بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 حزيران 2019 02:33م بوصعب زار الشعار: التحقيقات ستظهر ضلوع مجموعات إرهابية

حجم الخط
حتى الساعة فانه لا يمكن التأكيد على أن مدينة طرابلس قد استعادت "الحياة" بشكل طبيعي بعد الجريمة النكراء التي عصفت بها عشية عيد الفطر السعيد، حيث قام ارهابي لا يمت للانسانية بصلة باطلاق النار على القوى الأمنية والجيش اللبناني فأودى بحياة 4 شهداء فضلاً عن تعكير صفو المدينة والتي لم تنس بعد جولاتها القتالية، ولم تنهض كما يجب، فاذا بالحادثة الأمنية التي لم تتجاوز الثلاث ساعات تعيد مدينة طرابلس الى ذكرى أحداث الجبل والتبانة فكيف الخلاص؟؟؟

مدينة طرابلس وعلى أثر المأساة الأليمة عادت لتستقطب اهتمام المعنيين بدءاً من رئيس الجمهورية اللبنانية وصولاً الى الوزراء المعنيين والقادة الأمنيين، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء القاء المدينة لسنوات في غياهب النسيان ولا يعود "لصوتها الصدى المسموع" سوى في زمن الانتخابات والحوادث المؤلمة؟؟؟ وكأنه كتب عليها "معاناة لا تنتهي فصولها" وتحويلها الى صندوق بريد كلما كان هناك قضية أو قضايا مطروحة على صعيد الوطن فتنال طرابلس قسطها الوفير من الظلم اللاحق بها وبشعبها.

وخلال جولة له على مدينة طرابلس أكد وزير الدفاع الياس بوصعب على أن تسمية "الذئب المنفرد" ليست ثابتة كون هناك الكثير من الموقوفين في هذا القضية والتحقيق الذي ستظهر نتائجه لاحقاً سيشير الى ان "الارهابي مبسوط" لم ينفذ عمليته منفرداً، وهذا ما يدحض المعلومات التي تحدثت عنها وزيرة الداخلية ريا الحسن والتي أكدت خلال زيارة لها الى مدينة طرابلس أن الحادثة عمل ارهابي نفذت من قبل شخص منفرد موتور عصبياً وقد انتهت مفاعيلها!!!!

تجدر الاشارة الى ان الوزير بوصعب يقوم بجولة تفقدية على المعابر الغير شرعية شمالاً وجنوباً كونها تساهم الى حد بعيد في خلق الأجواء المتورتة أمنياً بسبب الدخول الغير شرعي للمقاتلين، ومن ضمن الزيارة لبى الوزير بوصعب دعوة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار الى زيارة دار الافتاء حيث كان في استقباله الى جانب المفتي الشعار أمين الفتوى الشيخ محمد امام، رئيس دائرة الأوقاف عبد الرزاق اسلامبولي،رئيسي بلدية طرابلس والميناء أحمد قمر الدين وعبد القادر علم الدين، أحمد الصفدي ممثلاً النائب السابق محمد الصفدي، رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، والمطارنة الأرشمنديت كاسيانوس عيناتي وبرثانيوس أبي حيدر،

فضلاً عن مشايخ وفعاليات في ظل غياب كامل لأي حضور نيابي أو حتى ممثلين عن نواب المدينة باستثناء النائب محمد كبارة والذي اعتذر لدواعي صحية.

المفتي الشعار

المفتي الشعار قال خلال استقباله الوزير بوصعب:" نرحب بالوزير بوصعب في مدينته وفي بيته دار الفتوى مع هذه الكوكبة الكريمة من فعاليات المدينة، وكنا نتمنى أن تكون فسحة اللقاء أكبر ليعبر الجميع عن سعادتهم ومحبتهم واحترامهم، نرحب بالوزير في زيارته التفقدية لطرابلس بعد الحادثة المأساة التي وقعت ليلة عيد الفطر المبارك والتي نأمل أن تكون نهاية المطاف والأحزان، وأن لا يكون لها جذورها وخلفياتها وأن تستعيد المدينة عافيتها بأسرع وقت ممكن، زيارة الوزير اليوم الى مدينة طرابلس تكتسب أهمية كبيرة كونها تشير الى اهتمام الدولة وتوجيهات فخامة الرئيس العماد ميشال عون بغية عودة الأجواء الى ما كانت عليه قبل عيد الفطر".

وتابع المفتي الشعار:" أقول لجميع اللبنانيين والمسؤولين وعلى رأسهم فخامة الرئيس أن من حق الجميع الافتخار بالجيش اللبناني وبالأمن وبكل المؤسسات العسكرية والتي استطاعت القضاء على دابر الفتنة خلال ثلاث ساعات أو أقل، وقد كان من الممكن أن تستمر يومين أو ثلاثة مما قد يقضي على المدينة بالكامل، لكن الاستبسال والتضحية وسقوط 4 شهداء كانت نتيجتهم "اعادة الحياة لطرابلس"، من حقنا أن نفتخر بالجيش وقوى الأمن الداخلي والمؤسسة العسكرية فألف تحية لكل الضباط وأركان الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي".

