بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آب 2022 05:56م جعجع يرفع سقف المواجهة في الاستحقاق الرئاسي : الفراغ الناخب الأكبر

حجم الخط
إلى جانب العديد من الملفات التي ترخي بثقلها على الساحة الداخلية، فإن ملف الاستحقاق الرئاسي يتصدر الواجهة، قبل ما يقارب الأسبوعين من بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأول من أيلول المقبل. وقد بدا لافتاً أن هذا الاستحقاق بدأ يشكل محور حراك سياسي على قدر كبير من السخونة، في ضوء التحضيرات من جانب القوى السياسية والمكونات النيابية، حيث برز في هذا الإطار، كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اليوم، والذي استبق اجتماع نواب المعارضة، غداً، حيث أضاء على جوانب هامة من هذا الملف، من خلال رفع السقف عالياً في ما يتصل بشخصية رئيس الجمهورية العتيد، وأهمية أن يكون الرئيس الجديد قادراً على تحدي "حزب الله" ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل . والأهم من كل ذلك أن جعجع رفض الرئيس التوافق، ما يعني أنه أخذ قراره بالمواجهة مع الفريق الآخر الذي بطبيعة الحال، سيعمد هو الآخر إلى التمسك بخياره الرئاسي، ما يشير إلى أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التصعيد، الأمر الذي يفتح الأبواب على مصراعيها أمام الفراغ الذي بدأ يطرق الأبواب .



ويتوقع أن تتكثف المشاورات في الأيام المقبلة بين قوى المعارضة، على وقع التداعيات التي ستخلفها مواقف رئيس "القوات" من الاستحقاق الرئاسي، في وقت علم موقع "اللواء"، أن حزب "القوات اللبنانية" سيقوم بمشاورات في أكثر من اتجاه مع أطراف المعارضة، سيما مع النواب السياديين والتغييريين، من أجل العمل على بلورة تصور مشترك حيال الانتخابات الرئاسية، وتحديداً ما يتعلق بالشخصية التي قد يقع الخيار عليها، وإن كانت المؤشرات لا توحي بكثر تفاؤل بإمكانية حصول توافق بين القوى المعارضة على هذا الأمر، خلافاً لما هو الحال عليه عند فريق الثامن من آذار، حيث الخيار بات شبه نهائي على ترشيح فرنجية .



وتشير المعلومات، إلى أن التركيز منصب بين المكونات النيابية السيادية والتغييرية، على تجاوز كل العراقيل التي لا تزال موجودة حتى الآن، بهدف تقريب المسافات ، لدعم مرشح قوي يتلاقى مع المواصفات التي سبق وحددتها بكركي، ما قد يجعل المعارضين أمام خيار البحث عن مرشح من خارج الاصطفافات السياسية القائمة، وهو أمر تشجعه دوائر القرار العربية والدولية، بعدما أثبتت الطبقة السياسية عجزها الكامل عن إنقاذ لبنان من الأزمات التي تتهدده، وبالتالي فإن الحاجة أصبحت ماسة لرئيس يضع مصلحة لبنان فوق أي مصلحة أخرى .


وكشفت المعلومات في هذا السياق، أن الدول الخليجية ومعها واشنطن وباريس، لا تؤيد وصول رئيس من هذه الطبقة السياسية التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه من انهيار على مختلف الأصعدة . ولذلك فإن الجهود الداخلية والخارجية تبذل للتوافق على مرشح لديه من المؤهلات، ما يساعده على الحصول على ثقة اللبنانيين والعرب والعالم، في إطار العمل على تجاوز ما يعترض لبنان من أزمات على هذا الصعيد . وهناك مجموعة أسماء يجري التداول بها خلف الكواليس، سعياً لاختيار أحدها، إذا سارت الأمور وفق ما هو مرسوم لها.


ويتوقع في هذا الشأن أن يرتفع عدد النواب الذين سيشاركون في اجتماع الغد، في مبنى البرلمان، بعد انضمام عدد من النواب المستقلين والتغييريين الذين غابوا عن الاجتماع الأول، حيث ينتظر اتساع حركة الاتصالات والمشاورات بين هؤلاء النواب، وبقية الزملاء من كتل نيابية أخرى، في وقت لا يظهر أن كتلة "اللقاء الديمقراطي على نفس الموجة مع بقية الكتل النيابية من الملف الرئاسي، وسط خشية من نتيجة الضغوطات التي قد يمارسها "حزب الله" على رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" على هذا الصعيد، للتصويت لصالح مرشحه، وإن كان من المبكر بعد الحديث عن مثل هكذا سيناريوهات .