بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 شباط 2021 02:31م باسيل «يتلقّف» رسائل حزب الله.. ويقلّل من «مسيحية» الخصوم

حجم الخط
خصّص رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ساعة «عالبكلة» للرد على رسائل الخصوم، وما تبقى من حلفاء. مع «رشة مبادرات»، ورمي كرة «التينيس» مجددًا الى بيت الوسط، مرورًا بعين التينة والمختارة.

الشق الأكبر كان من النصيب الرئيس سعد الحريري، إذ أكمل باسيل ما بدأه مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي من قصر بعبدا، من تركيز على «تمنين» الحريري بوقف العد، لينطلق منها نحو تأكيد جديد على زهده بجنة الحكومة العتيدة، طالبًا وزيرًا مسيحيًا اضافيًا ولو سموه المردة. خطوة «عونية» الى الوراء، تضاف الى «واقعية» القبول بسعد الحريري رئيسًا، كون الأخير لن يعتذر وسيشكّل، كما أكد في خطاب الأحد الفائت.

نغمة «وحدة المعايير» لم تغب عن الخطاب، معتبرًا أن الحريري قبل تسميات الجميع إلا الرئيس عون، علمًا أن وزارة المالية التي كانت «بطلة التعطيل» أيام تكليف السفير مصطفى أديب، سمى لها الحريري شخصية غير مقرّبة من الرئيس نبيه بري، ولا يربطها أي علاقة بالثنائي أمل وحزب الله. وعلمًا أن الوزير الدرزي ليس «على خاطر» النائب السابق وليد جنبلاط.

تجاهل باسيل التحالف مع الجميع، إلا حزب الله، منصفًا إياه، وكأنه يقول: وصلت الرسالة، والرسالة كانت بصوت الأمين العام حسن نصرالله، وترجمها المحلّل السياسي والصحافي حبيب فياض الذي ذكّر أمس أنّه لم يعد لدى التيار الوطني حليف اليوم سوى حزب الله، وإذا فكّ تحالفه مع الحزب سيبقى وحيداً.

هذه الوحدة يستشعرها باسيل، خصوصًا بكلامه عن خصومه المسيحيين، بالقول: «ولا مرّة بيوقفوا معنا بمعركة الحقوق وبيتمسخروا عليها بالإعلام. بيتركونا وحدنا»، مذكرًا القوات بأنهم طالبوا بحصص ليقبلوا بعون رئيسًا، علمًا أن هذا الإعتراف يثبت مبدأ المحاصصة التي نفاها باسيل عنه غير مرة.

وبعدما أفرغ كل ما في قلبه على الجميع، نكرّر إلا حزب الله، أطلق مبادرة تنص على «الدفع سلف» أي قبل الإفراج عن التشكيل بأسبوع كما ألمح، على الرغم من قوله أن هذه المبادرة تخص التيار لا الرئيس، خصالها: 
1–اقرار قانون الكابيتول كونترول
2–اقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة والمحوّلة
3–اقرار قانون كشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة

وهنا يتوجه للرئيس نبيه بري، كونها قوانين تقر في المجلس النيابي وتحتاج لقرار منه أقله للدعوة الى الجلسات.

أول غيث الردود أتى من «المستقبل» الذي اعتبر أن المواقف التي استمع اليها اللبنانيون حول الحكومة والدستور والمعايير لا تحمل جديداً ولا تفتح ثغرة في جدار العرقلة، وهنا يرد المستقبل مصطلح «لا جديد» مجددًا الى بعبدا التي انطلق من دوائرها.

باختصار.. تستمر حفلة الردود، المحلاة بمبادرات، سواء من باسيل أو نصرالله، كي يقال أنهم طرف يبادر لا يعرقل، ولكن ترحيل باسيل للعوامل الخارجية المعرقلة لفرصة اخرى يعني أنه لا يملك مفتاح حلّها، أو لا يحبّذ ذكر أصحاب المفتاح. ويمكن القول أن كل ما بادر اليه اليوم هو لتثبيت وجوده داخليًا لا أكثر.

وكلام نصرالله القائم على مبدأ «ضربة عالحافر ضربة عالمسمار» يعني أنه يقول للداخل استمروا بالمناكفة لحين وصول الإشارة، على غرار ما حصل مع الرئيس تمام سلام في فترة تشكيل حكومته، ففكرة أن المشكلة من «عندياتنا» فقط، ليست من شيم لبنان تاريخيًا، وكلنا يعلم ذلك.