بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 نيسان 2021 03:20م مفاقسة بيض الفصح (بالقصبة)في مراح شديد البترونية

حجم الخط
حتى مفاقسة البيض هذا العام تمّ تنسيقها عن بعد في حي مراح شديد البترونية الذي اشتهر بهذا التقليد منذ سنين كثيرة .

مفاقسة البيض تقليد سنوي يجمع الكبار والصغار صبيحة يوم القيامة للتبارز ..وتقوم سيدات المنازل ظهر سبت النور اي السبت الذي يسبق العيد بسلق البيض وتلوينه ..ويتم التلوين على مواد طبيعية كوضع ورق البصل او اكياس الشاي في مياه السلق ليأخد البيض اللون الاحمر الارجواني...او يقوم الاولاد بصبغ البيض بمواد التلوين الازهري والاحمر والاصفر والازرق وغيرها من الالوان التي ترمز الى تجدّد الحياة بعد الموت بكل الوانها.

وفيما غابت عادة مفاقسة البيض هذه السنة عن ساحات القرى والعاب الاطفال في العديد من المناطق والرعايا بسبب فرض التباعد الاجتماعي وظروف كورونا. الا ان البترونيون ابتكروا منذ مطلع العام انشطة مختلفة في جو التباعد .

فكانت مثلاّ لقاءات العشاق عن بعد في احياء البترون . وكان العاشق يجلس مع قيثارته على الارض فيما تطل الحبيبة عن شرفة احد المباني التراثية في اسواق البترون العتيقة ويستمتع العاشقان بقضاء الوقت سوياّ وتبادل الاحاسيس والمشاعر الراقية على انغام الموسيقى...

وحتى ليموناضة البترون ابتكر لها البترونيون طريقة للضيافة عن بعد .اذ يمر الشاب على دراجته داخل الاحياء القديمة في السوق العتيق ،فتقوم صاحبة محل الليموناضة بتقديم كأس الليمون عن بعد بواسطة قصبة .

هذا التقليد بالتبادل عن بعد، سرى ايضاً هذه السنة على مفاقسة البيض صبيحة في عيد الفصح.

حيث اجتمع اولاد وشباب وعائلات حي مراح شديد في وسط الحي .وقد حضروا ومعهم سلل البيض وقصبة وماسك واقي وثياب خاصة وكمامات..

تحضّرت عدة المبارزة ووضعت شروط المسابقة مع جائزة قيّمة للفائز تمّ اعلانها بواسطة مكبّر الصوت.
وأمضى ابناء حي شديد اجواء العيد بفرح؛ رغم التباعد الاجتماعي الذي رفضوا ان يبعد عنهم اجواء المشاركة بألعاب وتسلية الاولاد في العيد .

من المعروف ان الشعب اللبناني العنيد والمحب الحياة يشبه طير الفينيق الذي ينتفض من تحت الرماد محلّقا للاعلى.ولا يسعنا الا ان نتمنى للجميع فصح مجيد. على امل قيامة قريبة للوطن من المحن التي تطوق اعناق اللبنانيين.