بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آذار 2021 01:25م «وصلت الرسالة».. ماذا قصد الحريري؟ وهل أمنه الشخصي بخطر؟

علوش لـ«اللواء»: الرد اتى على رسالتين وأكثر.. والوضع أخطر من فترة الـ 2005

حجم الخط
اكتفى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتغريدة من سطرين ليرد فيها على ما جاء على لسان الرئيس ميشال عون في صحيفة الجمهورية صباح اليوم.

إذ كتب: "وصلت الرسالة ... لا داعي للرد . نسأل الله الرأفة باللبنانيين".

عادة ما يلجأ الحريري لاصدار بيان لتفنيد أي رسالة موجهة له من الرئاسة الأولى، إلا أن رده المقتضب اليوم يوحي بأنه سئم من الردود المضادة، موحيًا بأن الأزمة ستطول ولا خيار لنا سوى الدعاء.

أما في ما يخص رسائل عون، فكانت عبارة عن مزيج بين السياسي والشخصي. في الشخصي أعاد عون نغمة «الأب والإبن»، وأنه يستغرب تغيّر الحريري معه، أما في السياسة فأكد مجددًا على ما سمعناه مرارًا من دوائر بعبدا مكررًا «للمرة الألف» بحسب تعبيره، أنه لا يريد الثلث المعطّل وأن للحريري حسابات خارجية تمنعه من التشكيل.

وفي قراءة لرد الحريري، اعتبر نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش، في حديث مع «اللواء»، أن الرد اتى على رسالتين بشكل مباشر، أولهما بيان التيار الوطني الحر منذ يومين الذي كرّر موقف التيار المعلن، متهمًا الحريري بسعيه للسيطرة على مجلس الوزراء، وثانيهما ما تضمنه مقال «الجمهورية» نقلًا عن عون. ووصف علوش عون بـ«المتخصص باحباط الناس».

وفي معرض الغوص أكثر بكلام عون ورد الحريري، لفت علوش الى أن كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كان الرافعة لعون لوقف أي تقدم على الصعيد الحكومي، مشيرًا الى أن كلام مساعد رئيس مجلس الشورى الايراني حسين أمير عبداللهيان كان واضحًا من ناحية أن ايران تريد حكومة «تخدم المقاومة» في لبنان. أضاف: "عون لم يكن ليتجرأ على تثبيت مواقفه الأخيرة لو لم يكن هناك ضوء أخضر من حزب الله".

الموقع الرسمي لقناة الجديد
نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش

أمن الحريري الشخصي بخطر؟
يُقرأ من رد الحريري أيضًا نوع من التخوّف من حصول أي حدث أمني كبير في البلاد، إذ أثارت التقارير الأمنية المحذرة من عمليات اغتيال قد تطال شخصيات سياسية بارزة مؤخرًا، وصولًا الى مسألة تصوير طائرة الحريري الشخصية في المطار، تساؤلات عدة، فهل لدى الحريري معطيات بأن أمنه الشخصي بخطر؟

يجيب نائب رئيس المستقبل منطلقًا من فكرة أن الوضع العام في البلاد لا يوحي بالارتياح، وأن استمرار التدهور اليومي سيؤدي الى نوع من الفوضى لا يمكن لنا أن نتكهن مدى خطورته، لكنه، وبحسب رأيه، يرى أن الوضع اليوم يكاد يكون أخطر من الوضع في الفترة التي سبقت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ويشبّه علوش مشهدية اليوم بمشهدية الضغوط على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكنه يؤكد أن الرئيس سعد الحريري يعتبر أن ليس أمنه الشخصي من هو بخطر إنما أمن البلد ككل، وقال: "لو كان سعد الحريري يفكر بسلامته الشخصية لكان غادر البلاد منذ زمن، وإذا كان الهدف تذكير الحريري بمصير والده فنؤكد لهم أنه لا ينسى للحظة ما حصل مع والده".

الاعتذار على طاولة الحريري؟
يكرّر علوش أن الاعتذار دائمًا ما يكون أحد الخيارات، أما اذا كان الحريري سيفكر فيه بعد رده اليوم، يجيب: "الحريري لن يعتذر ويبلطوا البحر، وهذا موقع دستوري لا يمكن لأحد فرض عليه خياراته، وبات من المعروف كيفية التخلّص من الحريري دستوريًا".

وعن اذا ما كان الاعتذار يُفقد الحريري لدوره السياسي ويمنعه من لملمة شارعه، يرى علوش أن الحريري يلملم شعبيته فقط اذا نجح في الحكم وشكّل حكومة تستطيع انتشال لبنان من واقعه، خلاف ذلك فهو غير مستعد لأن يقود حكومة شبيهة بحكومة حسان دياب.

العرقلة حتمية.. فمن المسؤول؟
رسالة نصرالله الأخيرة تكاد تكون الأوضح على الاطلاق، فهو قال للحريري "حكومة اختصاصيين ستسقط بعد أشهر في الشارع"، مما يوحي بأنه اذا نجح الحريري بتشكيل حكومة كما يريد، سيواجَه بضغوط لايقافه قد تصل الى الشارع، وتاليًا لن تنجح الحكومة.

اذا وصلنا الى هذه المشهدية، يعلّق علوش: "ساعتها يتحمل المعرقلون المسؤولية، فالخسارة ستكون للبنانيين جميعًا وليس للحريري، واذا كان مبدأ الانتصار يكمن بالسيطرة على الركام فهنيئًا لهم بهذا الركام".

خاتمًا الاتصال بالقول: "الحريري يُطلق آخر خرطوشة وإلا لن تعود الحكومة مطلبًا أساسيًا وكافيًا لانقاذ البلد.. ونسأل الله الرأفة باللبنانيين".