بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 كانون الأول 2022 08:05ص المشهد البرلماني يتكرَّر: لا رئيس... الاصطفافات على حالها والموعد الخميس المقبل

بري: أنا أكثر الناس حرصاً على انتخاب رئيس.. وحبشي يردّ: القصة عندك

نصاب نيابي مكتمل قبل تـطييره نصاب نيابي مكتمل قبل تـطييره
حجم الخط
مجددا، لم يخرج الدخان الأبيض من البرلمان، وكما كان متوقعا، انتقلت الجلسة بعد تطيير نصابها القانوني، بالتزامن مع فرز الأوراق في الدورة الأولى، ليعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن رفع الجلسة الى الخميس المقبل، مؤكدا انه «أكثر الناس والنواب حرصا على انتخاب رئيس للجمهورية، أمس قبل اليوم، وهذا الأمر لا يوجه إليّ» ردا على مداخلة للنائب أنطوان حبشي شدّد فيها على «أهمية انتخاب رئيس للجمهورية»، مطالبا بري «كالمخول الوحيد عن إدارة المجلس، بإبقاء الجلسات مفتوحة، وعدم السماح بالتعطيل من قبل جزء من اقرب المقربين اليه».

وبإستثناء الإنقسام بين النواب المستمر، بين الجدوى من  الدعوة للحوار من عدمه والحديث عن رفع وتيرة الاتصالات في الأيام والساعات المقبلة، لم يسجل خرقا يذكر على محور الجلسة، إلا حضور النائبين فيصل كرامي وحيدر ناصر، اللذين لفت جلوسهما الى جانب كتلة الوفاء للمقاومة، وشاركا للمرة الأولى في التصويت، حيث صوّت كرامي بعبارة توافق، فيما وضع ناصر ورقة بيضاء، فيما بقيت الإصفافات على حالها، من أصل 111 مقترعا، صوت 37 لصالح النائب ميشال معوض (من قبل كتل القوات والكتائب واللقاء الديموقراطي وتجدد، مع إنضمام عدد من نواب التغيير الى التصويت) و52 ورقة بيضاء لنواب كتل «الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير وتكتل لبنان القوي والمردة، فيما اقترع أربعة منهم لعصام خليفة، وصبّ نواب الاعتدال الوطني لصالح لبنان الجديد بتسعة أصوات، مقابل حصول زياد بارود على صوتين أحدهما للنائب إلياس بو صعب، وصوت لأجل لبنان صوّت به النائب عبد الكريم كبارة، وصوت للمرشح للرئاسة بشارة بويونس، وأربع أوراق ملغاة حملت عبارات «ثوابت ومواقف، وتوافق، وبدري ضاهر ولولا دي سيلفا.
ولعل الجلسة التي حددها رئيس المجلس الأربعاء المقبل، للنظر في مطلب نيابي عبر عريضة موقعة من قبل 26 نائبا، بالادّعاء من عدمه في ملف الهدر العام في وزارة الاتصالات، بحق الوزراء السابقين: بطرس حرب وجمال الجراح ونقولا صحناوي، بين قبول الادّعاء وتشكيل لجنة تحقيق برلمانية تكون خاضعة للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، أو رفضه كليا أو جزئيا، ستظهر حقيقة الصورة السياسية، في المجلس، وتكون بمثابة الصورة المصغرة عن الواقع المأزوم، بغض النظر عن الناحية القانونية للموضوع.
وقائع الجلسة 
افتتح الرئيس بري الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس الجمهورية، وتليت، أسماء النواب المتغيّبين بعذر، وهم: نديم الجميل، حليمة قعقور، نعمة افرام، ابراهيم كنعان، علي عسيران، وفريد الخازن.
ثم تليت المواد المتعلقة بفوز النائبين فيصل كرامي وحيدر ناصر بعد الطعن في المجلس الدستوري وإعلانه فوزهما.
وتليت المواد الدستورية المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية ومواد النظام الداخلي للمجلس المتعلقة بجلسة الانتخاب. 
وتحدث النائب حبشي بالنظام، فأشار الى «الوضع اللبناني والمؤسسة الوحيدة الفاعلة هي مجلس النواب»، وقال: «انتهت ولاية الرئيس السابق»، ولفت الى «المادة 49 من الدستور واذا وضعنا اسما على غير مسمى يصبح هناك رئيس».
