بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 أيار 2020 08:17ص طرابلس تحت المجهر فهل ستتحول الى صندوق بريد من جديد؟

درباس: طرابلس غنية بمرافقها.. وريفي يكشف عن مساعدات قبل عيد الفطر

حجم الخط
ثلاثة ليالي من المواجهات العنيفة بين أعداد كبيرة من المحتجين وعناصر الجيش اللبناني في مدينة طرابلس سقط خلالها عدد كبير من الجرحى في صفوف الطرفين انتهت بمصالحة تمت بين "المحتجين والجيش" في ساحة الساعة في الميناء، لكن هل هذا يعني أن "ثورة الجياع" انتهت وطويت الصفحة؟؟؟، وما الذي يتم التحضير له جراء الاجتماع الذي ضم سياسيي المدينة وفعالياتها ونقبائها؟؟؟

الوزير السابق رشيد درباس يحذر من الوضع الاقتصادي الخطير الذي يرخي بثقله على مدينة طرابلس والتي تم القضاء على كل مرافقها الحيوية من قبل الدولة، في حين يؤكد اللواء ريفي على أن الكل يعمل وينشط في سبيل تأمين المساعدات العينية والمادية لأبناء المدينة لحين الخروج من هذه الأزمة الخانقة .

الوزير درباس
الوزير درباس وفي حديث لـ "اللواء" قال:"ما جرى في مدينة طرابلس كان متوقعا، لأن المدينة قد فقدت منذ مدة طويلة مناعتها الاجتماعية والسياسية فخطوط دفاعها أصبحت واهية، والسلطة المحلية في غياب كامل، والدولة تعمدت بحسب اعتقادي إهمال شؤون طرابلس بحيث ان المرافق الحيوية التي يمكن أن تنتج فرصا للعمل وتعزز الدورة الاقتصادية قد جرى إخمادها بدليل أن قيمة مالية كبرى كمعرض طرابلس الدولي تقدر بأكثر من خمسة مليارات دولار هي الآن "مرعى للبقر"، وأن المنطقة الاقتصادية الخاصة التي من شأنها أن تحرك المجتمع اللبناني من أوله الى آخره اكتفينا بردم 550 ألف متر مربع في البحر ولم يعد للمنطقة رئيس مجلس إدارة بعد توزير رَيَّا الحسن، ولم يعين بديل لها وبقينا في حالة من الموت الاقتصادي سببه أن الدولة تهمل تحريك المرافق الحيوية ومنها أيضا مصفاة طرابلس فالحمدلله أن مرفأ طرابلس يعمل بصورة جزئية ولكن وحده لا يكفي، وعليه فإذا خرج بعض المحتجين والجياع الى الشارع فهذا حقهم، واذا استغل بعضهم هذا الخروج ودخلوا بينهم وشرعوا بالتكسير والتحطيم فهذا لأن هؤلاء لا يخشون صدا ونعتا بسبب غياب المناعة التي تحدثت عنها، هؤلاء أعتقد أنهم ينفذون أجندة غامضة ومجهولة وربما كا بعضهم ينتمي الى فئات تتوهم أن الثورة قد أصبحت على قاب قوسين وأنهم على وشك الإمساك بزمام الأمور لكنهم طبعا من القوم الواهمين فان التكسير والفوضى لا يؤدي الى الثورة على الإطلاق، وهنا لا بد من شكر الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللذين استطاعا بحنكة وطول أناة استيعاب الأمر".

وردا على سؤال قال:" في يوم ناديت القادة السياسيين والاجتماعيين في مدينة طرابلس ودعوتهم للاجتماع لكي يتدبروا أمر المدينة ولإعلان حالة طوارئ اجتماعية تؤدي الى تكافل اجتماعي مستحق سيما لأصحاب الكسب اليومي، شعرت بالسعادة حينما اجتمعوا لكن البيان كلن مخيبا لآمالي حتى ان لجنة المتابعة لم تلق المساندة اللازمة من القوى التي اجتمعت في المعرض، رغم هذا فأنا على يقين أن المدينة ستفرز لجنة للمتابعة لكي تؤمن التكافل والتضامن الاجتماعي تحت طائلة تعميم الفوضى في المدينة، وهذا أمر يرفضه الجميع وعلى كل المشتغلين بالحقل العام أن يتبصروا جيدا وأن ينهضوا لإجراء ما يلزم من وسائل تشعر المواطن المحتاج أن المكتفي هو شريك له".

