بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 شباط 2018 12:06ص لقاء ثان بين الرؤساء الثلاثة في بعبدا ينسق الموقف من الاعتداءات الإسرائيلية وزيارة تيلرسون

برّي يُؤكّد بعد زيارة الحريري إلى عين التينة أن الخلاف معه بات من الماضي

حجم الخط
فرضت التطورات التي شهدتها الساعات الثماني والأربعين الماضية لا سيما في ما خص موضوع التعديات الإسرائيلية لقاءً رئاسياً ثلاثياً في قصر بعبدا، وهو الثاني في غضون أقل من أسبوع.
وإذا كان مضمون اللقاء الأوّل أكثر داخلياً، فإن اللقاء الثاني دخل في تفاصيل هذه التعديات، لكن أبرز ما يمكن تسجيله على هذا الصعيد هو عودة التنسيق لتوحيد الموقف بين أركان الحكم، وهذه نقطة من غير المستبعد الاعتياد عليها في المرحلة المقبلة.
فماذا حمل لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والذي امتد لأكثر من ساعة ونصف الساعة؟
قالت مصادر سياسية مطلعة ان الاجتماع الثلاثي اتى استكمالاً للاجتماع الذي عقد المرة الماضية بينهم وجرى الاتفاق على عقده يوم السبت الفائت بعد الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس عون بكل من الرئيسين برّي والحريري للبحث في التطورات التي جرت في المنطقة حيث تمّ إسقاط طائرة الـF16 الإسرائيلية، مشيرة إلى ان الموضوع الأساسي والوحيد الذي تمّ بحثه يتعلق بالبلوك الرقم «9» والجدار الاسمنتي الذي تبنيه إسرائيل، فضلاً عن مقترحات نائب وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد والزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى بيروت يوم الخميس، ويرافقه فيها ساترفيلد.
وأكدت انه بالنسبة إلى موضوع النقاط الـ13 على الخط الأزرق الذي شكل محور المباحثات الرئاسية، فإن الرؤساء تبلغوا من مُنسّق الحكومة اللبنانية لدى القوات الدولية العميد الركن مالك شمص نتائج اجتماع اللجنة الثلاثية العسكرية في مقر القيادة الدولية في الناقورة، حيث أظهرت أن ما من تجاوب إسرائيلي حيال الطرح اللبناني لجهة تصحيح هذه النقاط التي جرى التحفظ عليها، وأفادت ان الجانب الإسرائيلي مصر على بناء الجدار، مؤكدة ان الموقف اللبناني واضح لجهة ان إقامة الإسرائيليين الجدار في الأراضي الموجودين فيها أمر يخصهم وحدهم دون المس بالاراضي المتنازع عليها، ولا سيما النقاط الـ13 ومنطقة رأس الناقورة، لأن دخولهم إلى هذه المنطقة يعني انسحاب ذلك على المياه الإقليمية، وذلك يعني التعدي على البلوكين الرقمين 8 و9.
ولفتت إلى انه لم يجر التوصّل إلى أي اتفاق في هذه المسألة بسبب إصرار العدو الإسرائيلي على موقفه، مشيرة إلى ان الطرح اللبناني كان واضحاً لجهة تصحيح رسم الحدود.
وقالت ان هناك تمهلاً في الموضوع، ريثما ينعقد الاجتماع الثالث للجنة العسكرية في 22 شباط الجاري حيث يفترض ان يقدم الجانب الإسرائيلي أجوبة نهائية في ضوء الملاحظات اللبنانية، لا سيما ان الإسرائيليين يعتبرون ان حدود لبنان لم تعد محددة بخط الهدنة وهم لا يعترفون به بل بالخط الأزرق، في حين اننا نعتبر ان الخط الأزرق ليس الحدود النهائية وهو خط مؤقت تمّ رسمه لتسهيل متابعة الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000.
اما بالنسبة إلى موضوع المياه، فقالت المصادر ان المسؤول الأميركي ساترفيلد يسعى إلى احياء خط فريدريك هوف (المبعوث الاميركي)، كاشفة ان لبنان يتحفظ على هذا الخط بسبب قضمه لحقنا في المياه، مع العلم ان مساحة الـ860 كيلومترا مربعا قد هدرت نتيجة الخطأ الذي جرى عندما عمد القبارصة والاسرائيليون إلى ترسيم  الحدود البحرية من دون مشاركة لبنان، وأشارت إلى ان هوف اقترح وقتها ردّ مسافة 500 كيلومتر مربع ولبنان لم يحسم هذه النقطة ولن يقبل بذلك بسبب اصراره على ان بلوك الرقم «9» هو ملك للبنان بإقرار الجميع، وهناك قرار صادر عن المجلس الأعلى للدفاع ومجلس الوزراء بهذا الخصوص، مؤكدة ان الأميركيين يعرضون صيغة الاقتراح لمعرفة الموقف اللبناني وسيسمعونه عندما يحضر الوزير تيلرسون إلى بيروت.
