بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 كانون الثاني 2019 05:19م لقاء بكركي يقظة وطنية موحدة

بالتعاون مع المكونات المسيحية والاسلامية

حجم الخط
دور الموارنة في مواجهة الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وما بلغت إليه من تردٍّ على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وما تقتضيه من مبادرات ومقاصد تنسجم وواجبهم في الحفاظ على الدولة اللبنانية، شكلت المحور الاساسي في لقاء بكركي الذي ترافق مع صرخة من بكركي من أجل إنهاء الفراغ الحكومي وتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن لمواجهة التحديات الوطنية والاقتصادية، خصوصاً في ظل التردي الاقتصادي الكبير والسخونة التي يرتفع منسوبها في المنطقة، فضلاً عن الدعوة الى التمسّك بالدستور ورفض كل محاولات تكريس أعراف جديدة على حساب الدستور.

الا ان أوساط متابعة للقاء اعتبرت ان البطريرك ما كان ليدعو الى هذا الاجتماع لو ان الازمة السياسية متعلقة حصرا بتأليف الحكومة، بل انها تعدت اطارها السياسي لتلامس أزمة نظام بات يخشى معها من اختلال نظام المناصفة الذي كرسه اتفاق الطائف.

وتضع هذه الأوساط لقاء الموارنة في إطار المساعي التي يبذلها الراعي للخروج من الأزمة التي تستوجب بداية ترتيب البيت الماروني وصوغ موقف موحد منها.

"نريد يقظة وطنية موحدة، منها وبها ننطلق مع كل مكونات المجتمع لحماية الجمهورية ونرغب أن يكون هذا اللقاء بصورة دائمة لدرء الخطر عن الوطن والعمل مع كل مكوناته المسيحية والاسلامية على حمايته فيستعيد مكانته".

بهذه العبارة لخص البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لقاء بكركي التشاوري الذي حمل عنوان "صرخة انقاذ الوطن ".
هذه الصرخة جاءت من بكركي التي عهدها الموارنة واللبنانيين مرجعا روحيا وطنيا في القضايا الوطنية المفصلية .

33 شخصية مارونية لبت دعوة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من بين 62 شخصية مارونية تم توجيه الدعوة اليها. في حين غاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع لوجودهما خارج البلاد.كما اعتذر النائب جان عبيد لاسباب خاصة.

وقد أكد البطريرك الراعي في مستهل اللقاء ان" اجتماعنا كموارنة هو من أجل حماية لبنان" ​في ظل خطورة الوضعين الاقتصادي والمالي وخطورة عدد ​ النازحين السوريين وخطورة الوضع الاجتماعي الي الذي يعاني منه شعبنا حتى أن المواطن بدأ يفقد الثقة بالدولة وبحكامها لا سيما شبابنا المتخرجين .

ورأى الراعي انه من اسباب الازمة السياسية عدم تطبيق اتفاق الدستور والطائف مما جعل ​ المؤسسات الدستورية ​ ملك ​ الطوائف ​ لا الدولة" في حين يحكى في السر والعلن عن مؤتمر تأسيسي ومثالثة في الحكم تضرب العيش المشترك.

وأضاف: "الوحدة اللبناينة مهددة اليوم علينا ان نفكر معا في الدور المطلوب منا كمسؤولين كما فعل قبلنا رجالات من طائفتنا، وجابهوا المصاعب حتى قيام دولة لبنان الكبير، وهكذا استطاعوا مع سواهم من المواطنين التغلب على المخططات التي كانت تهدف لصرب لبنان".

وأعلن الراعي "أننا نريد يقظة وطنية موحدة، منها وبها ننطلق مع كل مكونات المجتمع لحماية الجمهورية ونرغب أن يكون هذا اللقاء بصورة دائمة لدرء الخطر عن الوطن والعمل مع كل مكوناته المسيحية والاسلامية على حمايته فيستعيد مكانته".

