بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيلول 2017 12:20م بري يُطلِق الماكينات للإنتخابات النيابية

حجم الخط

أعطى رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إشارة انطلاق محرّكات الماكينات استعداداً للانتخابات النيابية المقرّر إجراؤها في أيار 2018.

واختار رئيس المجلس النيابي، إمضاء عطلة عيد الأضحى المبارك في دارته بالمصيلح – قضاء صيدا، للمرّة الأولى منذ فترة، حيث اقتصرت لقاءاته خلالها على العائلية والأصدقاء المقرّبين والدائرة «الحركية» الضيّقة.
هذه الاستراحة كان الرئيس بري بحاجة إليها بعد الجلسات المكثّفة التي شهدها المجلس النيابي، واللقاءات السياسية متعدّدة الجوانب، خاصة في ظل التطوّرات الحالية والمرحلة التي يترقّبها لبنان والمنطقة، وهو ما رسمه رئيس المجلس بـ«خارطة الطريق» خلال مهرجان إحياء الذكرى الـ39 لتغييب الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمّد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في بيروت.
لا يمكن لأحد أنْ يجزم بماذا يفكّر الرئيس برّي، أو بما يحمله في جعبته من مفاجآت، لكن مَنْ خبره في إدارة الأمور بدقة، والمحافظة على السلطة التشريعية، خاصة في فترة الشغور الرئاسي، يدرك من خلال إصراره على عدم السماح بتأجيل أو إرجاء الانتخابات النيابية – التي حدّد موعد إجراؤها في أيّار المقبل بعد تمديدين للمجلس العتيد – ولا حتى بتغيير القانون الذي جرى إقراره في المجلس النيابي، أنّه يريد من ذلك الحفاظ على البلد، لأنّه كرّر أكثر من مرّة أنّ «أي تأجيل للانتخابات النيابية يعني أنّ البلد طار».
وتابع الرئيس بري الملفات المتعلّقة بهذا الاستحقاق وتظهير صورة التحالفات مع بداية حسم بعض الترشيحات وخوضها في دوائر الجنوب الثلاث التي سيعلن عن تشكيلها، سواء في دائرة صيدا (الزهراني) وصور، أو الدائرة التي تضم أقضية: النبطية، بنت جبيل ومرجعيون – حاصبيا، ومَنْ سيدعم في دائرة صيدا – جزّين، إذا لم تثمر الاتصالات عن تشكيل لائحة توافقية.

