بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الثاني 2018 06:41م دخان المصالحة الأبيض بين القوات والمردة عمّ بكركي بعد أربعين سنة من الخلاف الدموي والسياسي

حجم الخط
وصل القطبان المسيحيان  الى الصرح البطريركي في بكركي، وفد تيار المردة برئاسة الوزير والنائب السابق سليمان فرنجيه ووفد حزب القوات اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع، لطي أربعين سنة من الحرب الدموية التي طبعت بشري وزعرتا. وحمّلت الشارع الشمالي سنوات من الوجع والدموع والجفاء والعداء واكثر من ذلك الجرح العميق على رحيل الأحبة في مجزرة زغرتا.
وصل الوفدان على وقع هطول الأمطار  الغزيرة التي وصفها البطريرك الراعي بأنها أمطار السلام وبركة الله على هذه الخطوة المباركة.نشير ان اول الواصلين الى بكركي كانت  النائب ستريدا جعجع وبعدها وصل الدكتور سمير جعجع وانتظرا الوفد الزعرتاوي ليصل.  
مشاهدات لقاء المصالحة التاريخية 
لحظات من الهدوء والانتظار سادت أجواء صالون بكركي بإنتظار دخول الوفدين اللذين توجه كل منهما الى احد صالونات بكركي  ليدخلا ويتبادلان السلام بحضور البطريرك الراعي الذي أمسك بأيديهما مرنما مزمور "ما أجمل أن يجتمع الاخوة معا".وكان واضحا صدق النوايا  في المصالحة عند سليمان بك فرنجيه الذي صافح الدكتور جعجع باليد ليعود بعدها ويصافحه مقبلاً.الدكتور جعجع وفور لقاء المصالحة نشر على موقع التواصل الاجتماعي صورة تجمعه بالبطريرك الراعي وسليمان بك فرنجيه  معلقا  بالقول :"صفحة جديدة" .
لقاءات تمهيدية سبقت المصالحة .
نذكر ان لقاءات المصالحة بين القوات والمردة سبقها عدة خطوات انطلقت مع الوزير فنيانوس وانطوان الشدياق. بعدها كانت زيارة للوزير ملحم  الرياشي في ٢٠١٧ الى زغرتا.  بعدها زيارة  لوزير الصحة في ٢٠١٧الى زغرتا أيضا.  ثم زيارة للوزير فنيانوس الى معراب وبعدها زيارة للنائب الجميل الى تيار المردة . وأبرز التمهيدات للمصالحة كانت لقاء سليمان بك فرنجيه في زغرتا باهالي الضحايا للوقوف على رأيهم وخاطرهم في استكمال خطوة المصالحة .
مصالحات حصلت تحت مظلة بكركي
وتتذكر الناس المصالحات التي حصلت في بكركي .منها لقاء ايلي حبيقة والرئيس بشير الجميل .  ولقاء الرئيسين  ميشال عون وأمين الجميل حصل تحت مظلة بكركي أيضا.لقاء المصالحة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية .كما حصلت مصالحة الجبل تحت مظلة بكركي .واليوم تحصل مصالحة القوات والمردة .
آراء وجدانية من الصرح 
وتمنى الحضور الشعبي المشارك في اللقاء الحدث ان تثمر هذه المصالحة المسيحية  بين القوات والمردة، وتنجح هذه المرة في تخطي المصالح الذاتية. لأن  المصالحات لم تنجح دائما حسب رأيهم .رغم أنها بالطبع ختمت الجراح البليغة  في الشارع المسيحي وأراحت أهالي المناطق المتخاصمة . الا انها بقيت خطوة ناقصة على صعيد مصلحة لبنان. 
تصفيق وصلوات في الصرح
احد الشباب الشمال الذي كان حاضرا صفق عند مصافحة القطبين المسيحيين وقال لصديقه يجب أن نصلي في هذه اللحظة التاريخية.
مسؤولة موقع تيار المردة 
مسؤولة موقع تيار المردة التي رافقت وفد سليمان بك فرنجيه كاعلامية قالت نحن نطوي صفحة أليمة مع القوات اللبنانية  .وأضافت أن سليمان بك فرنجيه من أكثر الناس الذين ضحوا .هو خير امه وإياه وأخته.. سامحنا وقلنا له الله معك سليمان طوني فرنجيه.. جرح العيلة كبير..ولكن شو بدو البيك منعمل...هو شخص عفى وسامح وصالح..نحن من مدرسة  ليس غريب فيها أن تسامح وتصالح.نشير ان مشهد المصالحة ترافق مع قرع الأجراس في زغرتا وبشري.
