بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تموز 2022 12:00ص وزراء الخارجية العرب أنهوا اجتماعهم التشاوري تحضيراً لقمة الجزائر

أبو الغيط: ندعم لبنان «معنوياً».. بوحبيب:لا نريد مخيمات على حدودنا

اجتماع الوزراء العرب في فندق الحبتور اجتماع الوزراء العرب في فندق الحبتور
حجم الخط
أنهى وزراء الخارجية العرب، اجتماعهم التشاوري في فندق الحبتور في سن الفيل، حيث ترأس الجلسة الافتتاحية وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب باعتبار لبنان يرأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب. 
بعد انتهاء الاجتماع وفي دردشة مع الصحافيين قال الامين العام المساعد السفير حسام ذكي: «ان البحث تناول الاعداد للقمة العربية التي ستنعقد في الجزائر والوضع الكارثي للمجاعة في الصومال في ظل الأوضاع المناخية الصعبة والامن الغذائي العربي، وهناك خطة تعدها الامانة العامة وستقدمها في شهر ايلول المقبل، كما تم البحث في القضية الفلسطينية»، وأكد السفير زكي «دعم وتضامن المجتمعين مع لبنان لكن لم تطرح قضايا فرعية او جزئية».
الجلسة التشاورية كانت بدأت عند الحادية عشرة من قبل ظهر السبت ، وبحث المجتمعون في الملفات التي ستتم مناقشتها في اجتماعات القمة العربية التي ستعقد بالجزائر في شهر تشرين الاول المقبل والملفات العربية المشتركة. شارك في الجلسة: الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابوالغيط، وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الاردنية الهاشمية ايمن الصفدي، المندوب الدائم لدولة الامارات العربية المتحدة لدى جامعة الدول العربية السفيرة مريم خليفة الكعبي، سفير مملكة البحرين في سوريا وحيد مبارك سيار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج الجزائري رمطان لمعامرة، وزير الدولة في جمهورية جزر القمر المتحدة المكلف بالتعاون مع العالم العربي قاسم لطفي، المندوب الدائم لجمهورية جيبوتي في جامعة الدول العربية السفير أحمد علي بري، المندوب الدائم للملكة العربية السعودية في جامعة الدول العربية السفير عبدالرحمن بن سعيد الجمعة، وزير الخارجية في جمهورية السودان المكلف علي الصادق، وزير خارجية الصومال الفيدرالية بلل محمد عثمان، المندوب الدائم لجمهورية العراق لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد الدليمي، المندوب الدائم لسلطنة عمان في جامعة الدول العربية السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، وزير الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين رياض المالكي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، المندوب الدائم لدولة ليبيا لدى جامعة الدول العربية السفير عبدالمطلب ادريس ثابت، نائب وزير خارجية جمهورية مصر العربية للشؤون الافريقية السفير حمدي سند لوزة، المكلف بمهمة في ديوان وزير الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السفير حسني فقيه، وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الجمهورية اليمنية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، بينما تغيب سوريا المعلقة عضويتها في جامعة الدول العربية.
وتحدث وزير ‎الخارجية والمغتربين الفلسطيني الدكتور رياض المالكي لدى وصوله الى الفندق للمشاركة في الجلسة الى الصحافيين قائلا: «وجودنا في بيروت في غاية الاهمية لأننا نؤكد على اهمية الدولة اللبنانية ضمن البيت العربي، وقدوم وزراء الخارجية الى بيروت ايضا له مدلولات غاية في الاهمية»، مضيفا «نحن نعتبر ان هذا الاجتماع رغم انه تشاوري وليس اجتماعا رسميا بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكنه لقاء يجمع وزراء الخارجية ويسمح لكل وزير ان يتحدث بحرية في اي موضوع يريده وبالتأكيد انا بصفتي كوزير خارجية لدولة فلسطين احضر الى بيروت اولا للتأكيد على العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بفلسطين ولكي انقل الهم الفلسطيني الى هذا المكان، كذلك لنتحدث بشكل حر حول الاوضاع والهموم الفلسطينية التي اصبحت مقلقة بشكل كبير، ويجب على الدول العربية ايضا ان تهتم وتأخذ بعين الاعتبار ما يحدث في فلسطين من انتهاكات لحقوق الفلسطينيين وجرائم ترتقي الى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وبالتالي يجب على الدول العربية خصوصا بعض الدول التي تذهب بعيدا في سياسات التطبيع مع ذلك الكيان ان تأخذ بعين الاعتبار ما يحدث ايضا في فلسطين ضمن تلك السياسات».
