بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 آب 2020 02:03م داخليًا وخارجيًا.. من يؤيد عودة الحريري الى السراي؟

حجم الخط
يعود لبنان الى دوامة الإتصالات والمشاورات بشأن تسمية رئيس مكلّف لتشكيل حكومة جديدة، إلا أن جديد هذه الجولة «الخط الدولي الساخن» الفاعل اليوم على أعلى المستويات، بقيادة معلنة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

بات من المعلوم أن الملف اللبناني اليوم بيد فرنسا بتفويض أميركي وأوروبي، إلا أن الطرح «الغربي» لإسم السفير نواف سلام، النابع من كونه شخصية مستقلة تتقاطع فيها رؤية المجتمع الدولي، والمطالب الوطنية بعد كارثة دمار بيروت، لترؤس الحكومة، يصطدم بـ«فيتو» من الثنائي الشيعي، تنصّل منه علنيًا الرئيس نبيه بري بعدما نفت مصادره ابلاغ الأخير ماكرون برفض الثنائي لطرح سلام.

محليًا، تلمّح التسريبات الى وجود توافق بين الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط على تسمية الرئيس سعد الحريري، بدون اعلان رسمي عن هذه «الرغبة»، أما حزب الله، فعلى الرغم من أن أجواءه توحي بعدم ممانعته لعودة الحريري الى السراي الكبير، يتطلع الرأي العام لموقف واضح من أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله في اطلالته المرتقبة غدًا، علمًا أنه قد لا يدخل مباشرة بلعبة الأسماء، على غرار أفرقاء الساحة الآخرين.

على الساحة المسيحية في الداخل، بات واضحًا أن رئيس حزب القوات سمير جعجع سيكرّر رفضه لتأييد الحريري، وذلك بعد رده الأخير على هذا السؤال بالقول: «نطالب بتشكيل حكومة حيادية بشكل كامل»، في حين يخيّم الصمت التام على بنشعي، حيث لا موقفًا معلنًا ولا تسريبات من أوساط المردة على موضوع تأييد الحريري أو غيره للرئاسة.

أما أوساط التيار الوطني الحر، فلا تبدي حماسة للمشاركة بحكومة يرأسها الحريري، إلا أن ذلك قد يوحي بأن وعد رئيس التيار جبران باسيل بتسهيل التشكيل، قد وضع قيد التنفيذ لأسباب «سياسية شخصية»، إذن، فهو يفضّل اسم سلام على الحريري، لكنه لا يمانع تسهيل عملية وصول الأخير.

الحريري يعمل بصمت
أجواء الصمت التام بهذا الشأن، تطال بشكل لافت بيت الوسط، فلم يطرح الحريري نفسه مرشحًا، ولم يسارع للقول «ليس أنا بل أحد آخر»، وحتى لم يبد موقفًا من تسمية السفير سلام مجددًا بعد طرحه لترؤس الحكومة الأخيرة، وتشير المعلومات أن صمت الحريري يتزامن مع مروحة اتصالات داخلية وخارجية لانتاج ظروف تسمح بعودته على رأس حكومة «فاعلة».

وفي الحديث عن الأجواء الدولية، يواصل ماكرون متابعته الحثيثة لهذا الملف، علمًا أن المعلومات أشارت الى أنه طرح خلال زيارته حكومة برئاسة الحريري، أما أميركيًا، فنقلت صحيفة «ذا ناشيونال» الاماراتية عن مسؤول أميركي قوله إنّ نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل سيدفع من بيروت باتجاه تشكيل «حكومة محايدة» لحل الأزمات القصيرة والمتوسطة الأمد. فإذا كانت الرغبة الأميركية بحكومة محايدة تمامًا، فلن يكون الحريري مرشحها الأول، وقد تدفع باتجاه خيار السفير سلام.

موقف روسي وتحرّك ايراني
روسيًا، أتى كلام السفير ألكسندر زاسبكين واضحًا بهذا الشأن، حيث «فضّل» تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الحريري ووفق المعايير، أما ايران، فسيحط وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في بيروت غدًا ولن تكون محادثاته بعيدة عن الملف الحكومي، خصوصًا بعد اتصال دار بين ماكرون وروحاني طالب فيه الأول بكف يد ايران عن لبنان «سياسيًا».

ولم تظهر الدول العربية موقفًا واضحًا، إلا أن الحركة المصرية في لبنان كانت الأبرز، بحيث ألمح وزير خارجيتها سامح شكري من بيروت، الى تأييد مصر لحكومة برئاسة الحريري.

الواقع اليوم سيؤجل الاستشارات الى الأسبوع المقبل، ولن نشهد على سيناريو مماثل للاستشارات السابقة نظرًا لحساسية المرحلة، فخلال أيام من المتوقع أن نتعرف على اسم الرئيس المكلّف، ويبقى أن يدفع الضغط الدولي «الهائل» باتجاه تشكيلها قبيل أيلول، مع بقاء كامل السيناريوهات مفتوحة.