النائب طوني فرنجيه
النائب طوني سليمان فرنجيه قال على هامش لقاء المصالحة أننا تخطينا مرحلة سابقة ونحن صادقون مع انفسنا ..المصالحة فعلية وحقيقية  ولا استسخاف في الموضوع لأن مستقبل الأجيال في الشمال وفي كل لبنان متعلقة عليها. وأضاف كان يمكن للحكومة أن تشكل قبل المصالحة ونحمد الله أن لا انتخابات رئاسية أو نيابية ..ومنيح اللي حصلت في هذا الوقت.
الوزير فايز غصن
الوزير فايز غصن رأى أن المصالحة بحد ذاتها وبتوقيتها ناجحة .وها هي تساهم في تصفية الجو المسيحي للتلاحم .
النائب أنطوان زهرا 
النائب السابق انطوان زهرا على بالقول من بكركي "أنها فرحة عمري
النائب زياد الحواط
النائب  زياد الحواط ‏قال مبروك للبنان لقاء المصالحة في بكركي بين الدكتور سمير جعجع والنائب السابق سليمان فرنجية الذي يفتح صفحة بيضاء جديدة ملؤها الأمل بلبنان المستقبل ويؤسس لغد مشرق تتضافر فيه الجهود لبناء الدولة القادرة ويثبت الحوار نهجاً للعمل السياسي.
المطران جوزف نفاع
مطران بشري جوزف نفاع قال  تحترم حرية العمل السياسي والحزبي  لكلا الطرفين والتنسيق منعًا لاي احتكاكات تضرّ بأطراف المصالحة.  واضاف زمن المشاكل بين القوات والمردة قد ولّى إلى لا عودة إذ يتمسك كل طرف بتوجهاته السياسية، والوثيقة هدفها النظر نحو أفق مستقبلي مفتوح
النائب فريد الخازن
النائب فريد هيكل الخازن قال: نبارك أي مصالحة على المستوى الوطني او على المستوى المسيحي ولقاء فرنجية وجعجع ليس بوجه رئيس الجمهورية
ابونا اسطفان الدويهي
ابونا اسطفان فرنجيه الذي كان من أساس المصالحة وحضر تكريس المصالحة .قال على هامش اللقاء   نحن فرحون بالحدث  بعد ٤٠سنة من العداوة .والاجتماع مع أهالي الشهداء كان مهما. ويقول فرنجيه اصعب شي ان يورث اولادنا الحقد انه انسان مصالح مع نفسه. وقد دفع ثمنها هو ولكن لا يمكن الاستمرار هكذا. كان تشكل لجان ونحاول تهدئة الأمور. 
الدكتور جعجع
الدكتور جعجع قال بعد اللقاء  انا مبسوط يوم ابيض يوم تاريخي .الامور صارت مفتوحةكلو معقول .بتشوفوني باهدن وزغرتا وبتشوفو غيري بمعراب.
الوزير سليمان فرنجيه
الوزير فرنجيه وصف بعد الخلوة اللقاء بال "مسيحي بامتياز".قال لم نتطرق إلى الامور اليومية بل الى الامور الوجدانية. وقد اتت المصالحة  بطريقة طبيعية ووجدانية وليست ظرفية .والقعدة كانا ودية بوجود سيدنا البطريرك  .وعن سهولة الوصول الى الرئاسة  بعد المصالحة  قال "من هلق لاربع سنين حي وفرج".  وعن امكانية المصالحة مع التيار الوطني الحر قال لسنا مختلفين مع التيار الوطني الحر وعندما يستدعينا الرئيس نحن جاهزون. 
الوزير روني عريجي
الوزير روني عريجي اعتبر ان  المسار بدأت بلجنة أمنية ذهب ضحيتها شهداء. والتقينا بعدها على إرادة صالحة لطي هذه الصفحة ووضع آلية للحوار. وبكركي صرح وطني ماروني اول ولا يمكن للمصالحة ان تكون في غير مكان.
النائب ستريدا جعجع
النائب ستبدأ جعجع علقت عند مغادرة الصرح البطريركي  برفقة مطران بشري جوزف نفاع ونائب بشري جوزف إسحق ونائب كسروان شوقي الدكاش  بالقول"مبروك للشمال وللمسيحيين المصالحة"نشير ان الشارع الزغرتاوي كان يشاهد اللقاء من منزله وكان الجواب كل ما يقوله سليمان فرنجيه نحن معه.
