بعد انتهاء الجلسة الأولى لإنتخاب رئيس الجمهورية ، وما قاله في ختامها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي عن تحديد موعد في المرحلة المقبلة انما بعد بروز التوافق، فذلك يحمل أكثر من معطى ودلالة واشارة في هذه المرحلة، ما يؤكد وفق معلومات الرئيس برّي ، انه لن ينتخب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة بسبب الأجواء والظروف الصعبة الى الانقسام الداخلي قبل بروز معطيات دولية وإقليمية، وعلى هذه الخلفية هناك مشاورات تجري بين فرنسا وإيران من أجل أن تقوم طهران بتليين موقف حزب الله للسير في انتخاب رئيس توافقي من خارج كل الاصطفافات والمحاور، فعلى هذه الخلفية قال برّي كلمته عن التوافق ويرتقب أن تنطلق المشاورات في وقت ليس ببعيد لتحديد موعد الجلسة انما بعد أن تنضج هذه المعطيات والأجواء، والتي ستكون معقدة بعض الشيء في ظل عدم التوصل الى التوافق على مرشح رئاسي لأن التصويت الذي جرى في الجلسة الأولى، وخصوصاً الأوراق البيضاء كان بمثابة البروفا لا يؤكد ولا يدل على أن الجميع حسم خياراته أكان للمرشح ميشال معوض أو للمرشح سليم اده، والأوراق البيضاء باتت معروفة الاتجاهات أكان من الثنائي الشيعي أو بعض التغييريين، الى لبنان وسليم اده الذي كان أيضاً من خيار النواب التغييريين، ما يعني أن ما حصل في الجلسة الأولى كان جس نبض واستطلاع، لذلك هناك معلومات عن اتصالات بدأها حزب الله مع حلفاءه لترتيب الوضع والتوافق على مرشح قد يكون زعيم تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية انما حتى الآن لم يُحسم هذا القرار بعد الا في حال جرى التوافق بين فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وهذا مدار اتصالات يقوم بها حزب الله بهدوء مع كل الأصدقاء والحلفاء من أجل تليين موقف باسيل والقبول بفرنجية والا السير بمرشح توافقي يحظى بإجماع القوى مجتمعة وخصوصاً أن هناك تسوية دولية إقليمية تكون إيران من ضمنها ولا يمكن لحزب الله أن يخرج عن هذا المسار، لذلك جلسة الخميس لا يمكن البناء عليها بأنها حسمت خيار هذا المرشح أو ذاك، فاللعبة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات في ظل هذه الأجواء الراهنة داخلياً واقليمياً وعربياً ودولياً.