بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 آذار 2023 01:28ص سنو في إفطار «المقاصد» جدَّد الالتزام بالرسالة المقاصدية بكل أبعادها الإسلامية والوطنية

جانب من الطاولة الرئيسية في الإفطار (محمود يوسف) جانب من الطاولة الرئيسية في الإفطار (محمود يوسف)
حجم الخط
أقامت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت حفل إفطارها السنوي في حضور النائب محمد خواجة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، النائب فيصل الصايغ ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والنواب عدنان طرابلسي، وأمين شري، ووزراء سابقين، ومحافظ بيروت مروان عبود، والمفتي الشيخ مالك الشعار،  وقائد شرطة بيروت العقيد احمد عبلا ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ونقيب الصحافة عوني الكعكي،  والأمين العام لجامعة بيروت العربية الدكتور عمر حوري، وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وعلماء وعدد من الشخصيات. 
استهل الحفل بعرض فيديو عن إنجازات المقاصد، ثم القى رئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنو كلمة جاء فيها: «منذ 145 عاماً اشرق على مجتمعنا «الفجر الصادق» وبعد 145 عاماً لا تزال أنوار هذا الفجر تشع في قلوبنا، وتنير لنا طريقنا للعمل من اجل بناء مستقبل افضل لأبنائنا جيلاً بعد جيل».
واكد «ان الرسالة المقاصدية التي ارسى قواعدها الآباء المؤسسون أمانة في أعناقنا، نرفع لواءها بكل أبعادها الإسلامية والوطنية تربوياً وتعليمياً واجتماعياً».
وقال: «إحياء لذكرى التأسيس تجدد الأسرة المقاصدية الالتزام بهذه الرسالة، وذلك من خلال العمل على رفع مستوى التعليم في المدارس والمعاهد والكليات، ومنها بصورة خاصة كلية الدراسات الإسلامية، وكذلك الانخراط في العمل الوطني على النحو الذي قامت به فرق المتطوعين المقاصديين وكشافة المقاصد اثر وقوع جريمة تفجير مرفأ بيروت».
اضاف: «لقد تمكنا بفضل الله، من تحديث وتطوير مدارسنا في بيروت وفي المناطق مع الحفاظ على هويتنا الإسلامية التربوية ووطنيتنا اللبنانية وانتمائنا العربي. إننا مدينون في نجاح ما حققناه الى فضل من الله والى مساعدة الخيرين من أهلنا وأحبائنا المؤمنين برسالة المقاصد، ما مكننا من تجاوز  الصعوبات الاستثنائية التي تعصف بوطننا الحبيب لبنان، اقاله الله من عثراته وأخرجه من كبوته واعاده منبر خير وسلام ورسالة اخوة ومحبة تشع على العالم كله».
وختم: «أسأل الله ان يعيننا على متابعة المسيرة التي اطلقها مؤسسو الجمعية منذ ١٤٥ عاما، وعلى مواصلة أداء رسالة التربية والتعليم التي ترفع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية لواءها عملاً بقوله سبحانـــــه وتعالى «وقل ربي زدني علما». ان المقاصد كانت وستبقى رسالة وطنيةٍ وعروبة وإسلام، رسالة محبة وانفتاح ورسالة سماحة وتسامح».
والقى المفتي الشعار كلمة جاء فيها: «لست متشائماً رغم كل الذي يحدث في لبنان طالما أن هناك أبناء لهذا الوطن يتعالون على الجراح، يقدمون الغالي والنفيس، لا تتملكهم ردات فعل، وإنما يتبصرون بنور الله ومصلحة الشعب ومصلحة الوطن، فالوطن سيؤول أمره إلى خير بإذن الله، ولكن سنة الله في الحياة إقبال وإدبار، مد وجزر، مهما طال الليل لا بد إلا أن ينجلي، وأولى مقومات الفرج التوكل على الله، والترفع على الجراح، وحذاري إخواني وأخواتي من ردات فعل، فنحن أمة ننتقل في حركتنا وفي تعاملنا بين الفضل وبين العدل، والعدل عندنا أولى مراحل التعاون أما أمثالكم والمقاصد وبقية الجمعيات والمؤسسات ينبغي أن نرتقي إلى درجات الفضل، والتعالي على الجراح من أجل مصلحة مؤسساتنا ووطننا وأهلينا لأن القيادة ينبغي أن تكون متبصرة دائماً».
وألقى الوزير الابيض كلمة باسم رئيس الحكومة تناول فيها التوسع الذي شهدته المقاصد، وقال: «كان هذا التوسّع والنجاح قائما على عاملين أساسيين: العامل الأول كان التفاف علماء المسلمين وعامتهم حول جمعيّتهم. فرفدوها بأموالهم وأوقافهم، وبذلوا الغالي والثمين لما لمسوه في الجمعيّة من إتقان، وجدّية، وتعزيز شعائر الدين، وجهود جبّارة بالرغم من الصعوبات والتحديات. أما العامل الثاني فكان الحرص والدراية والإخلاص التي توفرت في القائمين على جمعيّة المقاصد، فاحسنوا إدارة الموارد بأمانة وإخلاص، فنمت على أيديهم الجمعية، وحازت على ثقة مجتمعها». وأضاف: «يمر وطننا اليوم بواحدة من اشد الأزمات في تاريخه، وقد اضحى الكثيرون من أبناء المجتمع يعيشون دون خط الفقر. في هذه الظروف الصعبة، تقدم جمعية المقاصد عبر مؤسساتها التربوية والاستشفائية والاجتماعية الكثير من الخدمات المطلوبة للمحتاجين، وتقضى على أياديها حوائج الناس، وخاصة من الطبقات الهشة، ولم يكن ذلك ممكنا لولا الجهد المبذول من رئيس الجمعية، ومجلس الأمناء خلال السنوات الأخيرة، لإعادة هيكلة الجمعية، وبناء مؤسساتها على أسس إدارية ومالية سليمة. ولا يستطيع أي منصف ان يخالف هذا، وانا كشاهد رأيت بأم العين جزءا من هذا التحوّل والتطور الكبير خلال زياراتي لمستشفى المقاصد، وهذا الجهد مشكور، ومأجور بإذن الله».
واردف: «لكن كل هذا لا يغطي بعض القرارات التي صدرت، والتي وان بررت أحداها بانها نتجت عن خطأ إداري، فهي في الحقيقة خطيئة وليست خطأ، لما تمس بالأسس والمبادئ التي قامت عليها الجمعية، منذ فجرها الصادق، والرسالة الأساس بما تتضمنه من حرص على التربية الإسلامية، وقيم الدين السامية، بعيدا عن الغلو والتطرف، او التبعية وذوبان الهوية. ودعا الى إعادة النظر بهذه القرارات، وإصلاح ذات البين في مجتمعنا، وخاصة مع العلماء، مرددين قوله تعالى: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».