بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتي يعاني منها المواطن اللبناني عامة والطرابلسي خاصة لا يزال هناك عامل مياوم يعمل بلا أجر داخل مركز ضمان طرابلس، هؤلاء العمال الذين طالبوا مرارا وتكرارا بحقوقهم كونهم يعملون منذ ثلاث سنوات ونصف بشكل يومي لكن رفض الدولة اللبنانية الاعتراف بهم رغم حاجة الضمان لهم ، حرمهم من رواتبهم ومن الاستفادة من خدمات الضمان، مما اضطرهم طيلة هذه الفترة الى مزاولة مهن أخرى بغية الحصول على المال الذي من الممكن سد حاجاتهم وعائلاتهم.
معاناة حقيقية يعيشها اليوم ستة موظفين بعدما كانوا 13 موظفا ترك البعض منهم بهدف البحث عن مورد رزق في مكان اخر، ليصمد ستة اعتبروا أن تضحياتهم السابقة لا يجوز أن تذهب سدى وعليهم متابعة النضال الذي لن يضيع طالما وراءه مطالب.
وبهدف اسماع صوتهم عمد العمال اليوم الى تنفيذ وقفة احتجاجية أمام مركز الضمان في منطقة الميناء شارك فيها رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر ، النائبين وليد البعريني والدكتور علي درويش نقيب السائقين العموميين شادي السيد، نقيب عمال مصلحة استثمار مياه طرابلس كمال مولود، النقيب شعبان بدرة ، النقيب طلال صوراني، رئيس نقابة مزظفي الضمان حسن حوماني إضافة الى مخاتير وسائقين عموميين.
هموم العمال
وعن مشاكلهم تحدث محمد السيد فقال:" انتسبنا الى الضمان في العام 2016 وقبل صدور قانون منع التوظيفات العشوائية، لكن وللأسف دخل موظفون الى شركة أوجيرو وشركة قاديشا بعد صدور القرار وتم تثبيتهم مع العلم ما من مهام يقومون بها، في حين نحن نحمل الشهادات ونسد حاجات كبيرة نظرا لعدم وجود موظفين في الضمان ومع هذا فان أحدا لا يلجأ الى حل مشكلتنا والتي تتعلق بعدم تثبيتنا وتقاضينا لرواتبنا لا بل حتى عدم الاستفادة من خدمات الضمان فكيف يمكننا الاستمرار؟".
من جهته أحمد الحج قال:" نقبض 30 ألف في اليوم فاذا حلت مشكلتنا ما هو المبلغ الذي سنحصل عليه كتعويض عن السنوات السابقة؟؟؟ لقد تعلمت حرفة لأعتاش منها، أضف الى ذلك كل ما نجريه من صور شعاعية لنا ولعائلتنا ندفع ثمنها".
أما عمر عمار فقال:" لقد فتحت محل صغير لبيع المنقوش بغية تأمين المورد لي ولعائلتي والتي تتألف من زوجتي وثلاث أولاد أملنا كبير برب العالمين".
الدكتور الأسمر
الدكتور بشارة الأسمر قال:" النضال في طرابلس مزمن والمناضلون هم جزء لا يتجزأ من ثورة العمال والاتحاد العمالي العام، طرابلس ذات اختصاص بالظلم كونها بعيدة كل البعد عن الانماء المتحيز في لبنان".
ولفت الدكتور الأسمر الى أن :" من يقوم بعمله لا بد من تقاضيه لراتبه والا فان هذا قمة الظلم والاستبداد نحن ندعو الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بشخص مديره العام الى اتصال هؤلاء المياومين عبر اعطائهم حقوقهم بدفع رواتبهم، وهنا أنقل من المدير العام استعداده لرفع الموضوع الى مجلس الادارة بهدف البت به وهذا الكلام موثق من خلال وجود رئيس نقابة الضمان حسن حوماني لذا أؤكد على ايجاد الحل وجاجة الضمان الاجتماعي الموظفين ورفده بالطاقات الشاب سيما وان الضمان يقوم بواجباته كاملة خلال الفترة السابقة والمتصدي الأول لجائحة كورونا".
النقيب السيد
من جهته النقيب السيد قال:" ثلاث سنوات والعمال لا يتقاضون رواتبهم وهذا حرام ولا يجوز، لن نسمح بهدم مؤسسات الشمال، بالأمس كان الاعتداء على جهاز السكانر في مرفأ طرابلس واليوم الضمان من خلال عدم استقبال المستشفيات للمضمومبن، لكن لن نسكت وسنستمر بالمطالبة، ونناشد الرئيس نبيه بري والذي له اليد الطولى في الموافقة على ادخالهم الى ضمان طرابلس، نناشده ايجاد الحلول السريعة لهذه القضية والتي تعالج وللأسف الشديد من الناحية الطائفية".
حوماني
رئيس نقابة الضمان حسن حوماني قال:" لا بد من اعطاء العمال حقوقهم كونهم يقومون بواجباتهم على أكمل وجه، نحن نقف الى جانبهم ومثلما قال الدكتور الأسمر كان هناك اتصالا مع المدير العام بغية رفع كتاب الى مجلس الادارة لبت الموضوع، ونحن اليوم نتضامن ونتمنى على مجلس الادارة اتخاذ القرار بدفع الرواتب والتي لا تتجاوز المليون ومئتي ألف ليرة".
البعريني
النائب البعريني قال:' منذ البداية ونحن نتابع الملف ومن هنا نوجه رسالة للمدير العام والذي يتبع الى فريق يناضل في سبيل دعم المحرومين ، نتمنى عليهم انهاء الموضوع بحسب ما وعدوا".