال استمرت أسعار البنزين بالارتفاع.