وكشفت ان ما يتم تداوله في الموقف هو الجلوس لبحث الأمر عبر اللجنة الثلاثية وباشراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بحيث يقدم كل فريق مستنداته وخرائطه على ان تتم بلورة النتيجة.
وتحدثت المصادر عن تكرار موقف الرئيس عون حيال اهمية الدفاع عن ارضنا والتمسك بالحدود وعدم اقفال الأبواب امام التفاوض للوصول إلى نتائج إيجابية. وهذا ما كان عليه توجه رئيسا المجلس والحكومة.
وذكرت انه خلال الاجتماع الذي شارك في قسم منه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، لاحظ الرؤساء الثلاثة ان الموقف الإسرائيلي غير متجاوب، مشددة على ان الموقف اللبناني الموحّد يقوم على التمسك بحق لبنان وعدم اقفال الأبواب امام التفاوض من خلال اللجنة الثلاثية والأمم المتحدة والاميركيين، وهذه بالتالي فكرة مطروحة للنقاش.
من جهة ثانية، عُلم ان موضوع الموازنة كان حاضرا في الاجتماع حيث كرّر الرئيس برّي تمنياته بالإسراع في إنجازها واقرارها قبل الانتخابات لأن تأخرها إلى ما بعد الانتخابات تنتفي الإمكانية لذلك بفعل وجود مجلس جديد وحكومة جديدة قد تسترد الموازنة، وستكون امام التحضير لموازنة العام 2019 وسيؤدي ذلك إلى تعقيد الأمور ويستمر الصرف على القاعدة الاثني عشرية، وهذه مسألة بحثت في لقاء الرئيسين برّي والحريري من أجل إيجاد حل لها.
وفي نهاية الاجتماع، غادر الرئيس بري قصر بعبدا من دون الادلاء بأي تصريح، فيما تحدث الرئيس الحريري إلى الصحافيين فقال: «استعرضنا التحديات التي نواجهها وتناولنا زيارة ساترفيلد للبنان، وسنبقى على تشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب كي يكون موقفنا موحدا ووطنيا في ما يخص اي تعديات على لبنان».  
اضاف: «هذا قرار اتخذناه في المجلس الاعلى للدفاع ومجلس الوزراء، واتجاهنا ان يكون موقفنا موحدا ازاء اي تعديات اسرائيلية على لبنان».
غداء برّي - الحريري
ولاحقاً، زار الرئيس الحريري الرئيس برّي في عين التينة والذي استبقاه إلى مائدته للغداء وجرى عرض للأوضاع والتطورات الراهنة، استكمالاً للحديث في قصر بعبدا.
ووصفت أوساط عين التينة الزيارة بأنها كانت زيارة مصالحة وممالحة بعد أزمة الاقدميات والترقيات، مشددة على ان رئيس المجلس لم يخطئ مع رئيس الحكومة.
وأوضحت انه طرح على مائدة الغداء كل المواضيع التي كانت موضع خلاف.
ولفت الرئيس بري الذي التقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان امام زواره إلى أن اللقاء مع الرئيس الحريري كان إيجابيا وجيدا جدا وأن الخلاف معه بات من الماضي. وأضاف: «أنني ابلغت الرئيس الحريري خلال اللقاء بأنني في الانتخابات المقبلة مع «حزب الله» في كل الدوائر ولا انفصل عنه وسمعت من الحريري بأنه لم يُكمل تحديد تحالفاته ولوائحه بعد».
اما في ما يخص التطورات على الحدود، فأكد برّي ان أي اجراء تتخذه إسرائيل سيكون وخيماً، محذراً من انفجار أمني، لكنه شدّد في الوقت نفسه على ان الجيش لديه كل التعليمات في هذا الأمر.
وقال: اننا ننتظر زيارة وزير خارجية أميركا إلى بيروت، معرباً عن اسفه كيف ان الجانب الأميركي يأخذ طرفاً مع إسرائيل.