تترقب الأوساط السياسية اليوم أي حركة في أرجاء بيت الوسط، وذلك بعد تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الى الخميس المقبل، إلا أن الرئيس سعد الحريري لم يعلّق حتى اللحظة.
حجة التأجيل كانت أن بعض الكتل تمنت على رئيس الجمهورية اعطاء المزيد من الوقت للعمل على حل «الصعوبات»، إلا أن ظاهر الأمر يوحي بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لا يريد للحريري أن يكلّف بسلاسة، ولا يستسيغ فكرة ابعاده كليًا عن المشهد، في ظل تواصل الحريري مع آخرين كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والرئيس نبيه بري.
فكيف سيتصرف الحريري؟ وهل سيتواصل مع باسيل هذا الأسبوع؟ ماذا ينتظرنا الخميس وما هو موقف حزب الله؟ هل انكسرت الجرة بين المستقبل والقوات؟ وهل سنشهد على أزمة تأليف تمتد الى ما بعد الانتخابات الأميركية؟
هذه التساؤلات أجاب عليها عضو كتلة المستقبل محمد الحجار، في حديث مع اللواء، حيث اعتبر في البداية أن الرئيس الحريري يتعامل مع المبادرة الفرنسية على أنها فرصة الانقاذ الوحيدة للبنان وقراره هو عدم السماح بتفويت هذه الفرصة، وهذا ما يجعله يقبل بأن يكلّف بتشكيل حكومة مهمة لوقف الانهيار ولسحب فتيل أي حرب تحضّر، وهذا الأمر يتخوف منه الحريري.
النائب محمد الحجار
وأكد الحجار أن التأجيل الذي حصل لن يغيّر في موقف الحريري، فهو قام هذا الأسبوع بزيارتين للرئاستين الأولى والثانية، وطرح ما عنده وعدم زيارته لباقي الأفرقاء أتى لحرصه على عدم حصول التأليف قبل التكليف. مضيفًا: "الحريري تواصل مع الأفرقاء عبر وفد أرسله وطرح معهم 3 نقاط أساسية، وهي: موضوع الالتزام بالمبادرة الفرنسية، وتأييد البيان الوزاري الذي يركّز على الاصلاحات، ودور المجلس النيابي لتمرير القوانين المطلوبة للشروع بالاصلاحات".
وعن ما ينقل عن أن الشرط اليوم لتمرير التكليف هو تواصل الحريري مع باسيل، اعتبر الحجار أن طرح كهذا يتحمل مسؤوليته من يعرقل، وقال: "الرئيس الحريري قام بما يجب عليه القيام به هذا الأسبوع، الحريري موجود، من يريد تسميته فليسميه ومن لا يريد فليتحمل مسؤولية قراره".
ولفت الى أن الاتصال بين الحريري وجنبلاط أتى للتأكيد على التواصل الدائم بينهما بعد الكلام الذي صدر عن الرجلين في مقابلات تلفزيونية، أما في مقابل هذا الشيئ هناك من يريد أخذ الأمور الى التزامات بالتأليف وهذا ما لن يقبل به الحريري.
وفي ما يخص موقف حزب الله من التأجيل، لم يصدر موقفًا رسميًا عن الحزب، إلا أن الحجار يعتبر أن ما ينقله اعلام مقرب من الحزب يفيد بأن الأخير لم يكن لديه علم بخطوة عون، وأن موقف الرئيس بري الرافض للتأجيل، يعبر عن رأي الحزب أيضًا.
العلاقة مع القوات
يؤكد الحجار أن الجرة لم تنكسر مع القوات أبدًا، مذكرًا بالمسار التاريخي الذي جمع الحزبين في معركة الاستقلال الثاني، واعتبر أن فريق القوات لديه الحق بعدم تسمية الحريري، وكل من يتخذ أي قرار سيتحمل مسؤوليته.
وكان النائب فادي سعد قد شكّك بقدرة الحريري على تأليف حكومة مستقلين واختصاصيين، وتعليقًا على ذلك قال الحجار: "الحريري ملتزم بحكومة مستقلين واختصاصيين، وهو باذن الله قادر على انجاز هكذا حكومة، ولكن طبعًا يجب على الآخرين مساعدته على ذلك وليس وضع العصي بالدواليب".
وأضاف: "الحريري يملك القرار والارادة وسيوظف كل امكانياته وقدراته لانجاح هذه المبادرة، ولكن اذا كان هناك من يريد أن يعرقل التكليف أولًا والتأليف ثانيًا والاصلاحات ثالثًا فسيتحمل المسؤولية الكبرى".
الانتخابات الأميركية وكلمة السر
في هذا الخصوص، يرفض الحجار الربط بين الحدثين في لبنان والولايات المتحدة، معتبرًا أنه علينا اليوم أن نسرع قدر الإمكان بتشكيل الحكومة التي ستعمل فقط على وقف الانهيار الاقتصادي واعادة اعمار بيروت، ومن يعرقل تشكيلها هو يعيق حصول هذه المهمات.
ويرى الحجار أن الاستشارات التي تأجلت اليوم مجددًا كان يجب أن تحصل فورًا بعد اعتذار السفير مصطفى أديب، وهذا ما ينص عليه الدستور حتى لو لم يلزمها هذا الدستور بفترة زمنية، فمن شرّع حينها لم يكن يتوقع أن هناك من سيسلك هكذا مسار في يوم من الأيام".
وختم: "برنامج الحريري اليوم حكومة مستقلين اختصاصيين لوقف الانهيار واعادة اعمار بيروت لمدة أشهر ومن بعدها فليفعلوا ما يريدون ونقطة على السطر".