بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تشرين الثاني 2021 12:49م طرابلس تستعد لانتخابات نيابية تنقذها من براثن الفقر والعوز

حجم الخط
الاستعدادات للانتخابات النيابية انطلقت بشكل ملحوظ في مدينة طرابلس وكأن هذه الانتخابات ستحصل غدا، وبدأ الإعلان عن الترشيحات بشكل علني من خلال مؤتمر صحافي، أو من خلال لقاءات عقدت ايذانا ببدء التحالفات والتوافق على الأسماء كمحاولة لبلورة الصورة والتي ستبقى مبهمة الى حين معرفة ان كانت هذه الانتخابات ستتم فعلا في موعدها .

طرابلس الغارقة في الأزمات كما سائر المناطق اللبنانية جراء الانهيار الاقتصادي الحاصل وانقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار البنزين والمازوت والمخاوف من أزمة رغيف مرتقبة قبل اللجوء الى زيادة سعر ربطة الخبز فضلا عن غلاء الدواء والمواد الغذائية وما يقابل هذا الغلاء من انعدام كلي للقدرة الشرائية لدى الكثير من العائلات التي باتت تحت خط الفقر وهي تنتشر في الأسواق والأحياء الشعبية للمدينة، كل هذا لم يقض على آمال المواطنين الذين يؤكدون على توجيه الضربة لسياسيي المدينة بسبب افقارهم وتركهم يصارعون مصيرهم على أبواب المستشفيات وأمام محطات الوقود ولدى الصيدليات التي أقفلت في وجوههم فهل ستتحقق أمنياتهم ويحصل التغيير؟؟!!

يرى مراقبون بأن شيئا في الواقع السياسي لن يتغير في ظل انهيار اقتصادي كبير، وعنصر المال سيبقى له الكلمة الفصل مع توفر البلوكات لكل فريق سياسي في مدينة طرابلس، أضف الى كل ذلك أن الشريحة الكبرى من المواطنين المثقفين والتي التزمت الصمت لسنوات طويلة لن تغير موقفها اليوم ولن تشارك في انتخابات لن تبدل شيئا من واقعهم، في حين يرى البعض الآخر أن انتفاضة 17 تشرين سيكون لها دور بارز في الانتخابات المقبلة بعدما عبر المواطن عن سخطه وغضبه من الطبقة السياسية الفاسدة والتي أفقرته ورمت به في نار "جهنم" غير آبهة به خاصة في طرابلس والتي تشكو مرارة الأزمة أكثر من غيرها من المناطق بسبب الفقر الذي يعشعش داخل المنازل والبطالة المستشرية في صفوف الشباب فهل من معجزة حقيقية تنقذهم؟!!!
طبعا نحن لسنا في زمن المعجزات كي نتمناها، لكن درجة الوعي مطلوبة اليوم أكثر من السنوات السابقة في سبيل اختيار الأفضل وهذا لن يكون الا من خلال إعداد لوائح تشكل خطرا حقيقيا على السياسيين في مدينة طرابلس فهل ينجح المجتمع المدني في هذه الخطوة؟؟
مصادر مطلعة على حركة الجمعيات تؤكد أن هناك مساعي تبذل لتشكيل نواة لائحة تكون قادرة على مواجهة لوائح السلطة ولو بتسجيل بعض الخروقات ولعل أهم الأسماء المرشحة عليها الدكتورة هند الصوفي التي كان لها صولات وجولات ضمن ساحة النور، والى جانب الجمعيات هناك أسماء بارزة في صفوف الناشطين تسعى أيضا لتشكيل لائحة تكون على قدر طموحات أهالي طرابلس كما يؤكد الناشط طلال كبارة والذي يرى بأن طرابلس تكتنز الكثير من الشرفاء الذين سينقذونها من شبح الفقر ويزيلون عنها الاهمال والحرمان، لكن يبقى المطلوب الجرأة والشجاعة لخوض الانتخابات ووعي المواطنين.
في المقابل لم يصدر عن الساسة التقليديين في المدينة أي تصريح بشأن الانتخابات ولم تتحرك ماكيناتهم الانتخابية لدرايتهم التامة بحقيقة الأوضاع والانتظار حتى مطلع العام المقبل وكيف ستكون التحالفات بين تيار المستقبل وتيار العزم وتيار الكرامة أو سيكون لكل تيار لائحته المستقلة؟؟ حتى الساعة تبقى الأسماء المؤكدة لخوض هذه الانتخابات الدكتور مصطفى علوش وناصر عدرة عن تيار المستقبل، كريم كبارة نجل النائب محمد كبارة وغسان الجسر نجل النائب سمير الجسر،أما المقعد الماروني الشاغر برحيل النائب جان عبيد فيشكل عقدة حقيقية والكل سيتنازع عليه ، حزب الكتائب والذي شغله لفترة في زمن التحالف مع الرئيس سعد الحريري، أو حزب القوات بعدما بنى أرضية واسعة له في طرابلس خاصة في الأحياء الشعبية، دون أن ننسى الطامحين من أبناء هذه الطائفة والذين يسعون أيضا لايجاد مكان لهم ضمن لوائح الناشطين والجمعيات وحتى ضمن السياسيين التقليديين.
حركة الانتخابات الناشطة في طرابلس يقابلها تخوف وحذر شديدين من المرحلة المقبلة في ضوء المعطيات السياسية القاتمة والتهديدات الخارجية، باختصار هناك صراع بين التفاؤل والتشاؤم فلمن ستكون الغلبة في النهاية؟؟؟!!!