بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 أيار 2019 12:23ص الوداع الأخير اليوم بعد إلقاء النظرة الأخيرة وسط حداد وطني ومشاركة حاشدة

مرافقة أمنية ودينية وشعبية حزينة لجثمان صفير من المستشفى إلى كنيسة بكركي

جثمان البطريرك الراحل صفير يتحرك من مستشفى اوتيل ديو في الاشرفية جثمان البطريرك الراحل صفير يتحرك من مستشفى اوتيل ديو في الاشرفية
حجم الخط
مواكبة استثناثية لبطريرك.استثنائي رسم بشخصيته وموافقه تاريخ لبنان الحديث...بدموع المحبة والتقدير ونثر الارز والزهور وطرح الزغاريد، رافق ابناء الكنيسة المارونية بطريركهم العنيد في رحلته الاخيرة على هذه الارض.وتحولت الطريق الممتدة من مستشفى اوتيل ديو في الاشرفية الى الصرح البطريركي في بكركي الى كتلة بشرية واحدة من المشيعين الذين ارادوا القاء النظرة الاخيرة على البطريرك صفير خلال مروره الاخير على طرقات هذه الحياة.

وعلى وقع موسيقى قوى الأمن الداخلي وعبق البخور الأبيض ، والعلم اللبناني الذي نُكّس احتراماً، وصل جثمان الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير إلى بكركي الذي لم يغادره لأكثر من ستين عاماً،قبيل الحادية عشرة من قبل الظهر، حيث كان في استقباله البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي ولفيف من المطارنة والكهنة فاعليات حزبية وسياسية وآلاف المواطنين من مختلف المناطق اللبنانية، للصلاة على راحة نفسه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه.

وفي لحظة مهيبة دخل جثمان الكاردينال محمولاً على أكتاف المطارنة، على وقع ترانيم دينية عزفتها ثلة من قوى الامن الداخلي وأدت له الثلة التحية، وصولاً إلى الكنيسة حيث سُجّي جثمانه على مدى 24 ساعة ‏لإلقاء النظرة الاخيرة عليه‎، تمهيداً لتشييعه في الخامسة بعد ظهر اليوم في مأتم رسمي وشعبي حاشد.

ثم رأس البطريرك الراعي صلاة وضع البخور في الكنيسة الداخلية للصرح البطريركي، على أصوات ترانيم الجوقة الاكليريكية غزير، في حضور وزراء ونواب «القوات اللبنانية»، النائب فريد هيكل الخازن، وفد من الرابطة المارونية برئاسة رئيسها نعمة الله ابي نصر، وفد من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة رئيسها شارل الحاج وعائلة الفقيد.

ثم توجه الراعي الى صالون الصرح لتقبل التعازي.

موكب الجنازة

وكان موكب جثمان صفير انطلق من مستشفى اوتيل ديو عند الثامنة صباحاً ووضع في نعش من  تصميم النحّات المبدع رودي رحمة وهو عبارة عن نعشٍ ضخم، صُنع من خشب الزيتون و الأرز اللبناني.

وفي باحة المستشفى، اجتمع الطاقم الطبّي حيث رفعت الصلوات والترانيم. بالإضافة إلى ذلك احتشد المواطنون عند مدخل المستشفى، فيما وقفت ثلة من قوى الأمن الداخلي عند المدخل وقدّمت التحية لغبطته، وعزفت لحن التعظيم، بعد ذلك شقّ الموكب عند الثامنة طريقه وسط التصفيق ونثر الورود متوجّهاً الى بكركي.

وشقّ موكب الجنازة طريقه في منطقة الدورة - نهر الموت، ببطء، حيث اصطف المواطنون وطلاب المدارس على مسلكي الاوتوستراد، لوداعه رافعين الأعلام اللبنانية والسفارة البابوية وصور البطريرك الراحل.


المطارنة يحملون نعش صفير لدى وصوله الى مدخل بكركي

الوفود المعزية 

ولليوم الثالث على التوالي، وبعد ان القى  البطريرك الراعي ، النظرة الاخيرة على جثمان البطريرك صفير في كنيسة سيدة الانتقال حيث ترنم الجوقة الاكليريكية غزير الترانيم الدينية.

ثم توجه الراعي وعائلة الراحل المعزين الى صالون الصرح لتقبل التعازي بعد رتبة رفع البخور.

وقدم وزير الاعلام جمال الجراح واجب العزاء للبطريرك الراعي، وقال: « نعتبر البطريرك صفير،  بطريرك الحق والكلمة الحرة وبطريرك الاستقلال الثاني، والذي كان خسارة لكل الوطنيين والاستقلاليين والسياديين في لبنان على مدى حياته.

كما قدم وفد كتلة «القوات اللبنانية» التعازي للبطريرك الراعي، وقالت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية مي شدياق، باسم الوفد: « جميعنا نتذكر كلمات البطريرك صفير الشهيرة «لقد قلنا ما قلناه». وبالفعل قال ما قاله بالنسبة الى مجد لبنان بالنسبة الى قيامة لبنان التي عشناها سويا بالنسبة الى الصمود الى التضحية والى الصلابة. 

