بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 أيار 2019 04:04م عيد الفطر السعيد في طرابلس "أحلى"

الأسواق الداخلية ازدانت بأبهى حلتها والعبرة في النهاية

حجم الخط
ازدانت أسواق طرابلس الداخلية وسوق عزمي بالزينة الرمضانية استعداداً لاستقبال عيد الفطر السعيد والذي ينتظره التجار بفارغ الصبر طمعاً في الحصول على حركة بيع ناشطة من شأنها سد العجز الذي يرزحون تحت نيره بسبب الجمود الاقتصادي والذي يخيم على الأسواق منذ سنوات طويلة.

طبعاً، هي آمال قد لا تتحقق، لكن ليس أمام التاجر سوى الاستعداد، وليس أمام الزبائن سوى بذل الجهود في سبيل تأمين ما يلزم من احتياجات لأبنائهم.

داخل "السوق العريض" سوق الكندرجية تتألق المحلات بأبهى حلتها وقد خرجت حديثاً من أعمال تأهيل نفذتها جمعية العزم بعد الضربة القاسية التي تلقاها السوق في زمن الجولات القتالية، اليوم السوق خلع عنه ثوب "الحرب" وارتدى ثوب "السلم والأمان" ايماناً بكونه الشريان التجاري الأهم شمالاً بالنسبة لكل الأقضية الشمالية والتي ان ارتكزت على المحلات المنتشرة فيها الا انها تقصد أسواق طرابلس في العشر الأخير للتمتع بالأجواء الرمضانية التي تمتاز بها المدينة والتي لا تتوفر في أي منطقة أخرى، فضلاً عن الأسعار التي تترافق والحسومات الكبيرة بهدف تنشيط حركة البيع والشراء، وكما في الأسواق الداخلية كذلك في شارع عزمي حيث التاجر يأمل خيراً عشية الاستعداد لعيد الفطر السعيد، كون الأوضاع الاقتصادية الصعبة ترخي بثقلها على أصحاب المحلات والذين يدفعون أثماناً باهظة كايجارات وان لم يتمكنوا من البيع وتصريف البضائع فان مصير محلاتهم مهدد بالاقفال وتسليم المفاتيح لأصحابها.

السوق العريض
التاجر عبد اللطيف حمزة في السوق العريض منذ 28 سنة يقول:" الأعمال الجديدة أعادت للسوق رونقه وتاريخه العريق، وبالطبع نشكر جمعية "العزم" على هذا العمل الجبار والذي يتيح المجالات واسعة أمام عودة الزبائن واعادة الرونق للمنطقة ككل والتي تعتبر الشريان التجاري الأساس في الشمال".

وتابع:" نأمل وندعو أهلنا في الشمال الى زيارة أسواق طرابلس والتسوق فيها كونها تضم أكبر المؤسسات التجارية بأقل الأسعار والتي تناسب الجميع، طرابلس مدينة الحياة وليست قندهار كما "ألبسوها سابقاً"، اليوم نحن نسعى الى تغيير صورتها واعادة الحياة لأسواقها".

وعن الاستعدادات يقول:" هي على أتم جهوزية طالما أن عناصر الجيش اللبناني يقومون بكل ما يلزم لجهة استتباب الأمن والاستقرار، ومن ناحيتنا كتجار نقوم بكل ما يلزم وان كنا على يقين تام بأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة سوف تمنع الزبون من شراء كل ما يلزمه لكن قدر الامكان نحاول تحريك العجلة من خلال جذب الزبائن من كل الأقضية الشمالية".

من جهته التاجر عبد الغني الأبيض قال:" نتمنى أن يكون السوق بحلته الجديدة متنفساً حقيقياً لكل الزبائن، وهنا لا بد من توجيه الشكر للرئيس نجيب ميقاتي والذي قام بتأهيل السوق، والشكر موصول الى بلدية طرابلس كل التجار، لقد عمدنا الى تزيين السوق بغية استقطاب المزيد من الزبائن والذين كانوا في السابق يأتون من كل الأقضية نظراً للأسعار المناسبة والحسومات الكبيرة".

وتابع:" الوضع الاقتصادي ككل سيء وليس فقط في طرابلس، وما قمنا به ليس الا محاولة لتغيير الوضع ، ونأمل في الأيام المقبلة أن تتحرك أسواقنا".

أسواق عزمي
هذا على صعيد الأسواق الداخلية فماذا في منطقة عزمي؟؟؟ وماذا بالنسبة للتجار والذين يدفعون الأثمان الباهظة أجار محلاتهم التجارية ومع هذا لا يحظون بالزبائن ولا بحركة بيع متوقعة، هم فقط يقومون بتزيين محلاتهم والاعلان عن اجراء حسومات بهدف "شد الزبائن" لكن في المقابل يمضون ساعات النهار والليل بانتظار "من يملك السيولة" ليشتري ما يلزم من ثياب وأحذية ومستلزمات عيد الفطر لأولاده، هذا العيد والذي كان يشكل في السابق مناسبة استثنائية في مدينة طرابلس ولدى العائلات الطرابلسية.

رئيس جمعية تجار شارع عزمي طلال بارودي قال لموقعنا :" الحركة التجارية ومنذ بدء هذا العام تعد كارثية على لبنان ككل وطرابلس بشكل خاص، وأؤكد على أن هناك العديد من المؤسسات التجارية اتخذت القرار بالاقفال بعدما وصلت الى عجز مالي كبير، اليوم وخلال شهر رمضان المبارك بقينا على ما نحن عليه ما من تحسنات ولا تباشير خير لغاية الساعة، نأمل في العشر الأخير أن تتحسن الأحوال ويشهد سوق عزمي حركة ناشطة نتمناها جميعاً كتجار".

وعن الزينة يقول:" تمت ولكن بشكل بسيط نظراً لعدم وجود السيولة وانعدام الحماسة لدى التجار، وازاء ذلك نتفهم الوضع وأملنا كبير أن تتغير الأوضاع لاحقاً بحيث نعود الى سابق عهدنا في شارع عزمي والأمر يحتاج الى تضافر الجهود من كافة المؤسسات التجارية من غرفة تجارة وبلدية وغيرها بغية خلق عناصر جذب جديدة، اذ لا يمكن الاستمرار بنفس الطريقة بعدما بتنا في "الهاوية" ".

الزبائن.. ماذا يقولون؟؟
سهير كروم رأت بأن "المواطن لم يعد بمقدوره شراء كل ما يلزم من احتياجات العيد، كل شيء بات يقتصر على "ما يلزم" فقط، وقد كنا في السابق ندلل أنفسنا فنشتري 3 أنواع مختلفة من الثياب ومن الأحذية على عدد أيام العيد، اليوم بالكاد نشتري قطعة واحدة، ونحن نخشى أن تسوء الأوضاع أكثر وكل الدلائل السياسية تشير الى ذلك".

مواطنة في السوق العريض عبرت عن "اعجابها بالتطور الحاصل في السوق ان لجهة التأهيل أو لجهة الزينة والانارة، متمنية أن يحمل هذا التغيير المزيد من التحسينات على صعيد التجار والذين يقدمون بالفعل أفضل المنتوجات بأقل الأسعار".

ولفتت الى انها من منطقة عكار ومع هذا لا تشتري الا من السوق العريض فهي زبونة منذ أكثر من عشر سنوات.

أما جومانة كبارة فقالت:" طبعاً لعيد الفطر نكهة خاصة كونه يأتي بعد شهر رمضان المبارك، لكن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة باتت تقضي على كل أفراحنا، وان كنا نحاول قدر الامكان تأمين ما يلزم من احتياجات العيد".