وسأل «إذا 75 انتخبوا سلفادور الندي هل سيكون هناك رئيسا، وإذا وضعنا أوراقا بيضاء هل يبطل الفراغ»، وأشار ان التعطيل ليس حقا مكتسبا، وأوضح ان «الممارسة الحاصلة تضع مجلس النواب خارج دوره، ونرى كيف تتعطل جلسات الانتخاب».
وتوجه الى الرئيس بري: «بكل احترام هذه مسؤولية المخول بإدارة المجلس، والقصة عندك دولة الرئيس، وجزء من المعطلين هم أقرب المقربين إليك». 
الرئيس بري: «أنا أكثر الناس حرصا على انتخاب الرئيس، أمس قبل اليوم، وهذا الامر لا يوجه إليّ».
وتوقف حبشي عند «تطبيق الدستور بروحيته، وطالب بالابقاء على الجلسات مفتوحة الى حين انتخاب رئيس».
وقال النائب ملحم خلف: «تليت المواد ذات الصلة في الجلسة السابقة، أشار (النائب الياس) بو صعب الى المادة 12، ولكي لا يكون هناك تعارض بين المادتين 12 و49، اقترح الغاء تلاوة المادة 12». بعدها بوشر توزيع أوراق والاقتراع.
فرز الأوراق
ثم بدأ فرز الأوراق وبلغت الاصوات 111، وجاءت النتائج كالتالي: 52 ورقة بيضاء، ميشال معوض 37 صوتا، عصام خليفة 4 أصوات، «لبنان الجديد» 9، «لأجل لبنان» صوت واحد(1)، بشارة أبي يونس صوت (1)، بدري ضاهر صوت(1)، وزياد بارود صوتان (2). 
ثم رفع الرئيس بري الجلسة وارجأها الى الخميس المقبل 8 كانون الأول الحالي. وتلي محضر الجلسة.
المواقف خارج القاعة بعد الجلسة
وبعد الجلسة، قال نائب الرئيس إلياس بو صعب: «يجب الوصول الى توافق. لا أحد من الأفرقاء يتفق مع أحد، وهناك مرشح تتراجع أصواته وورقة بيضاء زادت اصواتها، وهناك تنوع اليوم. نحن في لبنان ننتخب الرئيس دائما بطريقة تقليدية. عندما اطالب بتعديل دستوري ليس معنى ذلك انني ضد الطائف، واذا اكتشفنا ان في الدستور ثغرات، فهذه الثغرات أدّت، بعد خروج الجيش السوري من لبنان، الى فراغ وراء فراغ. إذا رئيس الجمهورية لا يريد ان يدعو الى استشارات نيابية لتسمية رئيس للحكومة، يستطيع الا يدعو لأن الدستور لا يجبره (بمهلة محددة)، وكذلك رئيس الحكومة اذا كلف يأخذ وقتا، واذا طالبنا بتعديلات كهذه ليس معنى ذلك اننا ننسف الطائف. لقد صوتت لزياد بارود والورقة البيضاء معناها كأننا ندور في فنجان. زميلنا ميشال معوض واضح ان ليس لديها أفق».
وعن انعقاد جلسة لمجلس الوزراء، قال: «لست مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء ولا حتى رئيس الحكومة في وارد الدعوة الى جلسة لتجتمع الحكومة وكأن شيئا لم يكن، في السابق كان هناك غياب (شغور) في رئاسة الجمهورية، ولم تكن الحكومة مستقيلة. نحن في ظرف يجب الضغط فيه لانتخاب رئيس للجمهورية لا ان نتعامل مع الحكومة وندعها تكمل عملها كالمعتاد في غياب رئيس للجمهورية». 
كرامي
وقال النائب فيصل كرامي: «في الجلسات السابقة، اراقب مثلي مثل كل المواطنين ما يجري في مجلس النواب، وأتيت اليوم لأشارك في هذه الجلسة الدستورية من اجل انتخاب رئيس للجمهورية. وكلي أمل أن نصل الى انتظام العمل الدستوري عبر انتخاب رئيس الجمهورية. ولكن ما شهدته اليوم هو عود على بدء: الأسلوب نفسه والاشخاص أنفسهم يعطون النتائج نفسها، لذلك نحن صوّتنا مع التوافق لان دستورنا وروحه ينصان على 86 صوتا للتوافق».
