بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 شباط 2019 05:49م جورج زريق أشعل نفسه وأشعل ثورة الصمت

حجم الخط
ضج الشمال بتناقل الأخبار حول الوالد جورج زريق الذي قضى حرقا بعد أن كان قد اضرم النار بنفسه أمام مدرسة بكفتين في قضاء الكورة .

وفور شيوع الخبر عمّت الاحتجاجات غير المسبوقة في صفوف أهالي طلاب المدارس الخاصة الذين وجدوا متنفساً لصرختهم التي طالما أحرقت قلوبهم معتبرين أن يوم الثامن من شباط ٢٠١٩ في لبنان لن يكون كما قبله لأن الكيل طفح ووصلت صرخة الجوع الى حد الموت اذلالا على أبواب المدارس والمستشفيات ...

وبحسب الأهالي، فإنّ أولاد زريق يتلقون التعليم في مدرسة خاصة في الكورة، غير أنه وبسبب ضيق الحال لم يعد يتمكن من دفع أقساط المدرسة، ما دفعه إلى إحراق نفسه.

وأكد رئيس بلدية بكفتين جورج جوزيف شوبح أن مدير المدرسة كان قد تجاوب مع زريق وأبدى كل تعاون وهو سعى لتأمين عمل له، إلا أنّ المفاجأة كانت بإقدام الأخير على احراق نفسه.

وهذا ما اشارت إليه "ثانوية سيدة بكفتين الارثوذكسية في الكورة" في بيان أوضحت فيه أن "ما يتم التواصل به والاعلان عنه لا يمت للحقيقة بصلة، إذ إنه تم التركيز على ان المرحوم، نتيجة مطالبة إدارة الثانوية له بدفع الأقساط المدرسية وعدم التزامه، هددت بطرد ابنته، الامر الذي دفعه الى إحراق نفسه".

واعتبرت أنه" لأمر معيب ان يتم تداول هذا الامر بهذه الخفة، إذ ان ادارة الثانوية، وتبعا لأربعة نداءات خطية متتالية، منذ مطلع العام الدراسي الحالي، طلبت من اولياء الطلبة الحضور الى المدرسة لتسوية اوضاعهم المالية والادارية الخاصة بأولادهم، ولم يصدر عنها اطلاقا أي تهديد بطرد اي تلميذ، كما أنها، وتوضيحاً لما حصل، سوف تكشف ادارة المدرسة ان المرحوم بسبب اوضاعه الاقتصادية تعاطفت معه منذ تسجيل ولديه سنة 2014 - 2015 على اعفائه من دفع الاقساط المدرسية، باستثناء رسوم النقليات والقرطاسية والنشاطات اللاصفية، وعليه فكل ما يتم تداوله هو غير صحيح.

وعلق احد المواطنين بالقول جورج زريق أحرق نفسه بنار ارحم بكثير من نيران السلطة الفاسدة .. "السلام لروحك يا جورج".

وقال أحد الاهالي جورج زريق حرق نفسه...اما باقي الاهالي فهم يحترقون بصمت.

وعلق آخر بالقول جورج شهيد الضرائب والفقر والغلاء المعيشي!!!

وتبقى قضية جورج زريق وصمة عار على جبين وطن وصمة عار في تاريخ المدارس الخاصة في لبنان.

وزير التربية رفع يديه وقال إن لا علاقة له بالمدارس الخاصة وأقساطها فيما هذه المدارس تنهش المواطنين سنويا بزيادات غير منطقية وغير مقبولة.

جورج زريق مات و وترك طفلين وزوجة من دون مدرسة ومن دون مأكل ومشرب ومسكن ربما.،منهيا حياته في "لحظة وجع".اما من المؤكد أن قضية جورج زريق لن تمر مرور الكرام.

احدى الامهات روت بأسى مأساتها بالدموع قائلة: لما كنت بلا عمل في ال 2017، تأخرت بأقساط جاد ورام في المدرسة، وصودف انني احتجت إفادة فمنعوها عني وعندما سألت الإدارة أخبروني أنه بسبب تأخري في دفع القسط وان السنة الدراسية شارفت على نهايتها. كان جاد ابني في أخر سنة دراسة مما يعني انني كنت ادفع من دم قلبي من 15 سنة "ولا مرة أكلت عليهن قرش". وتضيف السيدة قبل ان اخرج من الادارة انهمرت دموعي يكروا بلا وعي على خدودي. فليت، جلست على أول حجر صادفته على الطريق إلى جانب المدرسة وبكيت بكيت بكيت قبل ان أعود الى البيت.

اليوم، مقتل جورج زريق، الأب الذي حرق نفسه لأنه مدرسة أولاده لم تعطه إفادة بسبب عدم دفع القسط، هو مسؤولية كل المسؤولين بالدولة، كل المعنيين لرفع مستوى التعليم الرسمي حتى لا نضطر نشحد وندفع آلاف الدولارات لنعلم أولادنا في المدارس الخاصة التي تمتص دمنا. اليوم المسؤولين قتلوا جورج، ودفعوه إلى حرق نفسه، المسؤولين الذين يدعمون التعليم الخاص التابع لكل الطوائف، ويعيثون فساداً في التعليم الرسمي سواء في المدارس أو الجامعة اللبنانية ، وبيتركون الإهمال والفساد يتآكلهما لا بل يتواطأون عليهما لصالح القطاع الخاص وهم إما أصحاب مؤسسات تعليمية كمدارس وطبعا جامعات الطوائف تنمو كالفطر، أو هم شركاء أو متنفعين أو يغطونه.

لا قيامة لهذه البلاد إلا بتغيير هذا النظام العفن

حاسبو_الفاسدين
العدالة_لروح جورج زريق
شهيد الجوع وغياب المسؤولية