 الصفدي
بدوره أكد الوزير الصفدي ان «بلاده لا يمكن ان تسمح للبنان ان ينزلق باتجاه المزيد من الصعوبات»، وقال: «نأمل ان يستطيع لبنان تجاوز تحدياته السياسية خطوة باتجاه البدء في تجاوز تحدياته الاقتصادية وبالتالي سنعمل ما في وسعنا لتقديم المساعدة للبنان لكي يستطيع مواجهة التحديات وبالنسبة لنا ولجلالة ملك الاردن لبنان هو أولوية والشعب اللبناني هو شعب شقيق».
كما اعلن الوزير الاردني ان «المجتمعين سيبحثون في القضية الفلسطينية التي يجب ان يتحرك العالم من اجلها وفرض السلام العادل والشامل».
لعمامرة
ووصف الوزير لعمامرة وصف الاجتماع بـ«المهم من اجل التحضير للقمة العربية التي ستستضيفها الجزائر في تشرين الاول المقبل»، مؤكدا «السعي الدائم للم الشمل العربي لتشكيل اوسع إطار عربي رسمي لمواجهة التحديات».
 اشارة الى ان الوزير بو حبيب سيعقد مؤتمرا صحافيا مع أبو الغيط عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم .
بوحبيب: من حانبه، ركز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، على «هم النازحين السوريين»، لافتا الى «الأعباء اللبنانية وخصوصا عبء النزوح». وأشار إلى أن «المجتمع الدولي ما زال من دون خريطة طريق لعودة النازحين». وشدد على أنه «في غياب خطة عمل، سيكون لبنان مضطرا للتصرف وفق ما تمليه المصلحة الوطنية العليا».
 ولفت إلى أن «لبنان ينهار ماليا واقتصاديا، ونحن عاجزون عن تأمين الحاجات الأساسية للبنانيين، والحكومة ترى ضرورة عودة النازحين وتمويلها من المجتمع الدولي، بدل تمويل بقائهم في لبنان».
مؤتمر صحافي مشترك: أبو الغيط وبو حبيب
عقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب والامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط مؤتمرا صحافيا مشتركا، تحدثا فيه عن المناقشات التي تمت خلال اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في فندق الحبتور في سن الفيل.
في بداية المؤتمر، ألقى الوزير بو حبيب كلمة تضمنت النقاط التي ناقشها المجتمعون وجاء فيها:
«بداية لا بد من التعبير عن سروري لهذه المشاركة العربية الواسعة في الاجتماع الذي كان ناجحا بكل المقاييس، وذلك بفضل التعاون بيننا وبين معالي الامين العام للجامعة العربية اخي أحمد ابو الغيط وفريق عمله، ولقد لمست من جميع الوزراء ورؤساء الوفود مشاعر المحبة والتضامن مع لبنان في أزمته والجميع تواقون لعودة عافيته في أقرب وقت، فأعرب الجميع عن كون المشاركة في هذا الاجتماع بحد ذاتها رسالة دعم ووقوف الى جانب لبنان».
وتابع: «هذا الاجتماع يستضيفه لبنان بصفته رئيسا حاليا للمجلس الوزاري العربي، وهو مخصص للتشاور في التطورات والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم. وتبقى مشاوراته ملكا له حيث لا بيانات ولا اعلانات.
لكن استطيع القول ان النقاشات التي جرت كانت شفافة الى حد بعيد، وحصل تبادل للآراء بشكل مسؤول وجدي، وقد أدى ذلك الى مزيد من التقارب حيال عدة مواضيع وطرح مقاربات عملية للقضايا المثارة، حيث جرى التطرق الى الاستمرار بدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وهو ما رافق لبنان من اتفاق الطائف، مرورا باتفاق الدوحة ووصولا الى الالتفاف العربي الحالي حول لبنان».
