بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 نيسان 2020 03:13م هل طرابلس أمام كارثة حقيقية في الأيام المقبلة؟.. التظاهرات العشوائية تزيد من ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس الكورونا

حجم الخط
منذ لحظة الاعلان عن قرار التعبئة العامة التزمت المحلات التجارية والأسواق الداخلية لمدينة طرابلس بالاقفال التام وخلت الشوارع من المارة، لكن ومع اعلان حظر التجول من الساعة السابعة مساء ولغاية الساعة الخامسة صباحاً عادت شوارع طرابلس لتشهد "طفرة" بشرية وكأن شيئاً لا يحدث داخل المستشفيات وكأن عداد الكورونا لا يسجل ارتفاعاً بشكل يومي، أو هو لم يسجل حالات وفاة حتى الساعة، ربما الناس قد فهموا من حظر التجول ليلاً بأن الحياة عادت لطبيعتها خلال النهار، كل ذلك قد يبدو طبيعياً لكن ما لم يعد مقبولاً السماح للتظاهرات العشوائية بالانطلاق يومياً بل والتحضير لها قبل ساعات من موعدها المحدد دون أن يكون هناك أي رادع أمني لها لا من قبل عناصر القوى الأمنية ولا من قبل الجيش اللبناني المولج بتنفيذ قرار التعبئة العامة وحظر التجول مما ثير الكثير من علامات الاستفهام ويدفع المواطن الملتزم بالحجر المنزلي الى اتهام القوى الأمنية بالتقصير الفاضح تجاه المواطنين والذين ينطلقون في الشوارع دون أي التزام بالاجراءات الوقائية لجهة استعمال الكمامات والكفوف بحجة "الفقر" وعدم القدرة على شراء هذه اللوازم، مما يزيد في انتشار فيروس الكورونا في طرابلس والتي من المتوقع أن تشهد المزيد من الاصابات في اليومين المقبلين بعد ظهور النتائج لعدد كبير من المواطنين.

اذاً، شوارع طرابلس تشهد حركة طبيعية في "زمن الكورونا" وليس كل من يخرج من منزله يكون لحالة طارئة ، انما المواطن "مل" من الحجر المنزلي أو هو خرج للبحث عن قوته اليومي واذا ما استمر الوضع على ما هو عليه وترك للمواطن حرية التحرك كما هو حاصل فان كارثة حقيقية تتهدد أبناء طرابلس وكل لبنان.

التل وحركة المواطنين

جريدة "اللواء" قامت بجولة على شوارع طرابلس سيما منها منطقة التل والتقت عدداً من المواطنين للاستفسار منهم عن السبب الحقيقي لخروجهم من منزل حيث قال أحد المواطنين" خرجت من أجل قوتي اليومي والذي ان لم أسع في سبيله فان أحداً لن يساعدني، أريد تأمين الحليب لابني وتأمين المأكل والمشرب لي ولزوجتي".

ولدى سؤاله عن سبب عدم استعماله للكمامة قال:" لا أملك ثمنها لو تم تأمينها لي كنت وضعتها".

المواطنة امتثال قالت:" خرجت من منزلي لسبب اضطراري كون أختي مريضة بالسرطان وينبغي علي التةجه الى المستشفى الحكومي في القبة من أجل تأمين الدواء لها، طبعاً سأضطر لاستخدام سيارة أجرة لكنني سأقوم بأخذها منفردة للحفاظ على صحتي وصحة شقيقتي".

وعن عدم استخدامها للكمامة تقول:" لم يثبت بأنها جيدة أو هي تمنع العدوى لذا أنا أقول بكل ما يلزم من استخدام مواد التعقيم".

وهنا عند حافة المنشية جلس مجموعة من الرجال يحتسون القهوة على مرأى القوى الأمنية ولدى سؤالهم عما يفعلونه يقولون:" لقد مللنا من المنزل وكرجال لا يمكننا البقاء لوقت طويل، نخرج لنشتم الهواء العليل ولا نخاف من فيروس الكورونا باعتبار أنه ما أصابنا الا ما كتبه الله لنا، وكشعب طرابلسي نقول اننا ومنذ زمن طويل نعيش من قلة الموت والذي لن يرهبنا اليوم".

سائق تاكسي عمومي يقول:" أخرج من منزلي بحثاً عن لقمة العيش والتي لا أجدها نظراً لعدم وجود زبائن في الشارع ، كل يوم أترك البيت وأعود اليه بجيوب فارغة، أخاف على عائلتي من الجوع أكثر من الكورونا".

وعن المساعدات يقول:" كل ما نسمعه يبقى كلاماً لحين تنفيذه، لكن السؤال المطروح كيف سيتم توزيع المساعدات؟؟؟ هل سننال منها شيئاً؟؟؟ أم المحسوبيات هي التي ستتحكم بها؟؟؟!! أسئلة برسم المعنيين عل صرختنا تصل اليهم".

طرابلس أمام أصعب اختبار

"قنبلة موقوته" تتهدد حياة المواطن الطرابلسي، وهي لطالما تهددته في السنوات السابقة جراء الفقر الذي يعيشه الغالبية العظمى من أبناء المدينة بعدما ازداد عليهم أعداد المصروفين من العمل أو أولئك الذين يتقاضون نصف راتب وآخرهم من أقفل محلاته استجابة للتعبئة العامة، كل ذلك دون أن يتم تأمين البديل مما دفع العديد من المواطنين للخروج الى الشارع وكسر الحظر المفروض عليهم من قبل الدولة وكأنهم بذلك يتحدون الدولة والقوى الأمنية الا انهم نسوا أو هم يتناسون بأنهم يهددون حياتهم وحياة عائلاتهم قبل أي شيء، كون "صحتك ببيتك" هي الضمانة الأكيدة للحد من انتشار فيروس الكورونا والذي لا ينفع معه متى أصيب المواطن به كل الأموال والمساعدات التي سيتلقاها ولعل ما يجري في كبرى الدول المتقدمة والمتطورة اقتصادياً واجتماعياً خير دليل وشاهد على الأخطار المتأتية من هذا الوباء".