لجنة صياغة البيان
وبعد انتهاء اجتماع لقاء بكركي،الذي استمر من العاشرة صباحا حتى الواحدة بعد الظهر .كان اول المغادرين وزير الخارجية جبران باسيل وارتباطه بمواعيد في الخارجية . عُينت لجنة لصياغة البيان الصادر عن اللقاء قوامها: ابراهيم كنعان، جورج عدوان، سامي الجميل، اسطفان الدويهي، فريد الخازن، هادي حبيش بحضور المطران سمير مظلوم.

تصاريح ومداخلات للنواب الموارنة على هامش اللقاء
اكد أمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان، عقب لقاء بكركي، ان "المواقف كانت واضحة خلال اللقاء والبيان يعبر عن الكثير من النقاط التي تجمعنا، ولجنة المتابعة ستتابع النقاط العالقة بجدية وعمق في سعي لتصغير رقعة الاختلاف".

وعن الحديث عن تشنجات خلال اللقاء، قال كنعان: "من يقول ذلك هو من يحب ان يبقى متشنجا، لكن الواقع ان الجميع تمثل في لجنة الصياغة، والبيان يعبر عن كل المشاركين في اللقاء. لذلك، ارتاحوا، فهناك نقاش حصل ولا تشنجات وتوترات والقضية الوطنية المسيحية ليست ملك اشخاص، بل جميع المسيحيين".


عضو كتلة "الكتائب" النائب ​ الياس حنكش ​ اعتبر ان بكركي استشعرت الخطر الذي حذر منه ​ حزب الكتائب ​ وهو ابعد من ملف ​ تشكيل الحكومة ​، وهو خطر على هوية لبنان.

وفي حين ان الجميع يبحث عن نتائج ان طرح الكتائب واضح في ما خص الحكومة وهو حكومة اختصاصيين ضمن حوار عميق بين رؤساء الكتل في المجلس النيابي.لا يجب تحميل اجتماع بكركي اكثر مما يحمل وهذا اللقاء يجب ان يكون موسعا على الصعيد الوطني.

عضو تكتل "​ لبنان ​ القوي" النائب ​ سليم عون ​ قال تناقشنا المشاكل وتبادلنا الآراء مع النواب والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس ​ الراعي ​.وصحيح انه اجتماعا مارونيا لكنه من أجل لبنان وليس من أجل ​ الموارنة ​.فالمشكلة ليست مارونية لكنها مشكلة لبنان التي تعنينا بشكل اساسي.

وبالتالي هذا اللقاء سيحملنا مسؤولية إيجاد حلول وعلينا التواصل مع المكونات الأخرى. فالمشكلة في لبنان أكبر من سياسية والى جانب الازمة السياسية هناك أيضا ازمة اقتصادية واجتماعية وحتى لو تشكلت الحكومة الازمات لن تنتهي.

واعتبر وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال النائب بيار بوعاصي​ اننا لا نريد محاكمة أحد إنّما نريد وضع الهدف وهو إعادة الحياة للمؤسسات الدستورية، وذلك من خلال الاحتكام إلى الدستور بالنص والممارسة".فالدستور هو قاعدة اللعبة السياسية في لبنان، وإذا شوّهناه نصًّا أو ممارسةً، نكون نأخذ البلد إلى المجهول.

عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب شوقي الدكاش قال اننا نلتقي بظروف صعبة في بكركي الّتي هي الجامعة للكلّ، وسنكون إيجابيين لأبعد حدود والأهم أن نحافظ على الدولة والمؤسسات.

النائب زياد الحواط قال كما كان الموارنة بقيادة بكركي منذ ٩٩ عاما الرواد في قيام دولة لبنان الكبير ، فإنهم مدعوون اليوم الى لعب دور تاريخي ليكونوا أبطالا لتثبيت الكيان اللبناني وتعزيز دوره القائم على الحوار والانفتاح وحلقة الوصل بين الجميع.‏من المداخلة في لقاء #بكركي: علينا طرح الأمور الأساسية على الطاولة، وعلى رأسها سيادة الدولة على كامل اراضيها وانهاءُ المربّعات الأمنيّة.