وردا على سؤال قال: «الورقة البيضاء هي لفتح مجال الحوار مع الاخرين. كلمة التوافق تصب في المعنى نفسه، وهناك تشديد على الامر الذي دعا اليه الرئيس بري وهو الحوار للخروج من هذه الازمة، حتى هذه اللحظة، هناك فريق يقول انا مع التحدي ومع اسم، وهناك فريق آخر يقول إن أبوابه مفتوحة للجميع، لذلك خرجت لأقول نعم للتوافق».
وتابع: «لا أريد أن أحرق الأسماء، عندما نحكي بالتوافق يعني سنحكي مع  جميع الأطراف، وإن شاء الله نصل الى اسم يرضي الجميع. قلت هدفي إيصال مرشح وليس حرق أسماء، سليمان فرنجية هو أعزّ الناس عليَ وأكرمهم ولن نتاجر باسمه ونحرقه».
وعن النائب ميشال معوض، قال: «الرجل لم يتكلم معنا وطروحاته هي طروحات تحدّ».
وأعلن النائب الجديد حيدر ناصر:انني  «لم أتواصل بعد مع ميشال معوّض وتربطنا بعائلته علاقة جيّدة ولكن لم اجتمع بعد به بل فقط اتصال تهنئة ولا مشكلة بيننا».
بو عاصي
من جهته، أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي أنهم تمنوا على رئيس مجلس النواب نبيه بري ان تبقى الجلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس، مشدّداً على ان من المعيب أن تصوّت مجموعة من النواب بورقة بيضاء وتتهرب من تحمل مسؤوليتها كما في كل ديمقراطيات العالم عبر تسمية مرشح. وقال بعد الجلسة، «مرشّحنا هو النائب ميشال معوّض والمشكلة عند الفريق الآخر الذي يأخذ رئاسة الجمهورية رهينة ويغتال الثقافة الديمقراطية التي لطالما تميّز بها لبنان.
وقال النائب إبراهيم منيمنة: «هناك مرحلة مراوحة كاملة واستمرار للجلسات السابقة، والمؤسف اليوم الاستمرار في التعطيل، واعتقد ان هناك حدا ادنى وخصوصا في ما نراه من فيضانات المياه في الشوارع وغيرها من الامور، فهذا أداء جهنمي في التعطيل».
نواب التغيير
ورأى النائب مارك ضو أنّ «التأخير بانتخاب رئيس للجمهورية يؤدي الى إفقار الشعب اللبناني أيضا وحتى بعض النواب لا يتابع الفرز وهذا يدل على شخص غير مسؤول ونحن متمسكون برامي فنج فحيدر ناصر غادر الجلسة بالرغم من انه حضر لأول مرة».
وأشارت النائب نجاة صليبا، إلى أننا «صوّتنا لميشال معوّض لأنّ من واجبنا انتخاب الشخص الأنسب». 
ورأى النائب ميشال دويهي أن «سلوكيّات أحزاب السلطة مؤسفة ومن غير المقبول الاقتراع بورقة بيضاء في ظلّ الإنهيار الكامل في البلد».
بدوره، اعتبر النائب كميل شمعون أن «جلسة ثامنة و»متل العادة يا سعادة» لا التزام من المجلس لانتخاب رئيس جمهورية». 
قبيل الجلسة
وفي السياق، أكد النائب جورج عقيص «اننا متمسكون بترشيح معوض وثابتون في مواقفنا والجديد يجب أن يأتي من الفريق الآخر الذي يرهن مصير الشعب اللبناني للوصول الى تسوية والكرة ليست في ملعبنا». 
وأشار النائب غياث يزبك الى «أننا نتوقّع ألا تحصل أيّ انفراجات وما زلنا ننتظر الوحي الديمقراطي أن ينزل على رؤوس النواب الذين يُصوّتون بورقة بيضاء». 
