بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الثاني 2022 09:27ص ليلة الدايم دايم.. عادات وتقاليد أصابع يوحنا في عيد الغطاس (صور)

حجم الخط
درجت العادات والتقاليد عشية عيد الغطاس ان تهتم النسوة باعداد حلويات العيد المتنوعة من زلابية وعوّام ومعكرون .وهذا ما يسمّى ب"بركة العيد" الخاصة بالمناسبة.

ويقال ان ليلة الغطاس شأن عظيم حيث أن الناس فيها يستيقظون حتى مرور "الدايم دايم" عند منتصف الليل، لمباركة المنازل ومن فيها.
وتبقى الانوار مضاءة والشبابيك مفتوحة ليدخلها "الدايم دايم".كما تعمد سيدة البيت الى تعليق عجينة في الشجرة لكي يباركها الزائر المبارك فتختمر ..

ويقال:
يللا عالدايم دايم ما يبقى حدا نايم، عجين يفور بلا خمير شجر يسجد للدايم، إقلي بخوتك يا فقير وكثّر من العزايم – المي المقدسة تصير، عم بترفرف الحمايم – شوفوا الله بقلب كبير وضووا شموع كثير كثير ، ما تناموا الليلة بكير تيبقى الدايم دايم.

عادات وتقاليد صنع الزلابيا عشية عيد الغطاس :

وعن العادات والتقاليد في صنع الزلابيا، يُرْوى ان يوحنا المعمدان عندما اتى السيد المسيح ليعتمد على يديه في نهر الاردن، أشار اليه باصبعه وقال: "هذا هو حمل الله "؛ والزلابيا تدل على شكل الاصبع ؛ وكان اهل البيت يقولون لبناتهن بأن يضعن عجينة غير مختمرة، على غصن شجرة، لكي يباركها "الدايم دايم" عند مروره منتصف الليل، حيث تسجد له كل الاشجار ما عدا التوت، التي يحلو وقدها في المدفأة ليلة العيد.

"العجينة التي يضعها النساء في أغصان الاشجار ليباركها المسيح تصبح خميرة، تختمر فيها كمية كبيرة من العجين".

وتشير الزلابية الى عمادة السيد المسيح في نهر الاردن، فعندما نقلي العجين بالزيت فانه يغطس اولا ثم يعلو بشكله الجديد وهذه عبارة من رموز الغطاس".

وتقول إحدى الروايات :
"ان في ليلة الغطاس مرّ السيد المسيح على امرأة فقيرة، وسألها ماذا تفعلين؟ قالت اقلي العجين لأولادي لانهم جياع، ولم يكن لديها طحين، فقد مزجت التراب مع الماء، وأجابها حسب قولك يكون، عند تلك الساعة تحول التراب الى عجين، واصبح زلابية.

في حين مرّ على إمرأة أخرى وسألها نفس السؤال، التي خافت ان يأكل مما لديها لانها بخيلة، فقالت له أطبخ بحص، وأجابها حسب قولك يكون، فتحول الطعام الى بحص! هذا دليل على الايمان ورمز الغطاس .

وعن رتبة تبريك المياه خلال قداس عيد الظهور (عيد الغطاس)، :
" يجلب المؤمنون معهم قناني المياه للصلاة عليها وتبريكها.وبعد ذلك، يعملون على رش منازلهم وشجرة ومغارة الميلاد وحقولهم بالماء المقدّس، لكي يطرح الرب البركة فيها".

تقاليد عيد الغطاس تراث يجب المحافظة عليه:

قديماً كان لعيد الغطاس الاولوية على كل الاعياد الشتوية. وهذا العيد من التراث المحلي المغمّس برائحة جبالنا وثلوجها وشجرها ومياهها، كما بطرق اطباقنا وقصصنا ومعتقداتنا الشعبية… نظراً الى ارتباطه بالمياه التي هي العنصر الاهم في حياة الناس في منطقتنا المتوسطية. فالمياه هي الحياة، ولا بشرية ولا حضارة من دونها.

وكل عيد غطاس وأنتم بألف خير....

وعن قصة الزﻻبي المستطيلة،
يروي أحد الكهنة :
قبل انتشار الخبز الجاهز، عندما كنت صغيراً. . كل مرة كانت امي تعجن للخبز كانت تستعمل خميرة من العجنة السابقة، إﻻ ليلة الغطاس، تعجن العجنة بدون خميرة، وتقول:
"الليلة الخميرة من السما مش من الخميرة العتيقة"..

وبالفعل كان العجين يختمر بطريقة مدهشة دون أي خميرة.

بعدها كنا نتجمع حولها نتفرج كيف تعجن زﻻبي الغطاس و"تمغطها" بشكل اصابع مستطيلة وتكبسها ثلاث كبسات. قبل ان تضعها في مقلاة الزيت.

سألتها: لماذا لا تتركي اﻷقراص مستديرة يا أمي؟

أجابت: زﻻبي الغطاس ﻻزم تكون مستطيلة.
- ليش مستطيلة؟
-- ما بعرف يا ماما، هيك تعلمت من ستك.
ﻻحظت ان كل اﻷقارب والجيران يصنعون الزﻻبي مستطيلة، سألتهم لماذا مستطيلة وليس مستديرة؟.

- ما منعرف هيك تعلمنا.

ومرت اﻷيام .. وارتسمت كاهناً سنة 1984 وبدأت خدمتي في الجنوب ..
ويوم عيد الغطاس انطلقت ﻷكرس بيوت الرعية في قرية مليخ، وفيما كنت أغادر بيت امرأة ختيارة من آل ابو زيد.. قالت لي:
"ولو يا أبونا ما بدك تاكل عندي أصابع يوحنا؟"

– شو أصابع يوحنّا؟

فإذا بها تأتي بالزﻻبي المستطيلة المفخوتة ثلاث فختات...
فاسترحت عندها ﻵكل "صبيع يوحنا"

وخلال الحديث عرفت اننا نأكل "أصابع يوحنا" المصنوعة "بالخميرة السماوية الجديدة" باسم الثالوث اﻷقدس الذي ظهر بالعماد على نهر اﻷردن...
ونشهد له بالفضيلة والمحبة كما شهد يوحنا

دايم دايم وعيد مبارك للجميع