وهنا أسأل: أين أصبح الوعد باستكمال البحث في الاستراتيجيّة الدفاعيّة الذي أُُعطي قبل الانتخابات النيابيّة.واضاف المسؤوليّة الوطنيّة تفرض علينا التوجّه الى الشريك في الوطن لنطرح عليه السؤال التاريخي: أي لبنان نريد؟ اذ لا يمكن ان يستمر لبنان ساحة لتصفية الحسابات، وتحقيق مصالح الخارج على أرضه.‏لتجاوز العقبات والترفّع عن المحاصصة والانانية وتأليف الحكومة سريعاً حتى تنصرف الى معالجة الملفّات الشائكة وعلى رأسها النزوح السوري الذي يشكّل قنبلة حقيقيّة تهدّد الوجود. كما علينا البدء جديا بوقف الهدر تطبيقاً لمؤتمر "سيدر" لا سيّما في قطاع الكهرباء، ووقف التوظيف العشوائي.

‏النائب فادي سعد قال أتينا الى لقاء بكركي ونحن نعلم ان ‫البطريركية المارونية هي المرجع والأساس. وخلفنا تاريخ حافل من القداسة والبطولة، وامامنا مستقبل ينتظر منا الا نكون اقل من إرث مارون. وبين ايادينا حاضر تعتصره الأزمات، لكن الصرح يجمعنا، وما يجمعه.

واضاف طرحنا أفكار وطروحات واضحة لكافة المشاكل على مستوى الوطن واما غياب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع عن الاجتماع هو فهو لوجودهما خارج لبنان.

البيان الختامي
وصدر لاحقا البيان الختامي الذي جاء فيه :أكد المجتمعون في لقاء بكركي بدعوة من صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي على التزامهم بالوجدان الماروني وثوابتهم الوطنية التاريخية وخصوصاً بالعلاقات التي تجمعهم على قواعد المسالمة والغفران بالرغم من اختلاف الخيارات السياسية وتعهد المجتمعون بمواجهة التحديات المقلقة والوطنية

أولاً: إن لبنان المجتمع والدولة نشأ من التلاقي الحضاري والإنساني العميق بين المسيحيين والمسلمين من أبنائه، وذلك منذ تلاقي هاتين الديانتين على أرضه.

ثانياً، تعلُّق اللبنانيين بالوحدة الوطنية والميثاق الوطني والعيش مع شركائهم في الوطن، وإن إدارة التعددية على أساس الشراكة الوطنية العادلة والمتوازنة وتمسكهم باحترام الدستور.

ثالثاً: التمسك باستقلالية القرار الوطني لمصلحة لبنان العليا في صياغة علاقاته الخارجية بحسب المنظومتين العربية والدولية.

رابعاً: وجوب تطبيق الدستور نصاً وروحاً ورفض تحويل أي استباحة له إلى عرف جديد واعتبار المؤسسات الدستورية الإطار الوحيد لمناقشة الأزمات.

خامساً ان الحضور المسيحي في لبنان ودورهم الفاعل فيه، ومحافظتهم على أرضهم.

سادساً: الالتزام والدعوة إلى الإسراع في تشكيل حكومة وفق الدستور وآليته.

سابعاً: التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان.

ثامناً: القيام بكل ما من شانه تأمين عودة النازحين السوريين إلى أرضهم بأسرع وقت.

تاسعاً: تشجيع الشباب المسيحي ومساعدته على الانخراط بمؤسسات الدولة والإدارات العامة.

على هامش الجلسة
خلال انعقاد اجتماع بكركي جرى كلام وصفه الحاضرون بالحاد بين عضو تكتل لبنان القوي النائب زياد أسود ورئيس تيار المرة سليمان فرنجية الذي قال رداً على أسود: "لم نأت ِ الى هنا لدعم الثلث المعطل لرئيس الجمهورية”.

ورفض فرنجية مبدأ ان "يُطلب منّا دعم رئيس الجمهورية فقط لأنه اليوم محشور”.وأضاف: "إذا الرئيس يعتبر نفسه قوي فينا فنحن معه، ولكن يبدو ان الامر ليس كذلك وإذا تخلى التيار عن اسم واحد بتمشي الحكومة”.