كلمة الراعي 
وفي تفاصيل المصالحة رحّب البطريرك الراعي برئيسي تيار المردة والقوات اللبنانية والوفدين المرافقين، وقال: "لم أرى أجمل من الترحيب إلا المزمور ما أجمل وما أطيب أن يجلس الأخوة معاً”.وأضاف الراعي خلال لقاء تاريخي جعجع وفرنجية أن "كل اللبنانيين وكل محبي السلام والمصالحة يشعرون بالفرح معنا اليوم الله، أب ولذلك نحن أبناؤه أي نحن أخوة مهما كان الدين أو اللون”.واستعان الراعي بأقوال إنجيل متى: "حيثما اجتمع اثنان أكون انا معهما”، وقال: "الفرح لأن الله حاضر، وهو يريد ان نلتقي ونتصالح لنعيش بفرح وسلام ولنبني مجتمعنا”.وأشار إلى أن المصالحة بدأت في أيار 2011 وحصلت وقال: "لسنا هنا لإستكمالها، فهي حصلت في بكركي بين القطبين الحاضرين والرئيسين عون والجميل وإجتماعنا اليوم لنؤكد المصالحة من جديد وننطلق منها”.واعتبر أن اللقاء عام 2011 كان هدفه التوجه نحو وحدة مسيحية ووطنية شاملة. وأكد أن بكركي ضد الثنائيات والثلاثيات والرباعيات، واضاف: "نحن مع الشعب اللبناني، وهناك ثنائية واحدة هي لبنان بجناحيه المسيحي والمسلم المتساويين”.ولفت إلى أن هذه تداعيات هذا اللقاء التاريخي عظيم وطلب رفع الصلاة الى الله ليبارك هذا اللقاء، وتابع: "الشتاء الكثيف الذي سقط ما هو الا علامة خير”
بيان المصالحة 
جرت اليوم المصالحة التاريخية بين رئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بكركي. واصدر الطرفان بيانا تحت اسم "وثيقة بكركي – القوات اللبنانية وتيار المردة" وتم نشر محتوى الوثيقة وهذا ما جاء فيها:  "انطلاقاً من لقاء بكركي الرباعي للأقطاب المسيحيين بتاريخ ٢٠/٤/٢٠١١ حول المصالحة المسيحية، التي توخّت خير المصلحة المسيحية والوطنية اللبنانية. وبعد المصالحة الوطنية التي أنجزت عبر وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، ومصالحة الجبل والمصالحة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عبر تفاهم معراب، تأتي وثيقة بكركي - القوات اللبنانية وتيار المردة، استكمالاً طبيعياً لهذا المسار التصالحي العام الذي يدعم وحدة لبنان ومصالح شعبه. وفاءً لتضحيات شهدائنا جميعاً، يلتقي اليوم في مقر البطريركية المارونية في بكركي، هذا الصرح الوطني الكبير، وبرعاية غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس تيار المرده الوزير سليمان فرنجيه ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ترسيخاً لخيار المصالحة الثابت والجامع. إن المصالحة تمثّل قيمة مسيحية - إنسانية - لبنانية مُجرّدة، بصرف النظر عن الخيارات السياسية لأطرافها الذين ينشدون السلام والاحترام المتبادل، وخير لبنان دولةً وشعباً وأرضاً، من دون أي حساباتٍ سياسية قد تتبدّل تِبعاً للظروف والتغيّرات. لقد مثّل الشمال، الحصن المنيع لنواة الحضور المسيحي التاريخي منذ يوحنا مارون والبطاركة الأوائل مروراً بالمقدّمين ويوسف بك كرم والمناضلين والشهداء في المراحل اللاحقة وصولاً إلى اليوم دفاعاً عن الكرامة والوجود والمصير. لقد مرّ المسيحيون عامةً ومسيحيّو الشمال خاصةً، خلال الحرب اللبنانية، بمرحلة أليمة من الاقتتال والشرذمة، ما سبب لهم الحزن والألم والإحباط والتفرقة، وانعكس سلباً على وضعيتهم السياسية والديموغرافية والاجتماعية في لبنان كلّه، ولن يتخطى المسيحيون هذا الواقع السلبي للانطلاق نحو مستقبلٍ واعد لهم وللبنان، إلا إذا نجحوا في طيّ صفحة الماضي الأليم، والالتزام بالقواعد الديموقراطية في علاقاتهم السياسية. لقد