بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تشرين الأول 2017 12:00ص قائد الجيش في «لقاء عائلي« مع الإعلاميين «رفاق السلاح»: رسالتكم نشر الحرية ورسالتنا الدفاع عن الوطن

العماد عون متحدّثاً في حفل تكريم الإعلاميين بالنادي العسكري العماد عون متحدّثاً في حفل تكريم الإعلاميين بالنادي العسكري
حجم الخط
حرص قائد الجيش العماد جوزاف عون على مخاطبة الإعلاميين بـ«رفاق السلاح»، بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش اللبناني والصحافة، في لقاء وصفه بـ«العائلي»، وهو الأوّل الموسّع الذي يلتقي خلاله بممثّلي المؤسسات الإعلامية اللبنانية والعربية والعالمية.
لقاء تجاوز الشكر إلى تأكيد الوفاء المتبادل والصوت الأعلى مع المواجهة الإعلامية، لإثبات أنّه «في مطلق الأحوال لا يجب أن نربح على حساب الوط»ن.
الانتصار الذي حقّقه الجيش في معركة «فجر الجرود» على الحدود الشرقية للبنان في مواجهة المجموعات الإرهابية، أراد العماد عون تأكيد الشراكة فيها مع وسائل الإعلام التي وثّقت هذه المرحلة الهامة من تاريخ لبنان، والتي جرى تأريخها بميدالية حملت إسم عملية «فجر الجرود» وُزّعت على الإعلاميين.
كما كانت مبادرة من قائد الجيش بأنْ جال على جميع المدعوين مصافحاً ومحيياً، خلال حفل التكريم الذي أُقيم في النادي العسكري» – المنارة في العاصمة بيروت، من تنظيم مديرية التوجيه، بحضور وزيرَيْ الدفاع والإعلام يعقوب الصرّاف وملحم الرياشي ورئيس أركان الجيش اللواء الركن حاتم ملاك، وكبار ضباط القيادة، وعدد من مسؤولي وسائل الإعلام والمندوبين والمراسلين.
قائد الجيش، إبن بلدة العيشية في قضاء جزّين، واجه اعتداءات وخروقات المحتل الإسرائيلي يوم كان يتولّى قيادة اللواء التاسع في المنطقة الحدودية المحرّرة، قبل أنْ يتسلّم قيادة جبهة عرسال منذ تشرين الأوّل 2016، قبل تعيينه قائداً للجيش وترقيته إلى لواء (8 آذار 2017).
وألقى العماد عون كلمة (استغرقت لـ7 دقائق) بالمناسبة توجّه فيها بالشكر إلى جميع وسائل الإعلام والمندوبين والمراسلين الذين واكبوا العملية «بروح المواطنة والجرأة والمسؤولية، والتضامن مع الجيش في معركته ضد الإرهاب».
وشكر العماد عون ممثلي وسائل الإعلام بالقول: «واكبتم تغطية عملية «فجر الجرود» بأدقّ تفاصيلها ومجرياتها، وأبديتم من الجرأة والشجاعة والموقف المسؤول، ما أثبت أنكم بحقّ، جنود الإعلام الوطني المخلص، المعبّر عن ضمير شعبه في اللحظات الوطنية الصعبة، والذي لا يخشى الوقوف عند حدود الخطر أو يتخلّف عن بذل أي تضحية، غيرةً على مصلحة جيشه ووطنه، والتزاماً بقدسية رسالته، فكانت وقفتكم الرائعة هذه، ولا ننسى وقفتكم مع الجيش على الحدود الجنوبية ضدّ العدو الإسرائيلي عند كلّ اعتداء تعرّضنا له أو افتراءٍ بحقّنا من قبل هذا العدو، فكنتم الصوت الأعلى في المواجهة الإعلامية».
وأضاف: «إذا كانت السلطة الرابعة التي تمثّلون، سلطة معنوية تفاعلية، سلاحها الكلمة الحرّة والصورة المعبّرة في إطار الموقف المسؤول، فهي في الوقت عينه تكتسب من عناصر القوّة ما يكفي لإحداث التغيير الإيجابي الهائل في المجتمع، فإلى جانب تميّزها عن سائر السلطات بالثبات والديمومة، باتت اليوم أرفع مكانة وأكثر حضوراً، بفعل ثورة الاتصالات والمواصلات والتكنولوجيا، التي جعلت من العالم قرية كونية صغيرة، وصار الإعلام بوسائله كافة، عاملاً أساسياً من عوامل كشف الحقائق وتوجيه الرأي العام وتكوين قناعته وميوله، وإبراز إبداعاته ومواهبه، ونقل صورة المجتمعات إلى شتى أصقاع الأرض، وبالتالي أصبح مقوِّماً أساسياً من مقوِّمات حماية الوطن وتحصين مناعته في مواجهة التحديات، من هنا، نرى في التعاون الخلاق بين الجيش والجسم الإعلامي اللبناني خلال عملية «فجر الجرود»، نموذجاً يحتذى حذوه في كلّ محطّة وطنية مستقبلية». 
وختم العماد عون: «رسالتكم نشر ثقافة الحرية والانتصار لحقوق المواطن، ورسالتنا الدفاع عن الوطن، وحماية هذه الحرية في إطار القانون، كي لا تتحوّل إلى فوضى فتنقلب على نفسها. وفي هاتين الرسالتين يتجلّى الهدف الأسمى وهو خدمة لبنان، فلا مصلحة تعلو على مصلحته لأنّها مصلحة الجميع من دون استثناء، قد نخسر كأفرادٍ ومؤسسات ويربح الوطن، أو قد نربح معاً، لكنّه في مطلق الأحوال لا يجب أن نربح على حساب الوطن».
{ من جهة ثانية، تفقّد العماد عون فوج التدخّل السادس المنتشر في منطقة البقاع الأوسط، حيث جال في مراكزه، واطلع على إجراءاته الأمنية المتخذة لضبط الحدود والحفاظ على الأمن، ثمّ اجتمع بالضباط والعسكريين وزوّدهم التوجيهات اللازمة.
 وأكّد قائد الجيش أنّ «سلامة الوطن هي من سلامة حدوده التي باتت كاملة في عهدة الجيش بعد عملية «فجر الجرود» ودحر الإرهاب عن الحدود الشرقية، وهذا الإنجاز الوطني الكبير يستدعي من الوحدات العسكرية المنتشرة على كامل الحدود تكثيف عمليات الرصد والمراقبة والتدابير الميدانية لقمع أعمال التسلّل والتهريب بالاتجاهين، والتصدّي لأيّ انتهاك لحرمة الأراضي اللبنانية». 
وأشار العماد عون إلى أنّ «الاستقرار الأمني في لبنان عموماً بات محصّناً أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وأيّ محاولة للإخلال به ستواجه بصورة فورية وحاسمة»، لافتاً إلى أنّ «قدرات الجيش في تزايد مستمر بفعل ورشة التدريب الناشطة فيه على جميع الصعد، ومواصلة الدول الصديقة تقديم الدعم العسكري النوعي له، تعبيراً عن ثقتها بدوره في مكافحة الارهاب والدفاع عن لبنان».