أضاف: «وبطبيعة الحال كانت مناسبة لنا كي نعرض الاوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان واللبنانيون والمساعي الرسمية للتخفيف من معاناة اللبنانيين رغم وطأة الازمة. كما عرضنا ضرورة اعتماد مقاربة جديدة لموضوع النازحين السوريين لا تؤدي الى تمويل بقائهم في الدول المضيفة».
 وتابع: «جرى التطرق الى مختلف الازمات التي يشهدها العديد من الدول العربية بالإضافة الى القضية الفلسطينية وتعنت الاحتلال وتبديده لأسس الحل العادل والشامل القائم على اساس الدولتين.
كما تم التطرق الى انعقاد القمة العربية في الجزائر».
اضاف: «حصل توقف خاص عند موضوع الأمن الغذائي والازمة في الصومال والجفاف الذي ضرب البلاد على مدى سنوات متتالية واثره على الزراعة وتربية المواشي والحياة عموما، وتم تبني الدعوة من أجل تقديم الدعم اللازم للمساعدة على التخفيف من المعاناة».
 وختم بو حبيب: «واخيرا تقاطعت آراء الأغلبية على أهمية القرار العربي المشترك برفض تسييس المنظمات الدولية على خلفية الحرب في أوكرانيا».
أبو الغيط
ثم تحدث أبو الغيط فقال: «الاجتماع التشاوري هو اجتماع يعقد اثناء رئاسة الدولة وبين الاجتماعات الرسمية لمجلس الجامعة الذي يجتمع مرة في بداية شهر آذار ومرة أخرى في بداية شهر ايلول، بين هذين الاجتماعين اتفق الوزراء العرب على ان يكون لهم اجتماع تشاوري من دون إعلام ومن دون اسماء دول ومن دون اي رسميات ويتبادلون النقاش في اي موضوع، وبالتالي لا يصدر عنه وثائق او قرارات مكتوبة. من هنا على الجميع ان يعي ان لا قرارات لمثل هذا النوع من الاجتماعات، ولكن هناك نقاش ونقاش اكثر انفتاحا وتعمقا من النقاشات المكتوبة على الورق، ويتم القاؤها امام الكاميرا».
تابع: «في هذا السياق، هناك عدة محاور تم تداولها، على سبيل المثال تم التداول في القمة القادمة والتحضيرات لها وسياقها بشكل عام وموعدها ومن سيشارك فيها.
هنا سيتم سؤالي هل نوقش الموضوع السوري؟ نعم نوقش، وهل اتخذ قرار ؟ والجواب، لا توجد قرارات، هي نقاشات لفتح القضايا لتبادل الآراء توطئة لنقلها الى المسرح الخاص بالقرارات نفسها. موضوع الحرب الاوكرانية وتأثيرها المدمر على الكثير من الدول العربية سواء في مسألة الغذاء او مسألة الطاقة».
 اضاف ابو الغيط: «القضية الفلسطينية اين هي في هذا الخضم من التحركات الاسرائيلية والاميركية والتحولات التي تحدث. هل هناك مقاربة جديدة وهل نستطيع كدول عربية ان نقترب من القضية الفلسطينية بأسلوب جديد؟ وكيف نتفاعل مع كل هذه الاوضاع؟.
قد يسألني احدكم على ماذا اتفقتم اذا ؟؟؟ لا استطيع ان اقول على ماذا اتفقنا لان النقاشات غير معلنة والا أكون وكأني أقدم للطرف المعادي الحلول التي نسعى فيها ربما لانقاذ الوضع.
بصفة عامة كان اجتماعا جيدا والحضور في هذا التوقيت تحديدا الى لبنان في ظل ظروفه الاقتصادية البالغة الصعوبة وجميعنا يستشعرها، انا اتيت الى لبنان مرات كثيرة ولم أر مثل هذا الوضع الاقتصادي البالغ الصعوبة، كذلك الوضع السياسي اللبناني، لكن هي رسالة من الدول العربية وليس من الجامعة العربية اننا ندعم البحث عن تسويات وندعم تحقيق الاستقرار ونساندكم في اوضاعكم ومفاوضاتكم مع البنك الدولي وكل مساعيكم. بصفة عامة الاجتماع كان مفيدا للغاية على كل المستويات».
