بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الثاني 2020 01:28م رمزي النجار.. الرائد بفن «المعرفة الجذابة» والثائر على سلبيات «السوشيال ميديا»

من حفل توقيع آخر مؤلفاته «فكر على ورق» عام 2018 من حفل توقيع آخر مؤلفاته «فكر على ورق» عام 2018
حجم الخط
رحل عن لبنان اليوم الأكاديمي والكاتب رمزي النجار، وسرعان ما خيّم الحزن على مواقع التواصل الإجتماعي التي غصّت بكلمات النعي المرفقة بأوصاف الراحل التي تركها واستسلم لـ«كورونا» عن عمر يناهز الـ 68 فجراً في مستشفى «رزق» بعد مضاعفات أصابته جراء الإصابة بالوباء، بعد دخوله العناية الفائقة.

«عملاق الإعلان والإعلام» كما يوصف، يعدّ من أبرز الوجوه التي أسهمت في نهوض وصناعة الإعلان والإعلام في لبنان، حتى بات يعرف أيضًا بـ«أب الاعلان والاعلام». بدأ حياته المهنية أستاذا أكاديميا، وهو الحاصل على ماجستير في الاتصال الجماهيري، وبكالوريوس في الأدب المقارن والتعليم من «الجامعة الأميركية في بيروت».

وبعدها دخل عالم الإعلان والتسويق، حيث أسس شركة خاصة بالشراكة مع «شركة ساتشي آند ساتشي» عام 1992 في لبنان، وهي شركة استشارات الاتصالات الاستراتيجة.

شغل منصب رئيس «رابطة الإعلانات الدولية» فرع لبنان، وشارك في تأسيس كلية الإعلان في «الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة»، وجامعة البلمند. وكان رائدا في كتابة الإعلانات التلفزيونية، حيث صنع وأنتج برامج تعليمية متلفزة وشعبية في لبنان أبرزها «برنامج المميزون» الشهير الذي عرض في فترة التسعينيات على شاشة lbci وقدمته الاعلامية جيزيل خوري، وعدّ وقتها من أشهر البرامج الثقافية التي تمتحن المعلومات العامة لدى المشتركين بجو من الحماسة يستقطب المشاهد.

وكان له بصمة كبيرة على عدد من الشرائط الأيقونية التي طبعت عالم التلفزيون في لبنان، أبرزها الكليب الترويجي لـ«تلفزيون لبنان» «أباً عن جد».

في عالم الورق، كان للراحل مؤلفات عدة أهمها: «فكر على ورق»، الصادر عام 2018، مؤرخًا فيه خلاصة حياة مفعمة بالتجارب والانجازات، وهدف من خلاله الى المساهمة في إصلاح الجانب السلبي من «السوشال ميديا» وشفاء مرضها عن طريق الكتابة في الخواطر وفي الفلسفة.

ومن المؤلفات، «الحركة والسكون: الإعلام والقضاء»، «وجهة نظر وسفر: الإعلام التواصل والربيع العربي»، وله العديد من الدراسات والتحليلات لصناعة الإعلانات.

لرمزي النجار باع طويل في عالم التواصل استمر أكثر من 32 سنة، آخر كتاباته المنشورة عبر موقعه، مقال «حبة الكرز الحمراء»، الذي استذكر فيه تاريخ مسقط رأسه بيروت الذي عاشه، وصولًا الى كارثة مرفأ بيروت.

وأعاد الى ذاكرته من خلال المقال «ذكريات راسخة سماعاً في وعينا، لا تحمل إلاّ المآسي، ويَكادُ الفرح أن يكون فيها نادر الوجود مثل حبة الكرز الحمراء، الوحيدة وسط قطع الفاكهة المُعلّبة، اللزجة والباهتة الألوان» على حد تعبير قلمه.

هذا التاريخ الذي مزج بين فن الكلمة والصورة، دفع بأخيه الكاتب والمنتج الكبير مروان نجار لنعيه قائلًا: صِرنا بلا حكمته وحنانه «أقفرت دنياي»..