وتابع:" أعتقد بأن توجيه التهمة للرئيس الحريري بإشاعة الفوضى تمهيدا لاسقاط الحكومة فيه كثير من السذاجة لأن الحركة التي نشهدها الآن لا يمكن أن تفضي الى مثل ذلك الهدف، هي حركة محدودة في الزمان والمكان ولا يمكن أن تنتج شيئا ناهيك على أنني لا أعتقد أن الرئيس الحريري يؤمن بهذه الأساليب ولقد كنت على تواصل معه في احدى تلك الليالي وأبدى استياءه الشديدي مما يجري بل كان يستفسر مني عمل جرى،ووعدني بإعلان موقف واضح تجاه هذا الموضوع، الموقف لحظناه في البيان المشترك والذي أذاعه الرئيس السنيورة في الاجتماع الرباعي في بيت الوسط وأعتقد بان البيان لم يترك مجالا للشك وأعتقد بأن ما يثار إنما هو من جملة الحملات السياسية المغرضة والتي تستهدف الرئيس الحريري، وأشير الى انني أطالبه بأكثر من ذلك لأن الاستنكار لا ينفع مع مدينة لم تخذله في يوم من الأيام".

اللواء ريفي
الوزير السابق اللواء أشرف ريفي تحدث من ضمن متابعته للجنة انقاذ طرابلس الفيحاء قال:"أعمل مع نقباء المهن الحرة في طرابلس في هذه اللجنة والتي تمخضت عن اجتماع السياسيين والفعاليات ضمن معرض طرابلس الدولي، لقد تم تحديد أربعة محاور للعمل المحور الصحي، المحور الاجتماعي ، المحور المتعلق بمتابعة أوضاع أولادنا العالقون في الخارج بسبب "الكورونا"، المحور الرابع السجون".

وتابع:" المحور الصحي بات جاهزاً وقد اطلعنا على كل الوضعية في المستشفى الحكومي لجهة الوباء وحجمه في المدينة والعمل جار ضمن فندق الكواليتي ليتم تحويله الى مركز للحجر، فيما خص قضية متابعة أبنائنا في الخارج فهي لا تسير بشكل جيد كون هناك طلاب ينامون في الشارع بسبب عدم قدرة تحويل الأموال لهم، حتى ان هناك زوار علقوا بسبب الوباء هؤلاء يحتاجون الى انقاذ سريع وليس كما تفعل الدولة، لهذا اقترحت فتح كل المرافئ لاحضار أبناء الوطن".

وأضاف:"المحور الأهم الاجتماعي وهنا حتى مع انحسار وباء الكورونا علينا دعم المواطن لحين العودة الى أشغاله، بلدية طرابلس قدمت مساعدات لأبناء المدينة كما مبلغ 400 ألف من قبل الدولة، وكلجنة نحن بصدد التحضير لحملة تبرعات من أبنائنا في الخارج والداخل وهناك شركة تضع اللمسات الأخيرة على كيفية تحويل الأموال اضافة الى مدقق حسابات، والأموال ستحول للمستفيد منها دون أي وسيط بشكل حضاري وخلال أيام سيتم انهاء المشروع، وبرنامج التوزيع سيكون قبل فترة عيد الفطر السعيد، بالتأكيد كل السياسيين الذين اجتمعوا في المعرض هم على أتم الاستعداد للتبرع ان لم نقل تبرعوا أصلاً فالرئيس ميقاتي لم يقصر ولا الوزير الصفدي لكن ربما هم يقومون بذلك بعيداً عن الاعلام، لكن ما يهمنا العمل الطرابلسي والذي سيشمل كل العائلات، بداية لم نظهر على الاعلام ولهذا ظن البعض بأن اجتماع المعرض كان فاشلاً الا ان الحقيقة هو سيقدم المساعدات ضمن الممكن لحين انتهاء الأزمة".

ثورة جياع
وتابع:" ما جرى في طرابلس "ثورة جياع" وفي كل دول العالم تشهد الثورات شيئاً من العنف وللأسف الشديد، برأي أن الثورة السلمية تعطي نتائج أهم كون الكل يسير ضمنها ويحضنها، اليوم هناك أشخاص بطبعهم يحبون العنف، أو نفسياً يتجهون نحو العنف بسبب الجوع، ومن خلفيتي الأمنية أقول بأن ثورة الجياع تتضمن العنف بيد اننا وبفضل الله تبقى وطأة الثورات عندنا أخف بكثير من كل دول العالم".

وختم اللواء ريفي مؤكداً على :" أنه لن يكون هناك أزمة لجهة فقدان المواد الغذائية نظراً للعلاقات فيما بيننا وبين الخارج وسيتم تأمين المواد الغذائية بصورة استثنائية فلا خوف على هذا الموضوع ".

وأخيراً أقول:" بأن الخطة الاقتصادية التي تقدم بها الرئيس دياب ليست الحل كون الحل لن يكون الا بالسياسة، فأزمتنا سياسية كوننا بلد ملحق بالمحور الايراني والحل لن يأتي الا بتغيير الطبقة السياسية برمتها".