واعتبر النائب جيمي جبور ان «الاسم لن يكون وليد قرار من التيار وحده بل اتفاق بين السلطة السياسية وخيارنا المر حاليا الورقة البيضاء الى حين وجود اسم جدي فخيار طرح بارود او غيره لم نلجأ اليه لأن الحرق واللعب بالاسماء غير مطلوب في هذه المرحلة»، مطالبا بـ«التباحث على اسم لرئيس جمهورية وله صفة تمثيلية معطاة له وصلاحيات دستورية والتنسيق والتواصل مع حزب الله موجود ولو هناك اختلاف بوجهات النظر». 
وقال النائب رازي الحاج: «نحن أسياد أنفسنا ويمكننا انتخاب رئيس وفق الدستور ولا يجب انتظار الخارج فهذا الأصول وهذا الدستور «حرام نحنا وحرام الناس». مضيفاً: «من الواضح أن الفريق الآخر ينتظر كلمة السر من الخارج لانتخاب رئيس». 
بدوره، أشار النائب سجيع عطية الى ان «تكتل «الاعتدال الوطني» سيصوّت بـ»لبنان الجديد» لكن الأسبوع المقبل سيكون لنا موقف آخر إذا لم يجدّ أي شيء بالمشاورات الثنائية التي يقوم بها الرئيس برّي». مضيفا: «نحاول توسيع المساحة الوسطية بين أكبر عدد ممكن من النواب وبالقانون والمنطق لا يمكن أن يأتي رئيس إلا بالتوافق». 
ولفت النائب عبدالرحمن البزري الى ان «الأهمّ أن يكون الرئيس المنتخب ضامنا للجميع لكن لديه قناعة جدية بالتغيير ويجب أن يكون لدينا ورقة داخلية موحّدة. فلنسقّط الخطاب الشعبوي والتحريري ونعتبر أن الانتخابات أصبحت وراءنا ولنضع شعاراً واحداً وهو لبنان أولاً». 
أما النائب سليم عون فاعتبر ان «لا جديد يُحكى ونحن نكرّر أنفسنا ونقلّل من قيمة الإستحقاق ولا بدّ من الخروج من هذه المشهديّة ولا مسعى جدّياً منذ اللحظة الأولى ونحاول في الوقت الضائع تأمين الظّروف ولدينا أمل بالنجاح». 
وقال النائب بلال عبدالله: «نحن مع استمرار جلسات الانتخاب إلى حين انتخاب رئيس وهناك رهانات على الخارج في انتظار إشارات معيّنة. 
وبدوره، اعتبر النائب قاسم هاشم  اننا : نحتاج إلى تضافر كلّ الجهود والتفاف الجميع حول الرئيس المنتظر من أجل البدء بمسيرة الإنقاذ». كما أشارر الى «أننا نحتاج إلى تضافر كلّ الجهود والتفاف الجميع حول الرئيس المنتظر من أجل البدء بمسيرة الإنقاذ». 
وأكد النائب ابراهيم الموسوي ان «لا يملك أحد غالبية تستطيع أن تأتي برئيس ولذلك يجب أن تكون هناك مساحة تقاطع وتوافق على مرشّح يحظى بتوافق من الجميع». 
من جانبه، قال النائب أسامة سعد: «ما يحصل تكرار للجلسات السابقة وتأثير الدولار الجمركي على الأوضاع المعيشيّة هو اهتمام اللبنانيين حالياً». 
الى ذلك، أوضح النائب الياس حنكش ان «المسرحيّة مستمرّة اليوم والفريق الآخر يُخبّئ خلافاته الداخليّة بورقة بيضاء وتطيير النصاب يُكلّف البلد يوميًّا وانتخاب الرئيس لا يكون بالتوافق بل بالانتخاب والتفاهم المبني على باطل أوصل البلاد إلى ما هي عليه».
كما اعتبر النائب ملحم خلف ان «المسؤولية تفرض علينا ان نكون داخل المجلس النيابي ونحن ضد التسوية بل مع التوافق على المعايير».
وقال النائب نبيل بدر: «الاصطفافات لا تزال نفسها واعتقد ان المشهد سيعاد نفسه».
وعلق  النائب كريم كبارة على الجلسات وقال: «مل اللبنانيون السيناريو نفسه، فيما استمرار الاصطفاف خلف المتاريس السياسية لن يؤدي لإنتخاب رئيس».