وقال النائب ابراهيم كنعان بعد تقديم واجب التعزية: «نفتقده  في المراحل الصعبة التي مر بها لبنان وسمعنا فيها كلام الراحل عن لبنان الحر المستقل السيد، لبنان القيم الوطنية الكبيرة، والزهد والتواضع. هذا هو بطريركنا «.

وقدّم الرئيس نجيب ميقاتي التعزية على رأس وفد من «تيار العزم»، في حضور عضوي «كتلة الوسط المستقل» النائبين نقولا نحاس وعلي درويش والوزير السابق وليد الداعوق وتوفيق سلطان وخلدون الشريف.

وقال ميقاتي: « البطريرك صفير هو بكلمتين لبناني أصيل، وخلال كل المراحل التي تعاونا فيها، كان دائما ثابتا على موقفه وأصالته ووطنيته. ولا بد أيضا أن أقدر أمرا آخر لديه هو تداول السلطة وقبوله التنازل عن سدة البطريركية، وهو تنازل عن طيبة خاطر لانه كان يريد خدمة الطائفة المارونية الكريمة. 

والقى رئيس «حزب القوات» سمير جعجع النظرة الاخيرة على جثمان الراحل وقال : كان البطريرك صفير متقشفاً وزاهداً رغم انه كان يعيش في وسط الحياة ومن الناحية الاخلاقية تميز صفير بالاستقامة والشفافية، اما من الناحية السياسية تميز بالكرامة والعزة الوطنية وهذا ما نفتقده لدى بعض السياسيين. ودعا القواتيين للمشاركة بكثافة في الجنازة.

وقدّم وفد من المكتب السياسي والامانة العامة لتيار «المستقبل» برئاسة أحمد الحريري التعازي، وقال:» البطريرك صفير رجل كبير بالنسبة لـ»تيار المستقبل» وهو سيبقى الرسالة التي جسّدت قيامة الدولة واعتدالها وكان ضميره وسيبقى شعلة الحرية في هذا البلد، لبنان من دون مسيحييه ومسلميه لا يساوي شيئاً وهو سيتخطى الصعوبات ومن خلال سياسة اليد الممدودة استطعنا تخطي الكثير»

وفود كنسية ودبلوماسية

وقدّم وفد من مجلس رؤساء كنائس الاردن التعازي بالراحل وقال المتحدث باسمهم:: «كان رجلا باراً وانتقاله خسارة كبيرة للكنيسة المشرقية ولحضورنا العروبي».

كما وصل أمين سر الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الى بيروت، على رأس وفد من الفاتيكان للمشاركة في مراسم جنازة البطريرك صفير، وعبر عن حزيه العميق لرحيل صفير، الذي كانت لدينا ذكرى طيبة جدا معه، ثم توجه الى بكركي لتقديم التعازي.

ووصل ايضا  وزير الدولة القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، إلى بيروت على رأس وفد، ممثلا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للمشاركة في مراسم جنازة البطريرك صفير، وتقديم التعازي باسم دولة قطر.

كما اعلنت سفارة تركيا في بيروت، الحداد الوطني الذي أعلنته الحكومة اللبنانية عن طريق تنكيس العلم التركي لمدة يومين، واغلاق أبوابها اليوم.

مواقف ودعوات للمشاركة

واقيمت القداديس في بكركي ومختلف المناطق اللبنانية، حزنا على البطريرك صفير، وتم تنكيس العلم اللبناني في قصر بعبدا، وفي مختلف كافة المقار والمؤسسات والدوائر الرسمية.

وقبيل مراسم تشييع البطريرك صفير، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، في بيان، منع منع تحليق الطائرات المسيّرة عن بعد منعا باتا، فوق مناطق جونية- بكركي – حريصا، وذلك حتى إنتهاء مراسم الدفن».

وغرد الرئيس ميشال سليمان عبر حسابه على «تويتر» بالقول: «ارضنا مقدسة انبتت قديسين ورجال دين ودولة تاريخيين وابطالاً امثال البطريرك صفير والامام موسى الصدر والمفتي خالد وغيرهم... الى الابد».

أما اللواء اشرف ريفي فقال: «ندعو أهلنا من كل المناطق الى المشاركة الشعبية الكثيفة في تشييع البطريرك صفير ، فلنودع بطريرك السيادة بما يليق بمقامه الجليل».

ودعا عضو «تكتل الجمهورية القوية» النائب فادي سعد خلال استقبال موكب جثمان البطريرك صفير من ملعب فؤاد شهاب ، ونعاه النقيب مارون الحلو بكلمة مؤثرة «ستبقى أيقونة الجهاد الحسن في تاريخ لبنان».

ودعا «التيار الوطني الحر» الى اوسع مشاركة متمنيا على الجميع الإكتفاء بحمل الأعلام اللبنانية.


الجثمان مسجى في كنيسة بكركي لالقاء النظرة الاخيرة عليه