مرت العلاقة بين الطرفين في السنوات الأخيرة بمحطّاتٍ سياسية وانتخابية عدّة، ولم تعكّر استقرارها أي شائبة، بالرغم من بقاء الاختلافات السياسية بينهما على حالها، ما يؤكد أن الالتقاء والحوار ليس مستحيلاً، بمعزلٍ عن السياسة وتشعبّاتها. بالاستناد إلى ما تقدّم، يُعلن تيار المرده وحزب القوات اللبنانية عن إرادتهما المشتركة في طيّ صفحة الماضي الأليم، والتوجه إلى أفق جديد في العلاقات على المستوى الإنساني والاجتماعي والسياسي والوطني، مع التأكيد على ضرورة حلّ الخلافاتٍ عبر الحوار العقلاني الهادف إلى تحقيق مصلحة لبنان العليا ودور مسيحييّه، والعمل معاً على تكريس هذه العناوين عبر بنود هذه الوثيقة. إن هذا الحدث مناسبة لإكبار من استشهد وضحّى وعانى من النزاعات الدموية بين الفريقين. عزاؤنا الوحيد أن تضحياتهم أثمرت هذا اللقاء التاريخي الوجداني بعيداً عن أي مكاسب سياسية ظرفية ليكون بحجم معاناتهم ومآسي أحبائهم. إن ما ينشده الطرفان من هذه الوثيقة ينبع من اضطلاع بالمسؤولية التاريخية ومن قلق على المصير، وهي بعيدة عن "البازارات" السياسية، ولا تسعى إلى إحداث أي تبديل في مشهد التحالفات السياسية القائمة في لبنان والشمال، مع التشديد على أنها لم تأتِ من فراغ، وليست وليدة اللحظة، وإنما تتويجاً لسلسلة اجتماعاتٍ وحوارات، نجح خلالها الطرفان في كسب ثقة متبادلة عبر احترام قواعد العمل السياسي الديموقراطي، ووقف كل أشكال الصدامات والالتزام بتطبيع العلاقات، ما شجّع الطرفين على مواصلة الحوار وتطويره وصولاً إلى هذه الوثيقة. بناء على ما تقدّم، يؤكد الطرفان على الأُسس التالية: -إن التلاقي بين المسيحيين والابتعاد عن منطق الإلغاء يشكلان عامل قوة للبنان والتنوع والعيش المشترك فيه. -إن زمن العداوات والخصومات بين القوات اللبنانية والمرده قد ولّى وجاء زمن التفاهم والحوار وطيّ صفحة أليمة والاتعاظ من دروس الماضي وأخطائه وخطاياه منعاً لتكرارها، أملاً بغدِ الرجاء والتفاهم. -ينطلق اللقاء من قاعدة تمسّك كل طرف بقناعاته وبثوابته السياسية ولا تقيّد حرية الخيارات والتوجّهات السياسية ولا تحمل الزامات محددة، بل هي قرار لتخطي مرحلة أليمة، ووضع أسس حوار مستمر تطلعاً إلى أفق مستقبلي مفتوح. إن الاختلاف السياسي في بلد سيَد ودولة مؤسسات لا يمنع التلاقي حول القضايا الوطنية والإنسانية والاجتماعية والإنمائية مع السعي الدائم لتضييق مساحة الاختلاف السياسي قدر الإمكان. -احترام التعددية السياسية والمجتمعية وحرية الرأي والحريات العامة والخاصة، والالتزام بالدستور والقوانين والقواعد الديموقراطية بما يختصّ بالعمل السياسي والحزبي في لبنان. -تعميم المناخات الإيجابية بين الطرفين عامة، واستبعاد المصطلحات التي تُجرّح بالطرف الآخر وبرموزه وشهدائه. -احترام حرية العمل السياسي والحزبي في القرى والبلدات والمناطق ذات العُمق الأكثري لكلا الطرفين، والتنسيق في ما يتعلق بالنشاطات والخطوات التي قد تُثير أي سوء تفاهم مُعيّن بينهما لمصلحة الجميع، ومنعاً لأي احتكاكاتٍ تضرّ بأهداف المصالحة. في الخاتمة، هذه الوثيقة شِئناها تتويجاً للقاءاتِ مصارحاتٍ وحواراتٍ عقلانية، لتجاوز مراحل مدمِّرة من الخلاف والاقتتال، كما نريدها استشرافاً لغد أفضل، يحمل تصميماً لدينا، كلٌ من موقعه السياسي، ببدء مرحلة تعاون صادق، وثيق، بنّاء، نابع من مسؤوليتنا الوطنية المشتركة لتحقيق أماني وتطلعات اللبنانيين في بناء دولة حقوق المواطن وكرامة الوطن. عاش لبنان"