الاسئلة والاجوبة
ابو الغيط: وردا على سؤال عن كيفية دعم لبنان أشار ابو الغيط الى ان «الدعم هو معنوي، لان الجامعة العربية لا تستطيع أن تقدم الغاز او الكهرباء، لكنها تستطيع ان تحث الناس على التحرك، فهي عملية معنوية لاعلام الانسانية بأن هناك مشكلة ويجب ان تسعوا لحلها».
وعن موقف الدول العربية من عودة النازحين السوريين اجاب ابو الغيط: «كي اكون في غاية الصراحة وربما في غاية القسوة، الجميع يؤيد لبنان في ان تنتهي مسألة ضغط اللاجئين السوريين على ارضه، وعندما تتخذ قرارات في الجامعة العربية وللموافقة على عودة اللاجئين الى أراضيهم، دائما ستضاف الظروف التي تسمح بتنفيذ ذلك، فالوضع السوري كما نشهده هو نتيجة حرب اهلية حيث كانت هناك حرب اهلية ودمار هائل، والجميع يتحدث عن ما لا يقل عن 500 مليار دولار مطلوبة لإعادة تأهيل البنى التحتية السورية كي يستطيع الشعب ان يتمتع بها، وبالتالي فهي قضايا متشابكة جدا ولا تحل بقرار فقط. فالنية موجودة والقرار موجود ولكن ارادة المجتمع الدولي في انهاء هذه الحرب ما زالت ضاغطة على الوضع اللبناني والوضع السوري والاردني والمصري، وفي كل المنطقة هناك ضغوط».
وعن سلاح حزب الله قال ابو الغيط: «لا اريد التكلم عن هذا الموضوع، وانا أمين عام الجامعة العربية لا اتدخل في الشأن السوري اللبناني الداخلي».
وعن موضوع ترسيم الحدود قال: «نقف مع الدولة اللبنانية بالكامل والجامعة العربية لها مواقف واضحة جدا، فالدعم المعنوي والقانوني متاح تماما للدولة اللبنانية».
وردا على سؤال عن وضع سوريا في الجامعة العربية اجاب ابو الغيط: «الامر مطروح للنقاش وسوف يطرح للمزيد من النقاش، لان هناك آراء تتحدث عن اطار شامل للاقتراب من الوضع السوري».
وعن تليين العلاقات اللبنانية العربية: «لبنان راض تماما وانا استمعت للرئيس عون ولوزير الخارجية ولرئيس الحكومة ولرئيس مجلس النواب والجميع يقولون ان المصالحة في طريقها وان هناك رضى خليجيا لبنانيا عن العلاقة حاليا، ولا تنسوا ان هناك وزيرين خليجيين شاركا في الاجتماع واربعة مندوبين ايضا، ما يعني ان هذا يعكس رغبة لدى الدول التي كانت قد استثيرت الى رأب الصدع واقامة علاقة طيبة».
وعن اعادة انشاء مشاريع استثمارية عربية في لبنان قال ابو الغيط: «هذا موضوع لا يتناول في اطار الجامعة العربية بل في اطار ثنائي بين لبنان والدول العربية».
وردا على سؤال عن عدم استنكار الجامعة العربية للعدوان الاسرائيلي على سوريا قال: «سوريا لم تخرج من الجامعة العربية بل جمدت او لا تشغل مقعدها، ولكن الاستنكار موجود ولا يجب السماح بالعدوان. المأساة كبرى والمسألة لا تقتصر على طرف اجنبي واحد هناك العديد من القوى الأجنبية التي تلعب للاسف على الارض العربية السورية وهنا المأساة».
الوزير بو حبيب: وعما اذا هناك حل للنزوح السوري قال الوزير بو حبيب: «لا حلول اليوم ولا قرارات، نعم بحثنا في هذا الموضوع، ولكن لسنا وحدنا، فالاردن ايضا لديه مشكلة النزوح السوري فيما العراق ترحب بهم ولا مشكلة لديها. كان هناك بحث ولكن من دون قرارات».
وردا على سؤال عن اقامة منطقة آمنة على الحدود اللبنانية السورية للنازحين السوريين قال بو حبيب: «ليس هناك هكذا طرح، ولن نقبل بهكذا طرح، ولا نريد اقامة مخيمات على حدودنا».