دائرة صيدا – جزين
{ دائرة صيدا – جزين: تتمثّل بـ5 نوّاب (سنيان ومارونيان وكاثوليكي) وقد كلّف الرئيس برّي، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم ومدير عام «مجلس الجنوب» المهندس هاشم حيدر برئاسة مكينتها الانتخابية، وسيدعم ترشيح إبراهيم عازار (نجل صديقه الراحل النائب سمير عازار) عن أحد المقعدين المارونيين في جزّين، وإذا لم يتم التوافق بأنْ يجري ترشيحه إلى اللائحة التي سيشّكلها «التيار الوطني الحر»، فسيتم تشكيل لائحة مع حلفاء له.
محاولة التوصّل إلى لائحة توافقية، يقوم بها بعض الوسطاء، لكنها تصطدم بعواقب عدّة، في مقدّمها إصرار «التيار الوطني» على عدم التنازل أو التفريط بأي من المقاعد المسيحية الثلاثة في القضاء.
وأيضاً إنّ إمكانيات فوز عازار بمقعد نيابي متوافرة أكثر من أي وقت مضى، والرئيس برّي يسعى جاهداً ليكتمل نسيج كتلته بمشاركة نائب ماروني، لذلك سيُصار إلى بلورة تحالف يدعمه مع أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد (عن أحد المقعدين السنيين في صيدا)، ويضم إليه مرشح أو أكثر أيضاً من قضاء جزين.
وهنا يبرز دور الكتلة الشيعية الناخبة في جزّين التي تبلغ أكثر من (12000 صوت من أصل 58349)، وفي صيدا التي تصل إلى (5500 صوت من أصل 60610)، وهو ما يمكن أنْ يساهم بالصوت التفضيلي للمرشّحين المدعومين من رئيس المجلس النيابي.
دائرة صيدا – صور
{ في دائرة صيدا (الزهراني) وصور: التي تتمثّل بـ7 نوّاب (6 شيعة وكاثوليكي)، فقد كلّف في قضاء صيدا عضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل» خليل حمدان رئاسة الماكينة الانتخابية.
أما في قضاء صور فأوكلت رئاستها إلى مدير عام «إدارة مصلحة التبغ والتنباك» المهندس ناصيف سقلاوي.
– في قضاء صيدا لن يطرأ أي تغيير بالنسبة للنوّاب الثلاثة في القضاء: الرئيس برّي والنائب علي عسيران (للمقعدين الشيعيين) والنائب الدكتور ميشال موسى (للمقعد الكاثوليكي).
– أما في قضاء صور الذي يتمثّل بـ4 نوّاب شيعة، هم: علي خريس وعبد المجيد صالح حركة «أمل» والوزير محمّد فنيش ونواف الموسوي «حزب الله»، يبدو أنّ تغييراً طفيفاً سيطرأ مع الحديث عن احتمال ترشيح وزيرة التنمية الإدارية عناية عز الدين ابنة بلدة شحور (عن حصة حركة «أمل»)، بما يضمن أيضاً ما أعلنه الرئيس برّي عن اعتماد «الكوتا» النسائية.
دائرة النبطية وبنت جبيل
ومرجعيون – حاصبيا
{ في الدائرة التي تضم أقضية: النبطية، بنت جبيل ومرجعيون – حاصبيا وتتمثّل بـ11 نائباً (8 شيعة و1 لكل من السنة والدروز والروم الأرثوذكس)، يمكن رسم الصورة وفق الآتي:
– في قضاء النبطية الذي يتمثّل بـ3 نواب شيعة، أوكلت رئاسة الماكينة الانتخابية إلى النائب هاني قبيسي، ومن الثوابت رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد وعضو «كتلة التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر، فيما سيتم اختيار مرشّح بدلاً من النائب عبد اللطيف الزين (أعرق النوّاب في العالم والذي يشغل هذا المركز منذ انتخابات العام 1962 خلفاً لوالده الراحل النائب يوسف الزين)، حيث تطالب العائلة بترشيح سعد الزين، فيما هناك توجّه لأنْ ترشّح حركة «أمل» أحد أعضائها لهذا المقعد ونقل ترشيح النائب قبيسي من بيروت إلى النبطية، على أن يتم ترشيح آخر في «دائرة بيروت»، أو تركه لمرشّح يسميه «حزب الله» مقابل أنْ تسمّي الحركة مرشّحاً بديلاً في دائرة بعبدا، مكان النائب الدكتور بلال فرحات، ويبرز إسم مسؤول الإعلام المركزي للحركة الدكتور طلال حاطوم.
– في قضاء بنت جبيل الذي يتمثّل بـ3 نوّاب شيعة، فقد كلّف برئاسة الماكينة الانتخابية النائب الدكتور أيوب حميد، ولا يبدو أنّ حركة «أمل» أو «حزب الله» في وارد تغيير النوّاب الثلاثة: حميد وعلي بزي وحسن فضل الله.
– في مرجعيون – حاصبيا، اللذين يتمثّلان بـ5 نوّاب (شيعيان و1 لكل من السُنّة والدروز والروم الأرثوذكس)، فقد أوكلت رئاسة الماكينة الانتخابية إلى وزير المالية علي حسن خليل.
في هذه الدائرة هناك معضلة رئيسية بحاجة إلى دقة وعناية في توزيع أصوات الناخبين، حيث الثقل الأساسي للأصوات هو للشيعة البالغ (84500 صوت)، ثم السُنّة (27000 صوت) والمسيحيين (23050 صوت) والدروز (16200 صوت)، لكن في ظل حصرية اختيار الصوت التفضيلي، يُخشى أنْ تحدث خروقات، إذا ما جرى تكتل في لائحة مضادة، في ظل وجود تأثير لناخبي «تيار المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» بالنسبة للصوت السنّي، والنائب وليد جنبلاط والوزير طلال أرسلان للصوت الدرزي، مع التمسّك بالنوّاب الخمسة الحاليين: الوزير حسن خليل «أمل» والدكتور علي فياض «حزب الله» (للمعقدين الشيعيين)، الدكتور قاسم هاشم (للمقعد السنّي)، أنور الخليل (للمقعد الدرزي) وأسعد حردان (للمقعد الأرثوذكسي).
دوائر بيروت والبقاع
– وفي بيروت، أوكلت رئاسة الماكينة الانتخابية لعضو المكتب السياسي لحركة «أمل» الدكتور محمد خواجة.
– وفي الضاحية الجنوبية، يتولّى رئاسة الماكينة الانتخابية عضو المكتب السياسي للحركة مفيد الخليل.
– وفي البقاع الغربي، أوكلت رئاسة الماكينة الانتخابية إلى رئيس «مجلس الجنوب» الدكتور قبلان قبلان، حيث هناك مقعد شيعي يشغله حالياً النائب أمين وهبي (عضو «كتلة المستقبل النيابية»)، وسترشّح الحركة عن المقعد الشيعي تحالفياً مع رئيس «حزب الاتحاد» الوزير السابق عبد الرحيم مراد.
– وفي دائرة بعلبك، حيث تتمثّل الحركة بوزير الزراعة غازي زعيتر، فسيُعاد ترشيحه للمقعد ذاته، ويتولّى رئاسة الماكينة الانتخابية المسؤول التنظيم للحركة في البقاع مصطفى الفوعاني.
– دائرة زحلة، حيث يوجد مقعد شيعي يشغله حالياً النائب عقاب صقر (عضو «كتلة المستقبل النيابية»)، سترشح الحركة من يمثلها، وأوكلت رئاسة الماكينة الانتخابية إلى نائب رئيس الحركة مدير عام وزارة المغتربين هيثم جمعة.
أُتيح للرئيس برّي أنْ يشارك العائلة الاحتفال بعيد ميلاد حفيدته، وأنْ يتمشّى في حديقة دارته بعد غياب فترة طويلة، وسط هواء نقي، وأنْ يسرح بناظريه نحو البحر، ويشاهد اخضراراً وصولاً إلى الزهراني وصيدا، وشرقاً نحو إقليم التفاح والبلدات المسيحية.
لكن الحسم النهائي يحتاج إلى أنْ يرابط «أبو مصطفى» في الجنوب، لحث الناخبين على الاقتراع في ظل وجود خشية من تدني المشاركة في بعض الأقضية، ومنها قضاء صيدا، الذي يعتبر معقله، احتجاجاً على ضمّ القضاء إلى صور وسلخه عن عمقه الطبيعي صيدا وجزّين.