بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 حزيران 2023 01:11ص ما سيقوله وما سيسمعه أحمد الحريري في زيارته اليوم للعشائر العربية في خلدة؟

حجم الخط
حديث ديوانيات العشائر العربية في خلدة منذ أيام هو زيارة أحمد الحريري لهم اليوم الجمعة, حيث يقوم الحريري بزيارة للعشائر في خلدة تتضمن عدة محطات يلتقي خلالها وجهاء وناشطين في خلدة.
حول هذه الزيارة للحريري لخلدة تعددت الآراء والتفسيرات والتعليقات لدى المعنيين والمراقبين, خصوصا انها تأتي في مناخ نقطتين أساسيتين, وهما ان الحريري شخصيا انقطع عن زيارة المنطقة من أكثر من أربع سنوات, أما النقطة الثانية وهي ان هذه الزيارة (أقله كنشاط لأمين عام تيار المستقبل) تأتي بعد مرور أكثر من سنة ونصف من إعلان رئيس التيار سعد الحريري عن عزوف أو تجميد العمل السياسي للتيار (ومنسقيات التيار) في ٢٤ يناير العام الماضي.
و هنا, لا بد للمراقب الموضوعي, أن يشير الى ان الزيارة للعشائر تأتي أيضا بعد حدثين هامين على مستوى الملف القائم بين العرب وحزب الله, الحدث الأول وهو انعقاد المؤتمر السياسي العشائري الضخم الذي نظمته العشائر في خلدة في ٢٤ نيسان الماضي شارك فيه عشر نواب وحضور نوعي للعشائر من معظم مناطق لبنان إضافة الى حضور افتائي نوعي ( مفتي الجمهورية - تمثيلا - ومفتيي المناطق اللبنانية), وقد قاطع تيار المستقبل هذا المؤتمر «التاريخي».
أما الحدث الثاني, هو قبول التمييز في محكمة التمييز العسكرية للأحكام الصادرة من قبل المحكمة العسكرية مؤخرا, وتحديد تاريخ جلسة التمييز في ٢٥ أيلول القادم.
إذن, التساؤل هنا بعد هذا كله, ما هي خلفيات ودوافع أحمد الحريري في زيارته هذه للعرب اليوم, وهم (العرب) هم الذين أثبتوا انهم بدرايتهم السياسية وتصبّرهم وحنكتهم ورفضهم المطلق للمظلومية استطاعوا أن ينظموا مؤتمرا من هذا الحجم ليسهم في رفع المظلومية عن شبابهم وهو مؤتمر شمل عدة أطياف ومناطق, حيث رفعوا الصوت بوجه هذه الأحكام التي صدرت عن المحكمة العسكرية, مع الإشارة هنا الى ان العشائر هي في ذات الوقت تدرك وتقدّر ما يقوم نواب اللجنة النيابية التي شكّلتها دار الفتوى من صناعة أرضية لحل جذري لهذا الملف الشائك, كما ان العشائر تعلم تماما ما تقوم به دار الفتوى من دور استراتيجي وحيوي في ملف خلدة بل هي العباءة الكبرى لكل الجهود القائمة في سبيل إنجاز حل جذري لملف خلدة. وذلك بالتعاون مع المؤسسات والجهات المعنية وفي مقدمتها قيادة الجيش, وذلك على أسس العدالة والنزاهة ولمصلحة السلم الأهلي والاستقرار واحقاق الحق.
حول الزيارة يقول قيادي في تيار المستقبل: «رغم اننا في عزوف سياسي إنما ذلك لا يمنعنا أن نقوم بزيارة لأهلنا العشائر في خلدة, وعلى مستوى ملف خلدة قمنا بجهد لحل الملف؛ حيث شاركنا في بداية الحدث منذ عامين في اجتماعات عديدة».
من جهته, يتساءل ناشط عشائري متابع لملف خلدة ومطّلع على معظم تطوراته, «بموضوعية ومسؤولية هناك أربع جهات هي الفاعلة في الجهود الحقيقية التي بذلت طوال ثلاث سنوات جهودا جبارة في الملف وهي التالية: دار الفتوى, قيادة الجيش, واللجنة النيابية المشكّلة من قبل دار الفتوى وهم (عماد الحوت ومحمد سليمان ونبيل بدر)» وهنا يوضح هذا الناشط: «المؤتمر السياسي العشائري في خلدة الذي عقد في نيسان الماضي هو بصراحة كان حدثا مفصليا في التاريخ السياسي للعشائر في هذا البلد, حيث أثبتت العشائر انها لديها أسلوبها الخاص والعزيمة العصبوية في أي تعامل مع المسائل المصيرية والحساسة وذلك ظهرت من خلال منهجية ونتائج هذا المؤتمر».
ويسأل هذا الناشط «أين كان أحمد الحريري على المستوى الشخصي طوال هذه الفترة؟ وهل قام بزيارة تعزية لوالد الشهيد حسن غصن منذ ما يزيد عن السنتين؟ وهل هذه الزيارة ستصب لرصيد التيار الذي هو في إجازة سياسية؟».
في الختام, يرى المراقب الموضوعي, ان العشائر العربية رغم انسداد الأفق السياسي في البلد والظروف الحرجة الذي يمرّ بها, ولما لمسته من ضعف وضحالة وتقصير الكثير من القوى السياسية, إنما أصبح لديها (العشائر) أن تقول لا, وهي تعطي الكثير من الإشارات خلال تواصلها وتعاطيها في ملف خلدة انها لديها الوعي السياسي والقدرات والمهارات والتصبر في حل مشاكاها مع الآخر, وهي حريصة على ما يتطلبه العيش المشترك والسلم الأهلي وتعزيز سيادة القانون ومؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش اللبناني.
نأمل أن يقرأ أحمد الحريري نص وروح الشارع والرأي العام عند العشائر العربية في خلدة.