الوزير بوصعب

من جهته الوزير بو صعب قال:" لقد اعتدنا عليكم سماحة المفتي رجل وطني منفتح، وزيارتنا اليوم لهدفين: الهدف الأول التوجه من خلالكم الى أبناء هذه المدينة العزيزة، أما الهدف الثاني فالتوجه لشخصكم الكريم الذي نقدره ونجله والذي بدأ فيما بيننا منذ أن كنت وزيراً للتربية، ففي الظروف الصعبة نتطلع الى أصحاب المواقف الوطنية وأنتم أهل لها، من هنا ومن دار الافتاء نقول "ليس للارهاب دين" والاسلام هو دين المحبة والتسامح، الارهابي قد يكون لديه انتماءات مختلفة، هذه حالات شاذة يرفضها الدين الاسلامي الحقيقي ونرفضها نحن كما كل العالم، هي أفكار خطرة على المجتمعات الاسلامية والمسيحية، ومثلما قلتم لم يفرض علينا في لبنان أن نعيش اسلام- مسيحية بل اننا اخترنا ذلك".

وأضاف الوزير بوصعب:" القوى الأمنية دفعت أثماناً باهظة في طرابلس، كما الجيش اللبناني، بيد ان هذه المدينة غالية علينا كثيراً، والرئيس عون دعا لاجتماع فوري في قصر بعبدا، حضره الوزراء وقادة الأجهزة المعنية وكانت التوجيهات الصارمة في سبيل ملاحقة

الموضوع كي لا تعود طرابلس الى سابق عهدها زمن الجولات القتالية لا سمح الله، لكن طرابلس ليست مدينة حاضنة للارهاب بل ترفضه، والتحقيقات ستكمل في هذا الاتجاه وستظهر الحقائق".

وتابع:" من دار الافتاء نؤكد على المواقف الوطنية وعلى تمسكنا الشديد بكل ما من شأنه أن يصب في مصلحة المدينة، كي يعود الأمن والاستقرار أولوية، كما وألفت الى ان قضية المحاكمات البطيئة في ملف الموقوفين الاسلاميين سيكون له اهتماماً خاصاً من قبلنا وسنرى كيف يمكن انهاء هذا الملف، هناك بعض الملفات التي أحيلت الى المجلس العدلي وسيكون لنا تدخلات بغية اسراعها".

وختم الوزير بوصعب مشيراً الى انه لا بد "من التفريق بين الارهابي والمتدين، فللمتدين كل الحق انما الارهابي عليه أن يدفع الثمن كونه خارج عن القانون، وسنعمل أن لا يحل الظلم على أحد من المتهمين الأبرياء، نأمل أن نضع يدنا بيد الجميع لنتعاون في سبيل الأمن المنشود، وأنا أؤكد على أن التعاون بيني وبين وزيرة الداخلية قائم بشكل كبير ونتائجه الايجابية ستظهر في الأيام المقبلة".

*ورداً على أسئلة الصحافيين حول التجاذبات السياسية القائمة يقول الوزير بوصعب:" حينما نريد الكلام بمنطق وطني لا بد من التعالي على كل السجالات السياسية خلال الأزمات، وأزمتنا كبيرة وأكبر بكثير من التركيز على أمور صغيرة أقله بالنسبة لي، علينا اليوم التركيز على التضامن الموجود للخروج من هذه الأزمة".

وعن توصيف الجريمة الارهابية واطلاق "الذئب المنفرد عليها من قبل وزارة الداخلية يقول الوزير بوصعب:" لا أريد أن أكون في موقع الرد على وزارة الداخلية، هو توصيف تقني ففي كل العالم من ينفذ جريمة بشكل منفرد يلقب بالذئب المنفرد لكن هذا لا يعني ان الارهابي الذي نفذ عمليته في طرابلس لم يكن له تواصلاً مع آخرين والدليل أن هناك موقوفين في هذه القضية والأجهزة الأمنية تقوم بمهامها والتحقيق سيثبت ذلك ويساعدنا على كيفية التصدي لمثل هذه الأمور مستقبلاً".

 وفور الانتهاء من زيارة دار الفتوى توجه الوزير بوصعب الى المستشفى الاسلامي الخاص لزيارة الشاب الفلسطيني صابر مراد والذي صودف وجوده مكان الحادثة وقام بمطاردة الارهابي لاعاقة تحركه بيد انه ما لبث أن أطلق النار عليه فأصابه في الرأس والظهر اصابات بليغة نقل على أثرها الى المستشفى لتلقي العلاج.