قبل ثلاثة أيام من موعد الاستشارات النيابية الملزمة، الخميس المقبل، لا تزال الصورة ضبابية، حيث يكتنف الغموض مواقف الكتل النيابية التي لم تحدد من ستسمي لرئاسة الحكومة . وإذا كان "الثنائي الشيعي" سبق وأعلن أنه سعيد تسمية الرئيس نجيب ميقاتي، إلا أن "التيار الوطني الحر" جاهر برفضه عودة ميقاتي، إلا إذا تمكن حليفه "حزب الله" من إقناعه بتغيير موقفه، في وقت أكدت مصادر الرئيس ميقاتي أنه لن يقبل بشروط النائب جبران باسيل، للعودة إلى رئاسة الحكومة .
وفي الوقت الذي تتكثف المشاورات بين نواب الأكثرية، للتوافق على تسمية رئيس مكلف في استشارات الخميس، يشير نائب طرابلس اللواء أشرف ريفي لموقع "اللواء"، إلى أن " التواصل مفتوح من أجل تقريب وجهات النظر قدر المستطاع، حتى لا يتم طرح أسماء متناقضة"، لافتاً إلى أن "هناك ثلاث قوى ضد مشروع حزب الله، الاستقلاليون والسياديون والتغييريون" . وقال، "لن أسمي الرئيس ميقاتي، فأنا سيادي تغييري، ولن أسمي أحداً من المنظومة الحالية" .
وأضاف ريفي: "نريد شخص يشبهنا لتسميته رئيساً للحكومة، وطني، شجاع ونزيه، سنؤيده بالتأكيد"، مؤكداً أن "هناك مخاوف جدية من نوايا تعطيلية لدى الفريق الآخر، بعدما سبق له وعطل انتخابات رئاسة الجمهورية لأكثر من سنتين. ولذلك لا نستبعد أن يلجأ هذا الفريق إلى تعطيل عملية تشكيل الحكومة، كما عطل في المرات السابقة" . وقال، "آخر هم هذا الفريق مصلحة البلد، باعتبار أن همه الأول إرضاء معلمه الإيراني، على حساب الوطن والناس" .
ويرى نائب طرابلس أن "قرار المحكمة الدولية بحق قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يؤكد أن حزب الله هو القاتل، ولن نتخلى عن هذه القضية نهائياً وسنبقيها حية، وسنطالب الحكومة حتماً بتنفيذها، وفي نفس الوقت سنطالب الإنتربول الدولي بتوقيف المتهمين"، معتبراً أن "لا أحد لديه الجرأة على المطالبة بتوقيف القتلة" . وقال، إن "السلطة السياسية أداة عند حزب الله"، كاشفاً "أننا سنتقدم باستجوابات للوزراء المعنيين، وسنطالب بجلسة عامة من أجل التأكيد على ضرورة توقيف القتلة والمجرمين" .
واعتبر ريفي أن "المعركة الأساسية القائمة تتصل برئاسة الجمهورية، والتي تعتبر المحطة التغييرية الثانية، بعد الاستحقاق النيابي"، كاشفاً عن اتصالات يجريها مع عدد من النواب، لتشكيل تكتل نيابي واسع، يجمع عدداً من نواب المناطق"، ومشدداً على "ضرورة توحيد مواقف القيادات السنية، لأننا أمام تحد كبير، وكي لا نبقى مبعثرين، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، لأننا إذا بقينا على هذا الوضع، فإنها خطيئة كبرى بحق الطائفة، وتالياً لا بد من ترتيب البيت السني بسرعة، لأنه لا يمكن أن تستمر الأمور هكذا" .